تبرز لدى بعض الأطفال مواهب وهوايات يلحظها المجتمع القريب منهم، وتستحوذ هذه الهوايات والمواهب على جل وقتهم، فمنهم من يهوى الرسم ومنهم من أدمن مشاهدة أفلام الكارتون. زياد صاحب الأربعة أعوام يحفظ الشعر ومتابع لقنوات الشعر الشعبي!! ولكن أن تجد طفلا لايتجاوز الرابعة من عمره، ويقوم بحفظ الشعر وتقليد شعراء العرضة الجنوبية، فهذه لا تندرج تحت الهوايات وإنما هي موهبة ربانية، وزياد صاحب الأربعة أعوام والذي يتميز بحفظ القصائد الشعرية، مع تقليد حركات بعض الشعراء الجنوبيين أثناء إلقاء قصائدهم عبر قنوات الشعر الشعبي الفضائية، حدثنا والده سعيد العمري عن موهبته فقال «منذ أن بلغ زياد الثالثة من عمره وهو يهوى مشاهدة قنوات الشعر الشعبي، ويحفظ الأشعار التي تقال فيها، ويغضب كثيرا حينما أقوم بتغيير القناة الشعرية، ويلح علي أن أبقيها وبعد فترة من الوقت نجده يقوم بإلقاء إحدى القصائد التي قيلت في تلك القناة، ويقوم بتكرار مايسمعه من القصائد الشعرية حتى لا ينساها مع مرور الوقت». وأضاف العمري «مما ساعد زياد على حفظ القصائد الشعرية أنني من المتابعين باستمرار لتلك القنوات، كما أنه يحفظ ما أردده من القصائد أثناء ذهابه معي في السيارة وألقى زياد بعض القصائد التي يحفظها بشكل رائع وجميل وتفاعل منقطع النظير، وهو بحاجة إلى تنمية تلك الموهبة في محيطه التعليمي الذي سيلتحق به مستقبلا». ريان رسام ماهر!! ريان عسيري صاحب الستة أعوام يهوى الرسم فتجده يمكث بالساعات وهو يمسك بألوانه وكراسته متجولا بها في أركان منزله، وحينما سألناه عن سبب إصراره على الرسم طوال الوقت، برر ذلك بأنه سيدخل العام المقبل إلى المدرسة ويريد أن يكون أفضل رساما فيها، حيث يذكر ريان بأنه سمع في قناة فضائية إحدى شخصيات أفلام الكارتون تقول بأنك إذا أردت أن تصبح رساما مبدعا فعليك أن ترسم باستمرار طوال الوقت، وأن ترسم أي شيء تشاهده، وهذه دلالة على مدى تأثير القنوات الفضائية على شخصية الطفل. حاتم الشهراني الكاتب يقول حاتم انه يجسد مشاعره وردة فعله على الأشياء التي تواجهه على قصاصات الورق، فلو طلب من والده مثلا أن يصطحبه إلى الملاهي ورفض والده ذلك، سرعان مايذهب إلى غرفته ويقوم بأخذ قلم وورقة فارغة ويكتب عليها (أنا زعلان يابابا). وأضاف والده: إذا شاهد فيلما فيه طائرة تجد هذا المشهد يبقى في ذاكرته، وبعدها يقوم بتدوين عبارة (أريد أن أصنع طائرة) وعبر والده عن سعادته بخيال حاتم الذي يكبره بسنوات كبيرة. رزان هاوية المكياج رزان محمد التي دأبت على انتظار الفرصة السانحة للدخول إلى غرفة والدتها بحثا عن أدوات المكياج الخاصة بالأم، لتأخذها خلسة وتذهب بها إلى غرفتها وتقوم بممارسة هوايتها المفضلة في استخدام مساحيق التجميل على وجنتيها، وتفرط في استخدام المناكير لتزيين أصابع يديها الصغيرة، ورغم مابذلته والدتها من أساليب احتياطية لمنع رزان من ممارسة هواية العبث بأدوات المكياج، إلا أنها فشلت في ذلك. تقول أم رزان «الملفت في الموضوع أنها تشعر بسعادة غامرة أثناء استخدام أدوات المكياج، والتي رضخ والدها مؤخرا لهواياتها فاشترى لها مساحيق تجميل خاصة بها». يزن عاشق ألعاب الكمبيوتر يزن صاحب الخمسة أعوام اعتاد على ممارسة هوايته المفضلة وهي ألعاب الكمبيوتر ورغم صغر سنه إلا أنه أصبح متقنا لكيفية تشغيل وإطفاء جهاز الكمبيوتر، بالإضافة إلى إتقانه الدخول إلى الألعاب التي قام والده بتحميلها على جهازه، والتنقّل بينها حتى أصبح يمارسها بمهارة فائقة. ويعتبر والده المعلم في إحدى ثانويات جدة ذلك بأنه شيء يسعده، بالرغم من إفراط يزن في ممارسة تلك الألعاب، مما جعله يشتري له شاشة واقية من تأثير ضوء الكمبيوتر على عيني طفله.