يجد الكثير من الطلبة المبتعثين في بلدان الابتعاث الفرصة السانحة لصقل مواهبهم وتطويرها، في الوقت الذي استغل آخرون فرصة العيش في مجتمع مختلف ليمارسوا هواياتهم بعيداً عن القيود، والنظرة الدونية من قبل المجتمع. يتحدث الطالب عبد الرحمن النملة عن موهبته في العزف، وكيف استطاع تطويرها في بلد الابتعاث، متجاوزاً القيود التي كان يواجهها مثل انتقاد الآخرين ونظرتهم السلبية لتلك الهواية، حيث يقول "عندما بدأت في العزف كنت أخشى من انتقاد بعض المحيطين بي، حيث كنت أحب آلة العود، إلا أنني كنت أتعلمها في الخفاء". ويضيف بقوله "خلال ابتعاثي للدراسة في الولاياتالمتحدة، استطعت تجاوز الكثير من القيود، ولقيت من زملائي التشجيع من كافة النواحي، وحتى من قبل أساتذة الجامعة، وأصدقائي من الجنسيات الأخرى، بل إن بعضهم أهداني كتباً ومعلومات عن مشاهير العازفين". أما سمر إبراهيم الطالبة في معهد اللغة، فتتحدث عن موهبتها في التصوير، والتي بدأت معها من المرحلة المتوسطة، وتقول "على الرغم من عشقي لهواية التصوير، لم أكن أستطيع ممارسة تلك الهواية في بلدي، حيث لا توجد أماكن مخصصة للتصوير، إضافة إلى تخوف الناس من التصوير في الأماكن العامة. وتضيف سمر أن الابتعاث مكنها من ممارسة هوايتها بشكل أفضل، خاصة في ظل تفهم الناس لها، حيث كثيراً ما تلقى التشجيع من الآخرين في الحدائق العامة، وفي المناسبات العامة مثل احتفالات رأس السنة. المبتعث بولاية ميري لاند الأميركية نايف المشيعلي، يشير إلى أن موهبته تطورت بشكل هائل في بلد الدراسة، ولقي تحفيزاً كبيراً من أصدقائه، أما عن موهبته فهي تتمثل في رسم البورتريهات للأشخاص المفضلين لديه من المثقفين والكتاب، حيث يقول بأن موهبته تطورت بسبب أحد أساتذته الذي كان يصطحبه إلى منزله، الذي يوجد به مكان مخصص للرسم، ليمارسا ذات الهواية سوياًَ، إضافة إلى إقامة تحدٍ بينهما أثناء الإجازة الأسبوعية، حيث يستعرضان رسومهما على الطلاب في الجامعة، ليبدي الجميع رأيه حول الرسم الأجمل. الرسم في الرمل هي الموهبة التي يتمتع بها المبتعث في ولاية شيكاغو علي الأحمري، الذي بدأ في صقل موهبته على الإنترنت، عبر أحد المواقع الخاصة بتعليم كيفية الرسم على الرمل، ويقول حول ذلك "عندما بدأت التجربة، كنت شبه منعزل عن محيطي الاجتماعي، حتى لا أتعرض للنقد من أسرتي أو أصحابي، وعندما سنحت لي فرصة الابتعاث قررت الاستفادة منها في جانبين، الأول للدراسة، والآخر لممارسة الخصوصية التي أكاد أفتقدها عند وجودي مع أسرتي"، ويضيف الأحمري قائلاً " الآن أمارس هوايتي بكل جرأة، وكان أحد أساتذتي في الجامعة يساعدني عند أي فرصة للخروج في احتفالات الجامعة، واستعراض موهبتي أمام الحضور الذين يتجاوز عددهم الآلاف، ويقومون بالتصفيق لي بحرارة، حيث إنني الوحيد في الجامعة الذي يمارس هذه الهواية، إضافة إلى زميل آخر من المملكة، لكنه يرفض الخروج أمام الجمهور خوفاً من تعرضه للمساءلة. موهبة الشعر لم تغب بدورها عن المبتعثين، حيث يمارس كل من زياد الشهري وعلي السقاف هوايتهما الشعرية، لكنهما يؤكدان أن الفارق بين ممارستها في المملكة، وبلد الابتعاث هو طبيعة وموضوع الشعر، حيث يغلب على القصائد التي تنظم في الغربة طابع الاشتياق للوطن والأهل، والذكريات، مشيرا إلى أن الطلاب يمارسون عادة هواية الشعر في الأمسيات التي تقيمها الأندية الطلابية في أميركا.