بينما تستعد جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر للانتهاء من انتخاب مجلس شورى يمثل المحافظات، شهدت أروقة الجماعة جدلاً في شأن «تصعيد» عضو نقابة الاطباء المصريين رئيس المكتب السياسي للجماعة الدكتور عصام العريان إلى عضوية مكتب الارشاد ليحل محل القيادي الإخواني محمد هلال الذي غيبه الموت. وبرزت في الصحف المصرية في الأيام الأخيرة تأكيدات لقادة «الإخوان» أن الجماعة تدرس تصعيد العريان إلى عضوية أعلى سلطة فيها، فيما طالب «شباب» الجماعة في بيانات أرسلوها عبر موقع «فيس بوك» الشهير والرسائل الهاتفية القصيرة بتصعيد العريان مشيرين إلى أن لديه شعبية واسعة بين صفوف مناصري «الإخوان». وأشار نائب المرشد الدكتور محمد حبيب إلى أن الجماعة تدرس فعلاً اختيار خلف للراحل محمد هلال في عضوية مكتب الإرشاد، مؤكداً أن الامر سيحتاج إلى مشاورات موسعة بين أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة لاستطلاع الآراء حول أهمية دعم المكتب بأعضاء جدد من عدمه. غير أن مصادر مطلعة داخل «الإخوان» رأت أن هذا السجال ما هو الا «ضجة اعلامية» مفتعلة تأتي في وقت تستعد الجماعة لانتخاب اعضاء جدد في مكتب الارشاد يمثلونها لأربعة أعوام مقبلة، «لذا فليس من المعقول أن يتم تصعيد الدكتور عصام العريان لمدة شهر فقط وبعدها يتم إجراء انتخابات جديدة» لاختيار أعضاء مكتب الإرشاد. وأشارت ل «الحياة» إلى عدم إمكان «تصعيد» أي عضو جديد وفق اللائحة الداخلية للجماعة، إذ أن الانتخابات التي أجريت في العام الماضي وتم بموجبها «تصعيد» خمسة أعضاء جدد إلى مكتب الارشاد كانت انتخابات جزئية. وتنص اللائحة على منع «تصعيد» أي عضو جديد إلى مكتب الإرشاد بعد انتخابات جزئية. من جانبة رفض الدكتور عصام العريان التعليق على ما اثير من تكهنات وأكد ل «الحياة» أن هذا الامر يخضع للوائح والاجراءات المعمول بها داخل الجماعة. في غضون ذلك، أكدت مصادر مطلعة داخل «الإخوان» ل «الحياة» ان الجماعه انتهت بالفعل من انتخاب مجلس شورى المحافظات، غير انها توقفت عن عقد انتخابات لمجلس الشورى العام نتيجة للملاحقات الأمنية التي استؤنفت في الفترة الأخيرة. ولفتت الى ان 13 عضواً في «إخوان محافظة البحيرة» اعتقلوا مطلع الاسبوع الماضي وأمرت النيابة بسجنهم 15 يوماً كانوا قد انتخبوا بالفعل أعضاء في مجلس شورى المحافظة. ودهم جهاز مباحث امن الدولة امس اجتماعاً تنظيمياً عقد في منزل أحد قادة «الإخوان» في محافظة الشرقية واوقفته ومعه 15 من أعضاء الجماعة.