اصطدمت صباح أمس مساعي العفو عن المحكوم بالقصاص عوض عيد الحربي (عريس سجن الطائف) برفض الشاب راشد السبيعي (ابن القتيل)، والذي رد على المطالبات والمناشدات بعبارة «أريد شرع الله»رغم عرض مبلغ 20 مليون ريال عليه أملا في العفو. مساعي الصلح قادها أكثر من 2000 رجل من قبيلة حرب وعدد من قبائل المملكة، وعضو لجنة إصلاح ذات البين في إمارة منطقة مكةالمكرمة الشيخ عبدالله حماد العصيمي، والذين قدموا في ملفاهم على قبيلة سبيع لإعتاق رقبة السجين عوض بن عيد الحربي المحكوم عليه بالقصاص قبل 18 عاما، حيث قدمت وفود قبائل حرب وقبائل من جميع أنحاء المملكة في تمام الساعة الثامنة صباحا مساهمة منهم في عتق رقبة السجين الحربي. ورحب شيخ قبيلة القريشات الشيخ مشاري بن ناصر السبيعي، نيابة عن مشايخ سبيع كافة، بوفود القبائل، كما رحب بهم شيخ قبيلة الشهمة من سبيع سعد بن عبدالرحمن بن جميع، ثم ألقى الشيخ عبدالله حماد العصيمي كلمة ذكر فيها بالآيات والأحاديث الدالة على فضل عتق الرقاب، ثم بين أن سبب توافد القبائل والوفود إلى قبيلة سبيع عامة والقريشات خاصة هو إعتاق لرقبة السجين الحربي. وأكد أن من التعاون على البر والتقوى توافد هذه القبائل لإعتاق رقبة السجين الحربي، ولكل منهم حق ويجمع هذا الحق في كلمة «سامحه الله»، كما أوضح أن الذي يعفو ينال الأجر من الله ويخلد ذكره في الأرض والسماء في الدنيا قبل الآخره. لكن ابن القتيل طالب بالقصاص من قاتل ابيه، الأمر الذي حدا بوفود القبائل إلى استعطاف قلبه من أجل عتق رقبة رفيق أبيه، حيث أحاطوا بسيارة راشد، وتوجه إليه الشيخ مشاري بن ناصر السبيعي ومجموعة من مشايخ سبيع بطلب من شيوخ القبائل والوفود، حيث مكثوا معه لإقناعه بالتنازل وعتق رقبة صديق أبيه،إلا أن المحاولات باءت بالفشل، حيث عادوا وأخبروا الوفود المجتمعة، والتي كانت تنتظر قرار العفو على أحر من الجمر، بأن راشد يريد شرع الله بالقصاص من قاتل أبيه، بعدما عرضوا عليه مبلغ عشرين مليون ريال. وأوضح الشيخ مشاري بن ناصر في تصريحات صحافية أنه سوف يكون هناك طلب لمتابعة أهل الشأن، وإذا سهل الله منهم أي شيء يدل على أنهم يريدون العتق سيتم إخبار قبيلة حرب أو من ينوب عنهم، وسأل الله أن يسخر قلوب أهل الدم للعفو عن السجين الحربي. من جانبه، بين ابن عم القتيل محمد شلال السبيعي أن القرار الأول والأخير في هذا الملف يعود إلى ابن القتيل راشد، مبينا أن القرار الذي صدر منه جاء من تلقاء نفسه دون أي ضغوط عليه من أهله أو أحد أقربائه.فيما جدد السجين عوض الحربي مناشدته لابن القتيل وأسرته، لعتق رقبته، و قال لا أزال أعيش على أمل العفو، ولن أيأس من رحمة الله، وأسأله سبحانه وتعالى أن يرحم أخي فرج ، وأتمنى من أسرته العفو عني لوجه الله ، فالجميع يعرف مدى المحبة والصداقة التي كانت تربطني بالقتيل رحمه الله.