رفض أحد المواطنين استلام جثة زوجته التي توفيت بعد إصابتها بمرض سرطان الكبد، تعبيرًا عن احتجاجه، على عدم تفعيل الصحة الأمر الملكي لعلاجها.المثير في القصة برمتها أن زوجة المواطن الثانية أصيبت بنفس المرض ومازال يعاني معها حتى الان ومازال يشرف على علاجها في المستشفيات. يقول المواطن محمد الطرموخ للوئام : ( إن زوجته الأولى مرضت بعد 10 أعوام من زواجهما، وأنّ المرض وراثي في عائلتهم، فقد توفيت جميع شقيقاتها بالمرض نفسه، وقد تلقت العلاج في مستشفى الدمام، لكن خوفًا أن تتطور حالتها وعدم تمكن ذلك المستشفى من علاج مثل تلك الحالة استطاع نقلها إلى الرياض، وحصل على أمرين من الديوان الملكي . ويكمل المواطن “اكتشف الأطباء مرض زوجتي الثانية في مجمع الملك فهد في الظهران، ومن ثم تم نقلها إلى مستشفى سعد التخصصي لمتابعة حالتها، وبعد تلقيها العلاج لفترة زمنية تم تحويلي لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ونظرًا إلى أنّ سكني في الدمام أصبحت أتنقل بين الرياضوالدمام لعلاجها، وقد عانيت الكثير؛ لأنني كنت أحيانًا أذهب إلى الرياض صباحًا وأعود في المساء؛ حتى لا أتكلف مصاريف إضافية للسكن؛ فالعلاج كان يكلفني الكثير، وأحيانًا أظل في مواقف المستشفى، وأنام قليلاً في سيارتي التي اتخذتها بيتًا لي للراحة لقلة ما أملك، ثم أعود إلى الدمام مرة أخرى”. ويؤكد المواطن خلال حديثه بالقول : (زوجتي الثانية ما زالت تتلقى العلاج على حسابي الخاص، وإجمالي المبالغ التي تكلفتها لعلاج زوجتي الأولى والثانية، نحو ثلاثة ملايين وستمائة وسبعة وثلاثين ألف ريال تقريبًا، خلال الأعوام الماضية، ولديّ فواتير تثبت ذلك، حيث إن قيمة الإبرة الواحدة التي كانتا تحتاجان إليها، 2800 ريال، وفي كل شهر تحتاجان لإبرتين”). ويناشد في ختام حديثه الجهات المعنية بالتدخل لانهاء معاناته حيث أنه لا يعمل حاليًا في جهة معينة، وليس لديه دخل ثابت، وكان في السابق موظفاً في وزارة الصحة بالمنطقة الشرقية”. وأكد المواطن انه أصيب بسرطان الفك منذ ثمانية أشهر، ولا يستطيع أن يوفر العلاج لنفسه، خاصة أنه يحتاج إلى فك اصطناعي قيمته نحو 86 ألف ريال أو أكثر، حتى أصيب بشبه شلل بالفك ويعيش على شرب السوائل فقط، ولا يستطيع تحريك فكه أو الأكل كالسابق. ويقول “أصبحت أنظر إلى الطعام ولا أستطيع أن آكله لصعوبة مضغه وابتلاعه، وحالتي مع الأيام تسوء، أنام في سيارتي التي اتخذتها بديلاً للسكن لقلة إمكاناتي، فلا أستطيع أن أدفع باستمرار قيمة الإيجار، وأحيانًا أضطر إلى أن أستأجر شقة مفروشة؛ لأنّ وجودي في الرياض للمراجعات يتطلب أيامًا”. ويطالب وزارة الصحة بسرعة تنفيذ واعتماد الأمر الملكي الصادر من الديوان لعلاج زوجته، كما أنه أيضًا بحاجة إلى فك اصطناعي لا يستطيع أن يوفره، ويطالب أن يسمح له بالبقاء هو وزوجته في السكن الخيري في الرياض؛ حتى ينفذ أمر علاجهما. المتحدث الرسمي بوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني، قال «لا أعتقد أنّ المريض قد تلقى رفضًا صريحًا من قبل وزارة الصحة لعلاج زوجته، لكن هناك مراحل لابد أن يمر بها قبل أن تتلقى العلاج وهي: عرض جميع أوراق وتقارير المريض أو المريضة على لجنة طبية مكونة من مجموعة أطباء متخصصين، ويقررون للمريض أين يتلقى العلاج داخل السعودية أم خارجها حسب الحالة الصحية، لكن لا ترفض الوزارة علاج أي مواطن أو مواطنة. لكن كما قلت سابقًا مسألة وقت، وفي مثل حالة زوجة المواطن «محمد» والتي كانت تعاني هي وزوجها من مرض السرطان يكون العلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي إذا كان هناك إمكانية، وإذا لم يكن هناك إمكانية لعلاجهما يقرر لهما أن يكملا العلاج في الخارج، وهناك العديد من أوامر العلاج تتلقاها مثل تلك المستشفيات في كل يوم، وقد تصل إلى مئات الطلبات؛ لذلك يكون سبب التأخير هو إنهاء الإجراءات، وتقرير اللجنة الطبية فقط».