قال إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس، إن هناك أقوامًا يتظاهرون بالغيرة على الإسلام رَكِبوا من ظاهر العِزَّةِ مَتْن عَمْيَاء، وخَبْط عَشْوَاء، يُرِيدون دَكَّ عَامِرَها، وتَكْدير رَقرَاق غَامِرِها، وذلك في حَادِثِ الخَطْفِ الصَّلِف، للدِّبلومَاسِي السعودي الخالِدِي، على أرض اليَمن، وذلك الفعل الإرهابي الجبان الذي قام على أنْقاض الظُّلم والبُهتان، والقرصَنة والمساومة والابتزاز، مُحرَّمٌ إجمَاعًا في الشريعة الإسلاميّة، مُجرَّم في القوانين الدّولِيّة، تسْتنكِف مِنه الحَمِيّة الدِّينيّة، وتَمُجُّه النَّخوة العربية، والشِّيم الأصيلة الإنسانية، وإنَّه لَبُرْهَان قاطع فضح من تلك الفئة عَوَارَها وإفلاسها وأنْبَاءها، وهَتك زَائِف ادِّعَاءها، وكشف ظواهِرَها المُمَوَّهَة، وبواطِنَهَا المَسْمُومَة المشوَّهة. وبين الشيخ السديس أن العالم أجْمَع ليُثَمِّن للمملكة الشَّمّاء الموقفِ الأبي الصَّارِم، في مُجافاة هؤلاء النَّزَقَة، المَارِقِين المُرْتَزِقة، مؤمِّلَة مِن الأشِقاء والنصفة الشرفاء مزيد التحرك العاجل لحَلَّ هذِه القضِيَّة الساخنة. وتساءل الشيخ السديس خلال الخطبة، عن مَاذا تصْنَعُ قنابل الطُّغيان في قلُوبٍ تَدَرَّعَت بِالإيمَان، وتَحَصَّنَت بِالعِزَّة وتَسَامَتْ عَنِ الخذلان، وأنَّى تَنَالُ سَطْوةُ الباطل السَّفِيه ذي الخُسْران، مِن حَقٍّ تسَطَّر في سِجِلِّ الشَّرف ولَوْحِ الزَّمَان، إزاء عُشَّاق العِزَّةِ ورُوَاتها، وأبْطال الشّهَامَة وكُمَاتها، ولُيُوثِ العَرِين والذِّمَارِ وحُمَاتها، إخْوَاننَا الصَّامِدينَ في فِلَسْطين وغزَّة، والصَّنَادِيد في سوريّة، الذين طال ليل ظلمهم وقهرهم، ومازال طغيان نظامهم يماطل في الوعود، وينكث الوفاء بالالتزامات والعهود. وفي المدينةالمنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد المحسن القاسم في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي، إن الله نوع النعم لعباده منها ما هو نازل من السماء ومنها ما هو خارج من الأرض ومنها ما هو بجوفها والبحار مسخرة للإنسان, وكل ما في السماوات والأرض وما بينهما هو هبة للإنسان يستعين بها على طاعته. وبين الشيخ القاسم أن من أعظم النعم الدنيوية العافية، قال عليه الصلاة والسلام (سلوا الله العافية), والفراغ والصحة في قدر النعمة، قال عليه الصلاة والسلام (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ), ومن شكر النعم حمد الله عليها, والتحدث بها من شكرها, وتذكر المحرومين من النعم يزيد من قدرها, والنظر إلى من هو دونه في الدنيا يفتح باب القناعة, والطاعة تحفظ النعمة وتزيدها, ومن أسباب دوامها دعاء الله أن يبقيها, وبقاؤها مشروط بالشكر وإن لم تشكر زالت.