صدر عن المركز الثقافي العربي في بيروت قبل أيام كتاب (الغثاء الأحوى في لم طرائف وغرائب الفتوى) للكاتب السعودي أحمد العرفج يجمع فيه أغرب وأطرف الفتاوى وجاء الكتاب فيمايقارب ال 300 صفحة بدأها الكاتب بمقدمة عن دوافع إصدار الكتاب. وبحسب مقدمة الكتاب فإن فكرة جمع غرائب الفتاوى لست وليدة اليوم وإنما كانت تلازم المؤلف منذ مايزيد عن العشرين عام ، وكذلك فإن تجاهله لفتاوى أثارت الساحة مؤخراً كفتوى هدم الحرم وكفر مبيح الاختلاط يأتي لكونه يرفض إثارة مواضيع مثارة من قبله . ويتوقع أن يثير الكتاب ردود فعل متباينه كونه تطرق للفتاوى بنوع من التندر والسخرية رغم رفض مؤلفه أن يكون ساخراً من هذه الفتاوى وذلك في حديث هاتفي للوئام ” أنا لم أسخر ولا أسخر من الفتاوى بقدر ما أبين للقارئ معنى الفتوى وتنوعها ” ويضيف ” هو محاولة لجمع بعض غرائب وطرائف الفتاوى من خلال معاصرتي وكون الفتوى تمارس علي كشخص ، وأطالب بتنفيذها مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : استفت قلبك ولو أفتوك ، ولا أعتقد أننا بحاجة لكثرة المفتين ” . وعما إذا كان تعمد الاستغراق في التأصيل الفقهي واستعراض تعمقه في المجال الفقهي لدرجة أن يتحدث الثلث الأول من الكتاب عن تاريخ الفتوى ومعناها وأبرز من حمل لواءها في عصور صدر الإسلام قال ” لابد لأي باحث أن يقدم فرشة فقهية لكي يتعرف القارئ على الفتوى ومعنى الفتوى المرسلة والمقيدة ، وهي ضرورة للبحث ” . وينفي العرفج أن يكون تعمد السخرية من مصدري هذه الفتاوى ” لا أنا لا أسخر أولاً ، أنا كنت اتحاور مع الفتوى ، وكتبت عن ناس معجب فيهم وأكبرهم وأجلهم ، أنا أبين للناس معاني الفتوى وفائدتها فمثلاً لدينا فتوى تحريم طاش ، هذه الفتوى تجاوزتها الناس التي تتابع المسلسل بنسب كبيرة في المجتمع السعودي ، فماهو مصيرها ؟ ” وعن تركيزه على فتاوى للشيخين عبدالكريم الحميد وحمود التويجري قال ” أنا لم استهدفهما ولكن ربما لأن لديهما ما يلبي متطلبات الكتاب ، فهؤلاء لهم فتاوى أكثر من غيرهم واضحة في قضايا معينة ، تكلموا فيما تحاشى الآخرين الكلام عنه ، مثل فتاوى السيكل ، السنتيان .. إلخ ” . الكتاب قدم في عدد من فصوله نماذج عديدة وغريبة جاء أبرزها فتاوى ” لبس السنتيان ، إمامة شارب الدخان ، لبس النساء للكعب العالي ، تحريم الشاي والقهوة ، شرب البيبسي ، اسقاط كلمة ابن ، تحريم كرة القدم ، تحريم الكاريكاتير ، الجرائد ، السلام على الفنانين واللاعبين ، تحريم الساعة ، التوبة عن لبس الشبشب والزنوبة ” كما تحدث في الفصل السادس عن تداعيات ومقالات عن فتاوى شهيرة مثل ” إجازة زواج الوناسة ، قتل ملاك الفضائيات ، تحريم لبس النقاب ، قتل ميكي ماوس ، تكفير الكاتب عبدالله بن بجاد وزميله يوسف أبا الخيل ثم ختم هذا الفصل بأغرب فتاوى عام 2009 وفي الفصل السابع أورد منثورات من فتاوى ابن تيمية . ويرفض العرفج التعجب من وجود فتاوى بهذه الغرابة مؤكداً ” أوردت هذه الفتاوى من كتب فقهية معروفة وموثقة لدي وأشرت للصفحات في بعضها ، لكن لم انشر بعض المراجع كيلا يأتي من يسرق كالعادة وينسب لنفسه ، ومن يكذب فأنا أملك الدليل ” . وفي أحد فصول الكتاب أورد المؤلف ” فتاوى هيئة صغار العلماء ” وتحدث فيه عن فتاوى لبعض المشائح لكنه رفض أن يكون قصد بهذا المصطلح التقليل من شأن هيئة كبار العلماء أو نقدها ، قائلاًُ ” المقصود النقيض فكما تقول كبار علماء فهناك نقيض للمصطلح وهو صغار العلماء . لم أقصد هيئة كبار العلماء وإنما مفهوم المخالفة . ” وعن تخوفه من الردود السلبية تجاه المؤلف قال ” أنا قدمت في مقدمتي بأن هناك من سيعده شجاعة عاقلة، وقد يَعدّه الفريق الآخر حَماقة جَاهلة، وثالث يَعتبره حَواشي مَائلة أو نفخًا في نار خاملة.. ” لايَعنيني ما يُقال، فالمرء عندما يُخرج عقله من ساحة الجمجمة إلى “رحابة الورق” فليتحمَّل ما يأتيه، و رحم الله من قال: “خلِّيك في عِشّك ما أحد ينشّك”!.. وهُنا أعني “النش” بكُل مَعانيها!”. وعن تبريره لرفض أصدقاءه كتابة المقدمة ، وعما إذا كان هروباً من التصديق على مضمون الكتاب تخوفاً قال “إطلاقاً أصدقائي اعتذروا ولهم مبرراتهم ، لكن لم يتهربوا خوفاً من مضمون الكتاب ” ويضيف ” صحيح الإقدام على هذا المؤلف يعتبر مغامرة وليس هناك من يستطيع ذلك سوى شخصين ” أنا والدكتور عبدالله الغذامي وأحمد الله أنني سبقت الغذامي ” .