سجل الجيش اليمني انتصارات ملموسة في الحرب التي يخوضها ضد تنظيم القاعدة في مناطق مختلفة من محافظة أبين، جنوبي البلاد، حيث طرد عناصر التنظيم من كثير من المواقع التي كان سيطر عليها العام الماضي، وكان آخر معقل خرج منه التنظيم منطقة لودر، التي نجح فيها الجيش واللجان الشعبية، المشكلة من رجال القبائل في طرد عناصر القاعدة منها. يأتي ذلك، فيما شددت واشنطن على ضرورة العثور على السعودي إبراهيم حسن العسيري صانع قنابل الملابس الداخلية، الذي صمم للجناح اليمني لتنظيم القاعدة أسلحة غريبة. وأشار مصدر عسكري إلى أن 60 من عناصر القاعدة لقوا مصرعهم خلال المواجهات في اليومين الماضيين، بالإضافة إلى مقتل عدد من عناصر الجيش واللجان الشعبية. وكان محافظ أبين جمال العاقل قد أشار إلى مصرع أعداد كبيرة من الإرهابيين في مديرية لودر، مشيرا إلى أن الفرحة عمت أوساط المواطنين في مديريات لودر ومودية والوضيع والذين خرجوا صباح أمس إلى الميادين العامة والشوارع مرددين الهتافات المعبرة عن فرحتهم بطرد عناصر القاعدة من مناطقهم. إلى ذلك أكدت مصادر أمنية مطلعة ل"الوطن" أن حملات تمشيط أمنية موسعة معززة بوحدات من الجيش توجهت إلى كل من تعز والجوف وبعض المناطق النائية بشبوة لملاحقة وتعقب مجاميع من قيادات ومقاتلي جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة. ونوهت المصادر إلى أن عددا من قيادات ومقاتلي "أنصار الشريعة" تمكنوا من التسلل إلى كل من شبوة والجوف الحدوديتين بهدف اللجوء إلى مخابئ آمنة بعد تحقيق القوات الحكومية الحسم العسكري في عدة مناطق بأبين وأن اثنين من هؤلاء الذين يقدر عددهم ب12 مطلوبا حاول التسلل عبر الحدود إلى الأراضي السعودية قبيل أن يتم اعتقالهم من قبل قوات حرس الحدود اليمني. ويؤكد مراقبون بأن القاعدة الخلفية الأهم للتنظيم في اليمن هي مدينة عزان في محافظة شبوة الجنوبية المعزولة نسبيا، فهذه المدينة التي أعلن فيها التنظيم "إمارة إسلامية" تستفيد من العزلة الجغرافية ومن تغطية قبلية لإجراء التدريبات لعناصرها وعمليات التجنيد. وقال المصدر العسكري إن "أم المعارك في النهاية ستكون عزان وشبوة، لكن في المرحلة الحالية التركيز هو على تطهير أبين". وفي واشنطن، قال مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب ماثيو أولسن، في أول تعليقات علنية منذ إحباط مؤامرة من تدبير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في الآونة الأخيرة إن الجناح اليمني للقاعدة هو الأكثر خطورة. ويقول مسؤولون أميركيون إن شحنة يقوم بفحصها مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) تحمل علامات السعودي إبراهيم حسن العسيري وهو يعتقد أنه صانع قنابل يعمل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال أولسن "العسيري شخص تم تحديده على أنه من أخطر صانعي القنابل للقاعدة في اليمن وهو شخص أثبت أنه صانع قنابل محترف وحاول تعديل الشحنات وفقا لأنواع إجراءات الأمن التي نستخدمها. "وأضاف" أنه شخص مهم للغاية لنا وعلينا أن نتوصل إلى المكان الذي يوجد به وأن نتخذ الإجراء المناسب."