انتقد الفنان حسين السماعيل عدم وجود نقاد لفن الكاريكاتير في المملكة، وعدم وجود جماعات تسعى لتطويره على غرار بقية الفنون في التشكيل والتصوير والمسرح والموسيقى. وأكد رسام الكاريكاتير السماعيل أن مساهمة هذا الفن فعالة جدا في نقل القضية بخطوط وألوان تحاكي جزءا من الدماغ وإيصالها للمتلقي والقارئ بشكل أسرع من مقال قد يحمل تفصيلا وإحاطة أكبر للموضوع، وذي أهداف تصل وتنتشر إن كانت نقدا ساخرا. وقال السماعيل وهو يتحدث إلى "الوطن" إن النقد اللاذع بسخرية قد يضحكك لحظة ويزيد جراحك لحظات، وهي ميزة إن توفرت عند رسام الكاريكاتير أصبحت أفكاره كلها خطرا عليه سواء على الصعيدين الاجتماعي أو السياسي أو غيرهما، يستطيع الرسام ضبط أفكاره بتركها تحوم داخل رأسه أو تنفيذها دون نشرها وكلتا الطريقتين قد تفشل في ذلك، حيث إن سقف الحرية يجعل الرسم الكاريكاتيري "جاثيا على ركبتيه" وقليلا جدا من الرسامين العرب من استنهض به ولقي من التحديات ما لقي أمثال علي فرزات والمرحرم ناجي العلي. وعن الفكرة الاجتماعية والثقافية قال السماعيل: يختلف رأي المتلقي من طرح إلى آخر في استيعاب الفكرة الاجتماعية أو الثقافية لكن كلما تميزت بقلة الكلمات وتفصيل الكاريكاتير كانت هناك مساحة أكبر لجعل المتلقي يرى العمل ويشاركه وجهة نظره. ويرى السماعيل أن رسام الكاريكاتير لا يحتاج إلى دراسة أكاديمية في حال توفر الفكر المطلع الواعي والمهتم بنوع من القضايا مع مقدرة ومهارة في التعبير بالرسم، في نواحٍ وتفاصيل معينة. فالكاريكاتير مهنه تبنى عليها سيرة عمل مع جمهور متابع لرسام معين في صحيفة معينة. وتأتي هنا المنافسة بين الصحف لخلق أكبر انتشار. واستبعد السماعيل فكرة وجود قصور من الشباب وابتعادهم عن هذا الفن، مضيفا: أنا واثق تماما من هوس الجيل الحالي من الشباب بالإعلام الجديد واطلاعهم المستمر وقدرة النقد الساخر من خلال مشاهدتي للشريحة المهتمة بالكاريكاتير، وبإمكانهم منافسة الكبار مع إمكانية التفوق عليهم كذلك بمهارات الرسم الرقمي، لكن تظل هذه الأماكن حساسة على ما أظن من زاوية رؤية رؤساء التحرير و مجازفة أن تلقى مثل هذه المهمة لشباب، وتميز كثير بأساليبهم الجميلة في الرسم قبل الأفكار والمواضيع، منهم أمجد رسمي، ماهر عاشور، هاجد، عبدالله جابر، عبدالرحمن الزهراني و خالد، هذه شريحة لو أعطيت سقف حرية إعلامية أعلى لتوصلنا لحلول كم من مشكلاتنا الاجتماعية.