باشرت لجنة جرد القصور الملكية والمقار الرئاسية المنتدبة من المستشار عادل عبدالحميد وزير العدل عملها اليوم بجرد ما تبقى من قصر عابدين والمتاحف الملحقة به ومخازنه. وشمل الجرد المتاحف الخمسة بقصر عابدين وهم متحف الأسلحة والذخيرة ومتحف الأوسمة والنياشين ومتحف الفضة ومتحف الوثائق ومخزن الفضيات. ولاحظت لجنة الجرد أثناء فحص إستمارات العهد بمتاحف قصر عابدين أنها سجل بها سبيكة من الذهب بنسبة 86% مودعة بتاريخ 15/11/2011 وغير معروضة بالمتحف، وبالاستعلام عن تلك السبيكة الذهبية أفاد مدير المتحف أنها موجودة بخزينة المتحف فقرر المستشار أحمد أدريس الانتقال الى مكان تلك الخزينة ورافقة نائبيه المستشار محمد تقى الدين والمستشار خالد المحجوب لجرد ومعاينة الخزينة وماتحوية. وتبين لهم وجود بعض المقتينات الذهبية ذات القيمة العالية الخاصة بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك وزوجته ووجد بالخزينة السبيكة الذهبية وأفاد مدير المتحف أنها مهداة من وزير البترول الاسبق سامح فهمى والتى قد قررت النيابة العامة الإفراج عنها بعد أن كانت متحفظ عليها رهن التحقيقات. وقرر أنها لم تعرض بالمتحف لعدم وجود فاترينة مؤمنة لحفظ تلك السبيكة الذهبية ووزن تلك السبيكة الذهبية 5 كيلو و447 جراما وإنتاجها من مناجم شركة حمش مصر لمناجم الذهب بالصحراء الشرقية وتم استخراجها عام 2008 وعند جرد خزينة المتحف تبين أن بها خنجر مغلف برقائق ذهب مهدى من سلطنة عمان الى الرئيس السابق ووزنه 322 جراما. ووجد كذلك بالخزينة مصحف مغلف بالذهب ووزنه 790 جراما مهدى للرئيس السابق أثناء زيارته للعريش بمحافظة شمال سيناء فى عام 1998 واحتوت الخزينة على مفتاح مدينة الإنتاج الإعلامى هو من الذهب ووزنه 247 جراما ومدون على المفتاح يوم الإعلاميين 17/6/2000 إهداء للرئيس السابق أثناء زيارته لمدينة الإنتاج الإعلامى فى ذات اليوم وتم مطابقة محتويات الخزينة بما هو وارد باستمارات الجرد للتأكد من انها مسجلة ومدونة بالدفاتر . وقد كلفت اللجنة الفنيين المختصين من مصلحة الدمغة والموازين أعضاء اللجنة لفحص القطع الذهبية والتأكد منها وبيان عياراتها ، ويعد متحف الأسلحة من أقدم وأكبر المتاحف بقصر عابدين وأنشأه الملك فؤاد عام 1928 على يد المهندس الإيطالى فيروتشى لكون الملك فؤاد وابنه فاروق تجمعهما هواية مشتركة وهى اقتناء الأسلحة وقد تم اقتناء تلك المجموعة المتنوعة من الأسلحة بالتوريث عن الأسرة الملكية وشرائها من مزادات عالمية والإهداء من ملوك ورؤساء العالم وتجمع التطور التاريخى للأسلحة من القرن الخامس عشر والسادس عشر وحتى فترة الحرب العالمية الثانية فى عام 1945. وتبين للجنة أثناء مباشرة أعمالها وجود خنجر القائد الألمانى الشهير رومل والذى لقب بثعلب الصحراء ويرجع تاريخه للقرن العشرين، وكذا سيف إبراهيم باشا المرصع بالألماظ والماس والذهب الخالص، وسيف ملك إنجلترا جورج السادس المهدى إلى الملك فاروق بمناسبة زواجه الأول من الملكة فريدة عام 1938، وسيف الأمير عبدالله سالم الصباح أمير دولة الكويت، والمهدى للملك فاروق بمناسبة زواجه الثانى من الملكة ناريمان عام 1951 وهو سيف من الذهب الخالص. كما تبين أيضا وجود سيف من الذهب مهدى من الملك عبدالله عبدالعزيز السعود الى الملك فؤاد، وخنجر إيرانى مطعم بالمرجان، وطبنجة من الفضة خاصة بالملكة فريدة، وطبنجة أخرى خاصة بموسولينى رئيس وزراء إيطاليا فى الحرب