على رغم أن هناك أمراً سامياً صادراً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز برقم 15622 وتاريخ 23-11-1430ه، باعتماد علاج المواطن محمد علي آل طرموخ وزوجته هناء بنت صالح المحسن (التي تعاني من سرطان الثدي) في المكان الذي يتوفر لهما علاج فيه داخل المملكة أو خارجها على نفقة الدولة موجهاً إلى وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، إلا أنه مضى على التعميد نحو ثلاثة أشهر من دون تنفيذ. وتبدو آثار الإحباط واضحة على محيا محمد، فآخر ما كان يتوقعه أن يتم تأخير تنفيذ أمر سامٍ، خصوصاً أن الوضع الصحي لزوجته لا يحتمل التأخير، «أنا مريض والآلام لا تكاد تفارقني، ولكن اهتمامي منصب على زوجتي». ويقول محمد علي ل «الحياة»: «ما زلت أعيش على أمل تنفيذ الاعتماد من وزارة الصحة، فزوجتي مريضة بسرطان الثدي، وقد كلفني علاجها 1.8 مليون ريال في المستشفيات الخاصة والمراكز الصحية التي استنزفت كل ما أملك وبقيت صفر اليدين لا املك من هذه الدنيا سوى التعب والإرهاق من كثرة مراجعة المستشفيات ووزارة الصحة»، لافتاً إلى أن وزير الصحة السابق كان وعده بحل مشكلته ولم ينفذ ما وعد به، كما وعده وزير الصحة الحالي وما زال ينتظر حتى الآن. ويضيف: «اكتشف الأطباء مرض زوجتي في مجمع الملك فهد في الظهران قبل ست سنوات، وتم تحويلها إلى مستشفى سعد التخصصي، وبعدها تم تحويلي لمستشفى الملك فيصل التخصصي، ونظراً إلى أن سكني في الدمام أصبحت أتنقل بين الرياضوالدمام حتى مللت، وفي السابق كنت أذهب للرياض صباحاً وأعود إلى الدمام مساءً»، مشيراً إلى أن تلك الظروف الصعبة شتتت ذهنه وجعلته يهمل في تربية صغاره، ما أثر سلباً في تحصيلهم الدراسي. ويتابع بحزن: «في السابق كنت اضحك الجماهير على خشبة المسرح، فأنا ممثل كوميدي سابق شاركت في بعض المسرحيات في الدمام والكويت، والآن من بعد مرضي ومرض زوجتي لم أعرف للابتسامة طعماً، حتى الجمهور الذي كان يضحك من تمثيلي على خشبة المسرح أصبح ينظر لي بعين الشفقة والرحمة على ما وصلت إلية من حال». وزاد: «أرهقتني قيمة الإبر فهي تكلفني شهرياً خمسة آلاف ريال، والأدهى أن بعض الأطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي طلبوا مني أن أجري الجراحات في مستشفيات أخرى على نفقتي الخاصة»، متسائلاً: «هل يعقل أن مستشفى بحجم مستشفى الملك فيصل التخصصي بهذه الإمكانات الهائلة التي وفرتها الدولة له لا يستطيع إجراء هذه الجراحات لزوجتي». أجبر محمد على علاج زوجته على حسابه الخاص، وأجريت لها سبع جراحات في مستشفى سعد التخصصي، وأمام ذلك اضطر إلى بيع جميع ممتلكاته، «اقترضت مبالغ كبيرة من أجل علاج زوجتي على رغم أن ولاة الأمر حفظهم الله كفلوا علاجها مجاناً». ويطالب محمد علي وزارة الصحة بسرعة تنفيذ الاعتماد الملكي، حتى يكمل علاجه وعلاج زوجته، فهو أيضاً في حاجة ماسة إلى زراعة فك بقيمة 540 ألف ريال فهو يعيش على شرب السوائل فقط ولا يستطيع تحريك فكه. ويعيش رب الأسرة المريض معاناة يومية مع الخوف والقلق على حياة ومستقبل أسرته وأطفاله في الدمام، خصوصاً بعد أن طالت إقامته هو وزوجته في السكن الخيري في الرياض متنقلين بين المستشفيات ومنتظرين على أحر من الجمر تنفيذ الأمر السامي الكريم.