رفض الشاب راشد السبيعي، صباح أمس، قبول طلب العفو عن سجين الطائف المحكوم بالقصاص عوض الحربي، خلال تجمع لحشود كبيرة من قبيلة حرب وقبائل أخرى، تجمعت في محافظة الخرمة بحضور عضو لجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكةالمكرمة الشيخ عبد الله حماد العصيمي. أكثر من ألف رجل من قبيلة حرب وقبائل يام وعتيبة وقبائل أخرى تجمعت أمس في محافظة الخرمة، في ملفاها على قبيلة سبيع، لطلب العفو وعتق رقبة السجين عوض الحربي الذي أمضى 18 عاماً في سجن الطائف. واستقبلت الجموع مجموعة من مشائخ وأعيان قبيلة سبيع منهم شيخ قبيلة القريشات الشيخ مشاري بن ناصر السبيعي. وبدأ الشيخ عبد الله حماد العصيمي عضو لجنة إصلاح ذات البين بكلمة ذكر فيها أجر العفو وعتق الرقبة، مناشداً بالعفو عن السجين الحربي، ثم توالت كلمات مشائخ القبائل، قبل أن يتم طلب عفو الشاب راشد الذي اكتفى بعبارة «أريد شرع الله» قبل أن يغادر الموقع رغم محاولات استعطافه وطلب العفو. رفض الشاب السبيعي ولَّد ردود فعل مؤثّرة على أقارب السجين الحربي، حيث انهار عدد منهم ودخلوا في نوبات بكاء في مشهد أثار مشاعر الكثيرين. يشار إلى أن السجين الحربي اشتهر ب»عريس سجن الطائف» عقب زفافه قبل نحو 5 سنوات من ابنة أحد زملائه في السجن آنذاك والذي نفذ فيه حكم القصاص بعد زواج ابنته بأشهر قليلة. السجين عوض الحربي أمضى خلف القضبان 18 عاماً انتظاراً لبلوغ ابن القتيل سن الرشد، حيث بلغ الابن مؤخراً وأصبح تنفيذ الحكم قريباً، ما دفع القبائل للتجمّع والاتجاه لأسرة وقبيلة ابن القتيل سعياً للعفو عن السجين الحربي. السجين عوض الحربي وجَّه مناشدة عبر «الجزيرة» لابن القتيل وأسرته وقبيلته، راجياً من الله ثم منهم عتق رقبته والعفو عنه قائلاً»: أرجو أن تعفو عني، ما حدث كان خطأ والجميع يعرف الصداقة القوية بيني وبين القتيل رحمه الله، الله سبحانه وتعالى قال في كتابه «فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ». يشار إلى أن السجين عوض الحربي رُزق عقب زواجه في السجن بطفلة أطلق عليها اسم أمل وتبلغ من العمر عامين ونصف.