رصدت دراسة أكاديمية عدة رسائل يحملها فن "الكاريكاتير" منها الانتقاد بشقيه المباشر والساخر، تلتها بفارق كبير رسائل أخرى طرحت بشكل أقل منها رسائل التحذير، والرسائل التوجيهية، وبعض الرسائل التي تحمل تساؤلات معينة، ورسائل أخرى تتعجب من أفعال وممارسات بعينها. ويتميز "الكاريكاتير" بقدرته العالية على التأثير في الملتقى بما يفوق غيره من فنون العمل الإعلامي، وذلك للروح التي تشع منه، وغالباً ما يتسم بالطرافة التي تُمتع القارئ، وترسخ الفكرة في ذهنه. وقال أستاذ الإعلام التربوي المشارك بجامعة الطائف الدكتور إبراهيم عبدالعزيز الدعيلج في دراسته "إنه منذ 3 عقود مضت تشكل في الصحافة السعودية فن كاريكاتيري متميز له طابعه وأسلوبه، وظهر عدد من الرسامين الموهوبين الذين لا يقلون في مقدرتهم وموهبتهم عن زملائهم في الصحافة العربية والعالمية، وأصبح ما يقدمونه من رسومهم الكاريكاتيرية سبباً من أسباب رواج الصحيفة أو المجلة التي يرسمون لها إلى درجة أن البعض من القراء وفي أحيان كثيرة يبدأ قراءة الصحيفة من صفحاتها الأخيرة، أو حيث توجد زاوية الكاريكاتير عادة". ومن الرواد في فن الكاريكاتير الصحفي يأتي كل من علي الخرجي، ومحمد الخنيفر، وزكي اليمني، وجاء بعدهم مجموعة أخرى من الرسامين الموهوبين والمبدعين الذين ارتقوا ب "الكاريكاتير" الصحفي في الصحافة السعودية وأوجدوا لهم مكانة مرموقة في هذا المجال من أمثال إبراهيم الوهيبي، وعبدالسلام الهليل، وهاجد وغيرهم. ورأى الدعيلج تميز الكاريكاتير الصحفي السعودي رغم حداثة تجربته بسمات عدة منها استخدام التعليقات المصاحبة بشكل كبير، وتقديم لغة حوارية بين أشخاص الرسم واعتماده في لغته على اللهجة العامية الدارجة والمبسطة، فالرسام يخاطب المتلقين ويطرح قضاياهم وهمومهم كما أنه يقدم لهجتنا السعودية في بساطتها وقوتها للقارئ العربي أينما كان، لأن (الكاريكاتير) يسهم في نشر مفرداتها.كما تحظى القضايا الاجتماعية والتعليمية والتربوية بنصيب وافر من أطروحات الكاريكاتير اليومية، يليها القضايا السياسية وبالدرجة نفسها أحياناً، فالقضايا الاقتصادية، وتتراوح بقية الموضوعات والقضايا في مواقع مختلفة حسب المناسبات والمواسم التي يمر بها المجتمع خلال العام. ومن جانبه، قال الرسام عبدالسلام الهليل ل "الوطن" إن رسم الكاريكاتير فن تخصصي وفق ثقافة الرسام، وقدرته على صياغة الأفكار إلى رسوم حوارية. وتختلف معالجته للقضايا وفق تلك الثقافة. ويرى الهليل أنه متخصص في نوع من أصعب أنواع الكاريكاتير وهو ما يستهدف رسم الابتسامة على محيا المتلقي صباح كل يوم في وقت أصحبت كافة الوسائل الإعلامية تضج بأخبار الحروب، والمآسي والكوارث الطبيعية، والخسائر المادية، مما يعزز الشعور بالكآبة والحزن الذي تختزنه النفس، مما ينعكس سلبا على شخصية الإنسان وعلاقته بذاته والمجتمع، وهنا تتجلى أهمية رسوم الكاريكاتير من خلال جعل الابتسامة شعارا ليوم المتلقي. وأضاف الهليل أن معالجة القضايا الفكرية والسياسية لا تستهويه بالدرجة الأولى، لأنه لا يجد ذاته فيها.