انتهى المخرج المصري أمير رمسيس من إعداد فيلم تسجيلي جديد بعنوان "عن يهود مصر". يرصد الفيلم الكثير من الحقائق عن الطائفة اليهودية التي عاشت في مصر سنوات طويلة قبل أن تغادر الغالبية العظمى البلاد لتبقى أعداد قليلة حتى الآن. وقال رمسيس "إن الفيلم التسجيلي الطويل يرصد جوانب من حياة مواطنين مصريين ينتمون للطائفة اليهودية في النصف الأول من القرن العشرين وحتى خروجهم الكبير بعد حرب 1956 المعروفة بالعدوان الثلاثي". وأوضح أن الفيلم "محاولة لرصد التغير في هوية المجتمع المصري من مجتمع مليء بالتسامح وقبول الآخر في النصف الأول من القرن العشرين وكيف تحول تدريجيا عن طريق خلط المفاهيم الدينية بالسياسة إلى مجتمع يلفظ هذا الآخر من داخله". وتابع أنه يرصد في الفيلم الكثير من الوقائع والمواقف الرسمية والشعبية والدينية في السياقين المجتمعي والسياسي، بينها دور القصر والبوليس السياسي في مقاومة تيار اليسار الوطني الذي كان ينتمي إليه العديد من المثقفين اليهود المناهضين للصهيونية. يستعرض الفيلم على لسان عدد من اليهود المصريين حكاياتهم عن سنوات إقامتهم في مصر وعلاقاتهم بجيرانهم وزملاء العمل والدراسة وكيف تغيرت الأوضاع سريعا إلى النقيض بعد الحروب بين مصر وإسرائيل، مركزا على حقبة صعود جماعة الإخوان المسلمين ثم حقبة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر اللتين يعتبرهما الكثيرون النهاية الحقيقية لوجود اليهود في مصر. ويركز على مصر في أربعينات القرن الماضي التي كانت السمة الرئيسية للبلاد فيها تحمل طابعا "كوزموبوليتانيا" تتناغم فيه عشرات الجنسيات ومختلف الديانات دون أزمات مجتمعية مقارنة بما أصبح الوضع عليه بعد ذلك وصولا إلى الألفية الجديدة وكيف تحول يهود مصر في نظر الكثير من المصريين من أبناء للوطن إلى أعداء له.