أسعار النفط تواصل الانخفاض عند التسوية    أمير تبوك يستقبل رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد    كرنفال التمور ببريدة.. بيئة عمل جاذبة تصنع جيلًا رياديًا من الشباب    سيرة من ذاكرة جازان.. إياد أبوشملة حكمي    نائب أمير الرياض يؤدي الصلاة على والدة جواهر بنت مساعد    الفيصل: التكريم لفتة غير مستغربة.. طابع تذكاري تخليداً لإسهامات الفيصل في تعزيز التنمية    أداء قوي رغم تقلبات الأسواق.. أرامكو السعودية: 80 مليار ريال توزيعات أرباح الربع الثاني    ارتفاع مؤشر الأسهم    من تنفيذ تعليمات إلى الفهم والقرارات.. سدايا: الذكاء الاصطناعي التوكيلي يعزز الكفاءة والإنتاجية    معاناة إنسانية والضحايا يتساقطون جوعاً.. «احتلال غزة» يضاعف الخلافات الإسرائيلية    محكمة كامبريدج تنظر اليوم في قضية مقتل «القاسم»    موسكو تعلن حرية نشر الصواريخ المتوسطة.. استهداف روسي أوكراني متبادل يعطل الإمدادات العسكرية    بعد 80 عاما من قصفها هيروشيما تدعو العالم للتخلي عن السلاح النووي    رواندا تستقبل 250 مهاجرا مرحلا من الولايات المتحدة    إيران تكشف قائمة سرية لجواسيس بريطانيا    نوتنجهام ينافس أندية سعودية على نجم اليوفي    برشلونة يفتح إجراء تأديبياً بحق تيرشتيغن    القادم من الأهلي.. العلا يتعاقد مع "المجحد" حتى 2027    لاعب الهلال مطلوب في أوروبا والبرازيل    «إنسان» تودع 10 ملايين ريالٍ في حسابات المستفيدين    تعديل تنظيم المركز الوطني للأرصاد.. مجلس الوزراء: فصلان دراسيان لمدارس التعليم للعام الدراسي القادم    «التعليم»: الفصلان الدراسيان سيطبقان على مدى 4 أعوام    تمكين المواطن ورفاهيته بؤرة اهتمام القيادة    معرض «المهمل»    هواية في البداية    آل الشيخ: موسم الرياض سيعتمد على الموسيقيين السعوديين    احذروا الثعابين والعقارب ليلاً في الأماكن المفتوحة    سعود بن نايف يشدد على الالتزام بأنظمة المرور    اختتام برنامج أساسيات الشطرنج في جمعية الإعاقة السمعية    فيصل بن مشعل: المذنب تشهد تطوراً تنموياً وتنوعاً في الفرص الاستثمارية    محمد بن عبدالرحمن: تطور نوعي في منظومة "الداخلية"    قطاع عقاري مستقر    سرد تنموي    "الإسلامية" تنفذ برنامجاً تدريبياً للخُطباء في عسير    صحن المطاف مخصص للطواف    سفير سريلانكا: المملكة تؤدي دوراً كبيراً في تعزيز قيم التسامح    الصمت في الأزمات الإعلامية    الأخضر تحت 15 عاماً يخسر أمام أميركا    النقد السلبي    اتحاد المنطاد يشارك في بطولة فرنسا    الانضباط تغرم الهلال وتحرمه من المشاركة في السوبر المقبل    مُؤتمر حل الدولتين يدْفع لإِقامة الدولة الفِلسطينية    أسماء المقاهي العالمية حيلة تسويقية تستهدف الباحثين عن عمل    لجنة الانتخابات تعتمد قائمة نواف بن سعد لرئاسة الهلال    تقليل ضربات الشمس بين عمال نظافة الأحساء    الراحل تركي السرحاني    دواء من الشوكولاتة يواجه فيروسات الإنفلونزا    الأمن العام : الصلاة في صحن المطاف تعيق حركة المعتمرين    أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة هروب    الشؤون الإسلامية تختتم البرنامج التدريبي المتخصص للمراقبين ومنسوبي المساجد في جازان    الاتفاق يواصل تحضيراته وديمبيلي يقترب من العودة    أمير جازان يُقلّد مدير مكافحة المخدرات بالمنطقة رتبته الجديدة    مستشفى د. سليمان فقيه بجدة يحصد اعتماد 14 مركز تميّز طبي من SRC    أغسطس.. شهر المناعة العالمي لحماية الأجيال    إطلاق نظام الملف الطبي الإلكتروني الموحد "أركس إير"    الدقيسي    الحراثة التقليدية    روائح غريبة تنذر بورم دماغي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إمام الحرم المكي يدعو خاطفي الخالدي إلى الإفراج عنه فورا
السديس للخاطفين: كفوا عن أباطيلكم وتوبوا إلى ربكم
نشر في الندوة يوم 05 - 05 - 2012

دعا امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس خاطفي نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي الى الافراج عنه فوراً.
