المرأة مكانتها عظيمة، كبيرة، رفيعة،وقيمة تتهاوى، تضعف أمامها عظمةالرجال لأنها صانعة الشعوب، فهي الملاذ عندما تشتد الهموم، وهي المأوى حين تتكاثر الخطوب، المرأة منبع الحب وساقية الحنان، انها مدرسة الوداعة يزينها رقة الشعور_ المرأة نصف المجتمع، فاذا أهملت سارالنصف الآخر يعرج على قدم وساق، إن للمرأة أثرآ كبيرآ في تقدم الأمة وازدهارالبلاد، المرأة وراء كل عمل عظيم فهي حياة القلوب وأساس التقدم، وبانية الأمجاد، المرأة هي الأرض الطيبة وهي الفن والجمال والحياة، هي تعطي ،تهب ،تبذل ،تعلم وتربي تنشىء، إنها صانعة الأمجاد وبانية الحضارات. المرأة قديمآ كانت تذهب مع الرجال الى الحروب تشجع المقاتلين،تثير في نفوسهم الحمية،تداوي المرضى وتسقي العطاش _ العلم يمشي بالفتاة نحو الخيرويملأ نفسها بالرضا، والمرأة هي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطفل دروس الحياة وبها يتأثر، ومنها يكسب أخلاقه، وصفاته، وعنها يأخذ عاداته ،ومميزاته،ولما كان الطفل محط أمل أمته ،والرجاء الذي ينتظره الوطن ،لذلك وجب علينا أن نرعى طفولته ونتعهدها بالري والاسقاء كي تعطي ثمرة يانعة تؤتي أكلها في كل حين. وكي نجني من هذه الثمرة شبابًا مخلصًا واعيًا ورجولة خيرة منتجة، لا بد لنا من تعليم الفتاة وتهذيبها وتربيتها وتوجيهها باعدادها اعدادا صحيحا من الوجهتين العقلية والخلقية كي تكون امرأة فاضلة، جميلة، متعلمة، وأمًا واعية تقوم بواجباتها العائلية بيقظة تامة وعزم صادق، *ليسى الجمال بأثواب تزيننا، بل إن الجمال جمال العلم والأدب. وأيضآ المرأة أو الأم الفاضلة المتحلية بالصفات الحميدة ترضع أبناءها الحليب ممزوجا بالبطولة والعزة والكرامة وتلقنهم حب الله والاخلاص للوطن ويشبون مخلصين ، أقوياء ثم يدخلون معترك الحياة ليكون منهم بعدئذ الصحفي الشهير والفلاح الواعي ، والصانع الماهر، والمربي المؤمن، والجندي الشجاع والمهندس والطبيب البارع، ومن أقدر من هؤلاء على خدمة الوطن الذي يعيشون فوق أرضه، وتحت سمائه. إن في إعداد الأم اعدادآ للشعب وفي تهذبتها تهذيبآ للأجيال وفي تثقيفها حياة الأمة،العلم يرفع بيوتآ لا عماد لها، والجهل يهدم بيت العز والكرم فإن إعادة اهتمامات الإعلام بتلك المسألة من الأهمية بمكان؛ وهو أمر يستلزم قيام جميع القنوات الإعلامية بإبراز ذلك الدور والتركيز على ممارسة المرأة دورها بنفسها؛ فهي وظيفة لا يجوز فيها التوكيل، بل إن تصدي المرأة لدورها بنفسها بوصفها أيضاً مربية يعد مسلكاً عظيماً في رقي الأمة، بل هو الطريق الأساسي لتحقيق آمال الأمة ثم إعادة صياغتها فعلياً عبر التربية إلى نواتج قيِّمة تضاف إلى رصيد الأمة الحضاري، ولأجل ذلك فإن من الضروري أن تضع وسائل الإعلام ضمن أهدافها تبني المفهوم القائم على أن رقي الأمة مطلب إسلامي حضاري لن يتأتى إلا من خلال إعادة تكوين النظريات التربوية وتأسيسها بما يتفق مع الأصول والمصادر السليمة التربوية المعتمدة على المصادر الإسلامية، وأيضاً من خلال إعداد الكوادر التي تستطيع ترجمة تلك النظريات إلى واقع؛ أي العناية والتشجيع لإعداد المرأة الأم. د.مروج عبد الواسع لندن-المملكة المتحدة