أكد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني أكبرهاشمي رفسنجاني أن بلاده بحاجة إلى تحسين العلاقات مع السعودية في وقت تعرضها الى ضغوط دولية بسبب مشروعها الإيراني , لكنه أوضح أن هناك بعض المسؤولين الإيرانيين لا يرغبون بتحسين هذه العلاقات . وبين رفسنجاني أنه حاول خلال فترة تسلمه منصب رئاسة الجمهورية إقامة علاقات مع جمهورية مصر العربية وبدء المفاوضات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلا أنه لم يستطع القيام بذلك دون أن يوضح الأسباب. وقال رفسنجاني في مقابلة مع مجلة الدراسات الدولية الايرانية ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية مقتطفات منها أن حكومة الرئيس أحمدي نجاد حاولت نسف نتائج زيارته السابقة الى المملكة العربية السعودية من خلال تصعيد موقفها ضد المملكة. وقال: “عملت لتسوية الكثير من القضايا بالحوار لكن بعد عودتي الى إيران غضوا الطرف عن جميع التوافقات التي حصلت خلال الزيارة (للمملكة) لأنهم كانوا يتصورون بأنها ستتم باسمي”. وأضاف “لقد زار وزير الخارجية السعودي إيران لمتابعة التوافقات لكنهم لم يتابعوا فحسب بل عملوا ضدها”. يذكر أن العلاقات بين رفسنجاني وأحمدي نجاد متوترة منذ أن شن الأخير في عام 2009 هجوما غير مسبوق عبر التلفزيون الرسمي على رفسنجاني اتهمه وأعضاء أسرته بالفساد المالي ونهب ثروات البلاد. وأشار رفسنجاني إلى أن وزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر متكي أطلق تصريحات كاذبة قبل أن ينقلب عليه أحمدي نجاد ويقيله من منصبه لتصعيد الموقف ضد السعودية. واستطرد يقول: “سمعت متكي يصرح للإذاعة بأن السلطات السعودية أساءت التصرف مع ري شهري أمير الحجاج الإيرانيين الأمر الذي أثار استغرابي فاتصلت به إلا أنه نفى أن يكون قد أسيء التعامل معه هناك عليه طلبت منه أن ينفي هذا الادعاء وعمل بذلك فعلا ولكن لم تكترث الإذاعة بنفيه”. وكان متكي اعترف في تصريح له في وقت سابق أنه تعرض لضغوط بغية إرغامه على إطلاق مثل تلك التصريحات التي جاءت متزامنة مع زيارة رفسنجاني الى المملكة العربية السعودية في عام 2009. واعتبر المسؤول الإيراني أن توطيد العلاقات مع السعودية تحظى بالأهمية بالنسبة لإيران مشيرا الى الضغوط الدولية التي تمارس ضد إيران على خلفية ملفها النووي وتساءل رفسنجاني “لو كانت علاقاتنا مع السعودية جيدة هل كان الغرب يستطيع مقاطعة إيران؟. وقال الرئيس الإيراني الأسبق في مثل هذا الحال: “لا نريد من السعودية فعل أي شيء إلا إنتاج حصتها من النفط في أوبك حينها لا يستطيع أحد الاعتداء علينا. لأن العالم لا يمكنه التخلي عن إنتاجنا النفطي. أتصور أننا لا زلنا نستطيع بناء علاقات معها”. وأكد بقوله: “لكن كما ترون هنالك من لايرغب هنا (في إيران) بذلك”.