ووصف في خطبة الجمعة امس حادث الخطف بالفعل الارهابي الجبان الذي قام على أنقاض الظلم والبهتان والقرصنة والمساومة والابتزاز، مؤكداً انه محرم اجماعاً في الشريعة الاسلامية، مجرَّم في القوانين الدولية، تستنكف منه الحمية الدينية وتمجه النخوة العبرية، والشيم الانسانية الأصيلة.
وقال انه برهان قاطع فضح الفئة الضالة وكشف افلاسها وزيف ادعائها وظواهرها المسموهة وبواطنها المسمومة المشوهة.
وقال فضيلته في خطبه الجمعه التي ألقاها بالمسجد الحرام أيُّهَا المسلمون: في ثَنَايَا حَوَادِثِ العَصْرِ المُتَرَاكِبَة، وأعَاصِيرِ فِتَنِهِ المُتَعَاقِبه، ونُجُومِ مُسْتَجِدَّاتِهِ المُتَوَاكبة، وما أسْفَرَت عنه مِنْ تَحْرِيفٍ لِقِيَمٍ مَنِيعَةٍ سَامِية، وانْجِفَالٍ عَنْ مَعَانِيها البَدِيعَة الهَامِيَة، لَزِم التَّوجِيه والإيقاظ، وتَحَتَّم التذكير والاسْتِنْهَاض. ومِنْ تِلْكم القِيم التي زَاغَتْ عَنْ حَقِيقَتِها الأفْهَام، وغَدَا مِدْرَارُها كَالجَهَام: قِيمَة العِزَّةِ والكَرَامَة، والإباء والشَّهَامَة، التي أضْحَت في كثيرٍ مِن الأقطار مُصَفَّدَةً أَو مُضَامَة. فَالعِزَّة رُوحُ الحَيَاةِ الكريمَة وقَوَامُها، وبِهَا هَيْبة النَّفْس الإنْسَانِية واحْتِرَامُها، ومَتَى طُمِسَتْ في المُجْتَمَعَات، فقد آذَنَتْ بِفَنَائِها واخْتِرَامِها. تَنْزِعُ العِزَّةُ بِالنُّفوس الهَضِيمَة عَنِ الذُّلِّ والضَّرَاعَة، والاستِكانة والوضَاعَة، وتسْمُو بها إلى جَوْزاءِ الحَقِّ والْتِمَاعَهْ، كيْف وشِفَاءُ الخُنُوعِ في مَصْلِهَا، وسُؤدَدُ الدُّنيا في نَصْلِهَا، وجَلال الأمم في وَصْلِها.
واكد فضيلته ان العِزَّة الدِّينِيَّة، والنَّخْوَة الإسلامِية من أعظم الخلال، وأزكى الخصال التي تَوَلَّت غِرَاسَها وأرَّجَت أنْفاسَها شريعة الدَّيان سبحانه، فَحَفِظت المُسْلِمين عن مَوَاقِع المَسْكنة والعَطبْ، وذَادَتْهم عن دَرَكاتِ العَجْز وسوء المُنْقلَبْ. فالمُسْلِم جِبلّة أبِيٌّ أَنُوف، وعَنِ الهُون عَزُوف، وللصَّغَار عَيُوف، أجَلُّ مِن أنْ يَتَطامَنَ لِطغْيان، ويَسْتَخْذِي لمَنَّان، ويَسْتكِين لِبُهْتَانْ، ويَرْزَحَ لِسَطْوَةِ غَشومٍ أيًّا كان، أويمَالِق إنْسَان، ويَتَّضِع لِمَكْرٍ وهَوَانْ، أو يُمَالِئ للَئيم جَبَان. لأنَّ العزَّة المُلْتَهِبَة في أطْوَاء المُسْلِمين، الجَارِية أنْسَاغُها في أرْوَاحِهم، إنما هِي مِنَ الله وحْدَه اسْتِمْدَادُها، ومِن الدِّين الرَّبَّانِي اسْتِرْفَادُهَا، ومِنَ الإيمَانِ المُزَلْزِلِ عُدَّتُهَا وعَتَادُها.
وتساءل عن مَاذا تصْنَعُ قنابل الطُّغيان في قلُوبٍ تَدَرَّعَت بِالإيمَان، وتَحَصَّنَت بِالعِزَّة وتَسَامَتْ عَنِ الخذلان، وأنَّى تَنَالُ سَطْوةُ الباطل السَّفِيه ذي الخُسْران، مِن حَقٍّ تسَطَّر في سِجِلِّ الشَّرف ولَوْحِ الزَّمَان، إزاء عُشَّاق العِزَّةِ ورُوَاتُها، وأبْطال الشّهَامَة وكُمَاتُها، ولُيُوثِ العَرِين والذِّمَارِ وحُمَاتُها، إخْوَانُنَا الصَّامِدُونَ في فِلَسْطين وغزَّه، والصَّنَادِيد في سوريّة الأعِزَّة، الذين طال ليل ظلمهم وقهرهم، ولا زال طغيان نظامهم يماطل في الوعود، وينكث الوفاء بالالتزامات والعهود، ?فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ?.
