أصبح من المألوف والطبيعي أن يختزل رمضان في كل عام زمرة من المسلسلات ذات ألوان الطيف المختلفة,وقد أشتهرت مسلسلاتنا السعودية على وجه الخصوص بطرح القضايا الإجتماعية العالقة,لتحاول من خلالها تنبيه كل من عصب عينيه عن رؤية الصواب وخدمة المواطن إلى طريق الإصلاح,ولكن هل فعلآ نحتاج إلى هذا الشهر الفضيل فقط لطرح مثل هذه القضايا!,وهل من المعقول أن من كانوا يرجون منه التعطف والرضوخ لمطالبهم المشروعة,سيستمع لمناشدتهم او مشكلتهم أو حتى مشاهدة الحلقة في ظل إعتكافه الرمضاني المبكر عن كل ماقد يفسد صيامه!,فإن كانوا من خلالها يطرقون أبواب قلوبآ رحيمة غفلت عن حقيقة مايجري,أو أوُهِمت بأن كل شيء يجري على مايرام كحادثة “مترو الرياض” فصدق نواياهم وحرصهم الشديد على أن لايُجرح صيامهم سيعصمهم عن فتح التلفاز حتى,وستدور الحلقة على ذاتها أي نحن,فنحن من سنشاهد معاناتنا ومشاكلنا ونتشربها أكثر حتى تصبح عادة يومية,قد يختل توازن روتيننا اليومي لو فقدت,فالأولى أن يتعدى مناقشي قضايانا حدود الشهر وأسوار التلفاز ماداموا ذو شهرة ونفوذ,فقد ترضخ تلك المسلسلات الحبلى بقايا الشعب لمقص الرقيب الذي هو نفسه أداة في يد الجلاد فيُظهر مايريد ويخفي مايخشاه كما حدث في أول حلقة من مسلسل سكتم بكتم الحالي بلسان بطله فايز المالكي الذي أشتكى بحرقه من التشويه في اول حلقة من مسلسله, والتي ظهرت بطابع ركيك وسطحي جدآ,ومن يدري قد يكون هذا المقص لقص جناح عصفورين في آن واحد,العصفور الأول عدم إظهار الحقيقة بالشكل المطلوب خشية رفع الستار عن من أسدلوه على خزيهم ومهاتراتهم الوظيفية,والعصفور الثاني هو إشعار المشاهد بركاكة المادة المعروضة وعدم ملامسة الواقع,فيعتزل المشاهدة نهائيآ,ونصبح كالمثل القائل “كأنك يابو زيد ماغزيت”. احلام معوضه القحطاني [email protected]