صدر عن "المركز الثقافي العربي" في بيروت مؤخراً كتاب سعودي جديد يعرض أغرب وأطرف الفتاوي التي جمعها مؤلفه الكاتب السعودي "أحمد العرفج" في خطوة من شأنها أن تفجّر غضب التيار الديني خصوصاً وأن المؤلف تناول عشرات الفتاوي بالتندر والسخرية. وقال العرفج عن دوافع إصداره الكتاب الذي من المتوقع أن يحصد مبيعات كبيرة في معارض الكتب: "الحَقيقة أنَّ اهتمامي بالفَتاوى الغَريبة، والشَّاذة والطَّريفة، يَمتد مُنذ أيَّام الدراسة الثَّانوية، الأمر الذي جَعلني أجمع كَمًّا هَائلاً مِن هَذه "المَنتوجات"، التي يَقول أصحابها بأنَّهم مُوقِّعون عَن الله فِيها". وأوضح العرفج بلهجة ساخرة في مقدمة كتابه الذي حمل عنوان (الغثاء الأحوى في لم طرائف وغرائب الفتوى): "هذا الكِتَاب قد يَعدّه البعض شجاعة عاقلة، وقد يَعدّه الفريق الآخر حَماقة جَاهلة، وثالث يَعتبره حَواشي مَائلة أو نفخًا في نار خاملة.. لايَعنيني ما يُقال، فالمرء عندما يُخرج عقله من ساحة الجمجمة إلى "رحابة الورق" فليتحمَّل ما يأتيه، و رحم الله من قال: "خلِّيك في عِشّك ما أحد ينشّك"!.. وهُنا أعني "النش" بكُل مَعانيها!". العرفج أكد أنه يعرف جيداً ما ينتظر كل من يسخر بالفتاوي قائلاً: "المرء متى دنا من ساحة العلماء، أو اقترب من عالمهم ناله مُرّ الهجاء، وقسوة التوبيخ وشنيع التقريع.. مع أنَّهم يُرددون في مقولاتهم دائماً أن "كُل يُؤخذ من كلامه ويَُرد إلا صاحب هذا القبر"كما يَقول الإمام مالك.. ولكن مثل هذه العبارة، هي جُملة تُقال، والويل الويل لمن يُحاول أن يَنقلها من صندوق الأقوال إلى مسرح الأفعال. إنَّ اللحوم مازالت مسمومة، والكتابات التي تُناقش العُلماء مازالت مَذمومة، والعُلوم بين النَّاس مَقسومة، فهُناك من العُلماء من هم أجلَّاء وهُناك من هُم "كالدَّهماء". إنَّ من يُحاول الاقتراب من ميدان العُلماء سيُقال له: من أنت حتى تتكلَّم في العُلماء...؟ هَكذا من أنت، وكأنَّنا في "نُقطة تفتيش أمنيّة" تبحث عن هويّتك لتتعرف عليك.. وإن كان التَّعامُل مع نقاط التفتيش أسهل وأسرع ويُحسم بسهولة، ولكن سُؤال العُلماء عنك، لا يُمكن أن تَصل فيه معهم إلى حلِّ، لأنَّك أمام دوائر مُتشابكة متى خَرجت من دائرة دَخلت في أخرى!! يُقال لك: من أنت؟، وإذا نجحت في هذا الامتحان!، سيُقال: لك لماذا تعترض على العُلماء ألا تعلم أن لُحومهم مسمومة؟، وإذا تجاوزت "هذه اللحوم" سيُقال لك: لماذا لم تكتب سراً لهذا العَالِم، لماذا تُجاهر في مُعارضته؟، ستقول لهم إنَّه نشر أمره على الملأ فكيف أعترض سراً عليه..؟ ومتى اقتنعوا بهذا قالوا: كذا وكذا.. وتَدخُل معهم في نقاش طويل عريض، ومتى سددت عليهم كُل الطُرق، أشهروا بوجهك السِّلاح "الصَّالح لكُل زمان ومكان".. وهو قول: "اعتراضك، ليس هذا وقته" نحن في وقت حرج وعصيب!!". وقال العرفج أنه يكن للعلماء الذين وردتْ أسماؤهم في كتابه كل التقدير والإجلال, مضيفاً: "يكفي أنهم صرحوا بما يُرضي ذممهم، وصدقوا ماعاهدوا الحق عليه، في زمن كَثُر فيه من خانوا أمانة العلم واشتروا بآيات الله ثمنًا قليلا، أولئك الذين مارسوا التدين المغشوش والعلم المستعمل!". يُشار إلى أن الإصدار الجديد خضع لمراجعة الكاتب السعودي المخضرم "عبدالله فراج الشريف" كما أوضح مؤلفه في مقدمته, وقد تضمن فَتاوى مِثل: حُكم الأكل بالمَلاعق، والاستعانَة بالخَدَم والسَّائقين، ونَتف الحَواجِب، وحُكم السَّلام عَلى اللاعبين، وحُكم لبس السّنتيانة والكَعب العَالِي، وحُكم الرَّقص، وحُكم الكِتَابة في الجَرائد، وحُكم لبس العَبَاءة عَلى الكتف، وحُكم لبس العَبَاءة المخصّرة، وحُكم إسقَاط كَلمة ابن مِن الأسمَاء.. وغيرها.