العالمية الثانية، وطاقم من الطبنجات المطعمة جميعها بالمرجان الأحمر ترجع للقرن السابع عشر، ومجموعة غدارات على شكل قرص الشمس، وبندقية خاصة بأحمد عرابى أثناء موقعة التل الكبير، وطبنجة خاصة بالملك فاروق وهى تستخدم كطبنجة وبايب للتدخين فى ذات الوقت. وتم تسجيل وجود غدارتين مزخرفتين بالذهب من مقتنيات الولى محمد سعيد باشا يرجع تاريخهما الى القرن التاسع عشر، وبندقية مزخرفة بالذهب وهى أيضا من مقتينات الوالى محمد سعيد باشا ترجع للقرن التاسع عشر، وعصا من الأبانوس بداخلها سلاح شيش خاصة بالمولى محمد سعيد باشا، وطاقم طبنجات مهدى إلى الخديوى إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس عام 1869 وكذا صندوق من الخشب لحفظ المجوهرات بداخله أربعة مدافع خداعة للتأمين ضد السرقة ترجع للقرن الثامن عشر، وطاقم لفارس مكون من بدلة من الصلب وحربة مزدوجة وترس مستدير وقنينة لحفظ الماء ترجع للقرن السادس عشر، وصدر من الصلب مزود بعدد 19 ماسورة لإطلاق الطلقات النارية ترجع للقرن السادس عشر، وطقم صيد من الذهب الإيطالى يرجع للقرن العشرين. كما عاينت اللجنة تمثال من البرونز على قاعدة من الجرانيت لمحمد على باشا يبرز أهم إنجازاته وهو يرجع للقرن العشرين، وتمثال آخر لنابليون بونابرت من البرونز جالسا على جواده. وقد طابقت اللجنة هذه الأسلحة وغيرها والتى وصل عددها 8999 قطعة سلاح من العهد القديم الخاصة بالأسرة الملكية التى كان يقتنيها الملك فاروق وأسرته الملكية والذين كانوا يقومون بشرائها من مزادات عالمية. وفى ذات الإطار انتقلت اللجنة إلى مكتبة قصر عابدين لفحص بعض كتب التراث ذات القيمة الأثرية والتاريخية التى لا تقدر بثمن وقامت إبتسام عازر المدير العام بدار الكتب والوثائق القومية التابعة لوزارة الثقافة باستعراض محتويات مكتبة القصر متحدثة عن الكتاب المقدس (الإنجيل) بعهده القديم والجديد الذى طبع فى واشنطن عام 1880 وهى الطبعة الرابعة، ومطبوع طبعة نادرة وغلاف الكتاب مطعم بالذهب، وإطار صفحاته الخارجية مطلى بماء الذهب وحالته جيدة جدا ويعد نسخة نادرة.كما استعرضت أربع نسخ من كتاب وصف مصر بإجمالى 105 مجلدات بأحجام مختلفة ومجلد منابع النيل من سنة 1768 إلى سنة 1773 ويحتوى على خمسة أجزاء بحالة جيدة ويحتوى على خرائط توضح منابع النيل والأصول التاريخية لها منذ عام 1768 وقامت أيضا بعرض كتاب خريطة مصر العليا وأثيوبيا وأطلس إفريقيا وكتاب تأريخ تاريخ العالم وهو قيمة تاريخية وأثرية نادرة وكتب مدونة باللغة الإنجليزية وتحتوى على العديد من الصور المشروحة عن فلسطينوسيناء ومصر وكتاب رحلة للاستكشاف فى منابع النيل ومؤلفة جيمس بروس يحكى فيه يومياته وعجائب ما شاهد فى النيل ، وقد أبحر فى العديد من البلدان ومنها سيدون بلبنان وقبرص والإسكندرية وبوغاز روفتو بأمريكا الجنوبية وأبحر فى النيل إلى أن وصل إلى القاهرة ومصر العليا والعديد من البلاد وإلتقى بالملوك والأمراء وتعرف على حياتهم وإنجازاتهم وحروف هذا الكتاب مدونة باللغة الإنجليزية وداخلها حروف لاتينية ويمكن قراءة الكلمة بأكثر من معنى. وقد طالبت اللجنة بضرورة التدقيق والتأكد من أن كل المقتنيات الموجودة بالمتحف مسجلة ومدونة باستمارات الجرد المقدمة من المسئول عن المتاحف وطلب سرعة الإنتهاء من أعمال الجرد حتى تكتمل جميع أعمال اللجنة فى أسرع وقت وذلك لعرض تقرير مفصل بالنتائج على السيد المستشار عادل عبدالحميد وزير العدل.