حفر الباطن-الوئام-هيفاء الزهراني : استمراراً لمسلسل الأخطاء الطبية لفظت الطفلة سولاف خالد العنزي (8 شهور) أنفاسها الأخيرة بمستشفى عرعر المركزي يوم الثلاثاء 1-3-1433ه الموافق 24-1-2012م , بسبب خطأ طبي عند ولادتها عانت منه كثيراً حتى تسبب في وفاتها وتم دفنها يوم الأربعاء.
و قالت والدة الطفلة ل«الوئام»:”في يوم الأحد 12-6-1432ه دخلت مستشفى الملك خالد إثر تعب وإعياء شديدين , وتم إدخالي إلى جناح التنويم وتأخر الدكتور في إدخالي لغرفة الولادة لأكثر من نصف ساعة , مما تسبب في آلام ونزيف شديدين جداً وانفصال المشيمة عن طفلتي ونقص الأكسجين عنها , فخرجت للحياة وقلبها متوقف لمدة نصف ساعة وبعد محاولات إنعاشها رجع قلبها للنبض إلا أنها لم تكن تتنفس , وتم وضعها تحت الأجهزة لمدة شهر كامل حتى تحسن وضعها” , وأضافت بصوت مجهش بالبكاء ويميل للانكسار والحزن:”سولاف كانت مصابة بشلل دماغي ( هو أحد حالات الإعاقة المتعددة التي تصاب فيها خلايا المخ بتلف ويتسبب في اضطراب في السلوك والحركة وضعف الرؤية وتشنجات وتخلف عقلي ) , وكانت لا تتغذى إلا عن طريق فتحة في المعدة كل ساعتين”.
من جانبه وصف خالد العنزي والد الطفلة أن ما حدث لسولاف شيء مؤلم , وطالب بشدة محاسبة كل المتسببين في ماحدث لطفلته التي ودعت الحياة بعد رحلة مليئة بالألم والبكاء والتعب , وقال:” تقدمت بشكوى لمدير المستشفى أطالب بحقي وحق ابنتي ممن تسبب لها بالإعاقة الدائمة والشلل الدماغي فما كان منه إلا إنكار حدوث أي خطأ طبي تعرضت له سولاف , لم أقتنع بالرد , فتقدمت ببرقية لوزير الصحة شرحت له فيها كامل التفاصيل فتم مخاطبة الشؤون الصحية بحفر الباطن وتم تشكيل لجنة للتحقيق، ثم أرسلت الأوراق إلى الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية لعرضها على استشاري محايد للفصل في القضية وكان الرد من قبل استشارية نساء وولادة بمستشفى النساء والولادة بالدمام الدكتورة منى الغامدي كالتالي:
- إدانة الدكتور حسن خير الدين بتأخره إدخال المريضة إلى غرفة العمليات مدة خمس وثلاثون دقيقة. - عدم متابعة حالة الطفل عبر الأجهزة”
وأضاف:” تم إرسال المعاملة إلى الهيئة الصحية الشرعية في 27-12-1432ه، ولم يتم الرد حتى الآن , ومازال الدكتور على رأس العمل! “.
من جهة أخرى قال عبدالعزيز العنزي المتحدث الرسمي بالشؤون الصحية بحفر الباطن:”وصلت شكوى المواطن لمديرية الشؤون الصحية وتحديداً إدارة المتابعة بتاريخ 1-9-1432ه، وتم تشكيل لجنة للتحقيق ثم أرسلت الأوراق والملف الصحي في تاريخ 13-10-1432ه إلى الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية لعرضها على استشاري محايد للفصل في القضية، وتم الرد من قبل الطبيب المحايد بتاريخ 18-12-1432ه وبعد دراسة المعاملة تم إرسالها إلى الهيئة الصحية الشرعية في 27-12-1432ه لإصدار الحكم في الشكوى ولم يتم الرد عليها حتى الآن”, وتابع:” أنا ضد أي خطأ وسأعمل على محاسبة كل طبيب مخطئ وإعطاء كل ذي حقٍ حقه , فهذه في نهاية الأمر أرواح وليست لعبة.”
وأضاف:” الهيئة الصحية الشرعية تعقد كل فترة وقضاياها تأخذ فترات ربما تصل إلى 6 سنوات هيئة مستقلة وليس للشؤون الصحية صلاحية عليها وهي الجهة الوحيدة المخولة للرد فيما يخص سولاف” .
الجدير ذكره أن والد الطفلة أبدا انزعاجه وغضبه من صحيفة ورقية نشرت في عددها رقم (57) صفحة (25) بتاريخ (30-01-2012م) قضية سولاف , إلا أنها لم تتابع تطورات القضية ولم تذكر وفاتها , وأكد العنزي أنه تواصل قبل شهر من وفاة سولاف مع مراسل تلك الصحيفة إلا أنه لم يجد منه أي اهتمام في قضية الطفلة الإنسانية. يذكر أن مسلسل الأخطاء الطبية بدا في ازدياد مخيف حيث وصل عدد قضايا الأخطاء الطبية المعروضة على الهيئات الصحية الشرعية خلال العام 2010 حوالي 1758 قضية , وعدد الجلسات الشرعية وصل إلى 2302 جلسة، فيما تم خلال العام نفسه إصدار 266 قراراً 53.4 % منها إدانة لأطباء و ممارسين صحيين بالتسبب في الوفاة , وحوالي 46.6 % بعدم الإدانة , كما أصدرت أحكاماً بالتعويض المادي في 7 قضايا وفيات منها 4 قضايا تراوحت قيمة التعويض فيها من 1000 – 50.000 ألف ريال وقضيتان تراوح التعويض فيهما مابين ( 100.000 – 500.000 ) ريال وقضية واحدة من خمسمائة ألف إلى مليون ريال.
كما بيّنت الدكتورة شريفة القاسم عضو هيئة التدريس في قسم التربية ورياض الأطفال في جامعة الملك سعود خلال ندوة “الأخطاء الطبية وتأثيرها على الأطفال” في وقت سابق , أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد الأخطاء الطبية في السنوات الست الماضية بلغ نحو 26 ألفا معظم ضحاياها من النساء أثناء الولادة بنسبة 27% ، ثم الجراحة للكبار والأطفال بنسبة 21% ، ويأتي في الترتيب الثالث الأطفال بنسبة 19%.