وبين الدكتور السديس في خطبته أن شريعة الإسلام تنزلت لإِخراج العِبَاد كُلَّ العِبَاد، مِنْ حُلَكِ البَطْشِ والامْتِهَان، إلى نُورِ الاعتزاز بِالواحِدِ الدَّيّان، تنَزَّلت والكَرَامَة مِن جَوْهِرِها وفَحْوَاها، والاستعلاء بِالحَقِّ والعَدْل جَهْرُهَا ونَجْوَاها، في الحديث عَن تمِيم الدَّارِي قال: “لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأمر مَا بَلَغَ اللَّيْلُ والنَّهار، ولا يَتْرُكُ الله بَيْتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلاَّ أدْخَلَهُ الله هَذَا الدِّين بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَلِيل عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسْلام، وذُلاًّ يُذِلُّ به الكُفر”.
وأضاف فضيلته وأيُّ إزْرَاءٍ أبْلَغُ في النَّفسِ ألَمَا، وأعْمَقُ في الرُّوح أثَرَا، مِمَّن طُمِسَت كَرَامَتُهم، وفُلَّ إبَاؤهم، واسْتُلِبَت نَخْوَتُهم بِأطواق الاستِبْدَاد، وصُكَّتْ أفْوَاهُهم بأصْفَاد الاسْتِعْبَاد، مِن قِبلِ أقوام أقصوا العُلمَاء، وعَطَّلوا العظمَاء، وأحْبَطوا النُّبَغَاء، وحَطَّموا العَبَاقرة والنُّجَباء، وأحَالوا أوْطانهم صَحَاصِحَ جَرْدَاء، في وأد للكرامات، ومصادرة للحريات. وفي ديوان الحِكَم: مَن بان عجزه زال عِزُّه.
واستطرد الدكتور السديس قائلا “لكن هاهو التَّاريخ المعاصر، يُرْهِفُ السَّمع في إكبار لِمُجْتمَعَاتٍ انْخَلَعَت مِن بَرَاثِن الإذْلال فَأزْهَقوه ورَفَضُوه، واستأسَدُوا في وجه الاستكبار فَدَكُّوه ولَفظُوه، فَتَنَسَّمُوا –بحمد الله- في شُمُوخ واعْتِزَاز عَبَق الشّعَائر الدِّينيّة، والحَيَاةِ الإسلامِيّة، بَعد أنْ أنْهَكم الاعْتِسافُ والابتزاز. لَقد آنَ لِعُتَاةِ الطُّغيَان في كل مكان أن يَتَّعِظوا بِمَآلِ الأقران، فَغَوَاشِي المِحَن لا مَحَالة مُتقشّعة عن فَجْر العِزَّةِ والانتِصار، ومُنْشَقّة عَن صُبْح الكرامَة والاستبشار. وسَتَبْقى عُنْجُهِيّة العُتاة الذين اعْتَقَلُوا إرَادَاتِ الشّعوب، وعَفُّوا مَعَالِم إبَاءهم عُرَّةً سَوْدَاء في مُحَيَّا التَّاريخ، ودَمَامَةً في إنْسَانِية الإنْسَان.
وتابع يقول : إنَّ العِزَّة المنشودَة المرومة، الزَّاكية الأصول والأرومَة، التي رَفْرَفَت وَفْقَ ضوابط الدِّين، ورسوخ اليقين، وشُفوف البَصِيرَة النفاذة التي تُبِين؛ لأنَّ العِزّة في التقوى، والقُوَّة في الطَّاعَة، والعُلُوَّ في الاستقامة، والرِّفْعَة في النُّبلِ والمُرُوءة والفضيلة، والحرية الحقة في ظلال الشريعة الغراء، وفرق بين الحرية والفوضى، وحرية الدين والفكر، والانفلات والكفر، ?مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ?، ولَن تَتَحَقّق لِأمَّةِ الإسلام الأمَانِي العِظام إلاَّ بالسَّيْر على نور العزيز العَلاَّم وهَدْي سَيّد الأنام، فلا تُفرِّط في الاعتزاز بِهُوِّيتها ولا تسْتَلِين، وتشْمَخ ولا تسْتكين.
وقال فضيلته في خطبته // مَعَاشر الأحِبّة في كُلِّ الأقطار: أُمَّة الشِّمَاسِ والوَقار: أيْن التَّحَقق بالعِزَّةِ الإسلامِيّة، في المَحَافل الدُّولِيّة أين تأصِيل قيم الإباء والشَّمَمْ، والعَلاء والهِمم في كثير مِنَ الفضائيات ووسَائل الإعلام، وأسَلات الأقلام من رجال الفِكر والتوجيه الأعلام أين مَخَايل الاعتزاز بالإسلام لدَى الشّباب والفتيات والأجيال: ثقافيًّا وسلوكيَّا، وفكريًّا واجْتِمَاعِيًّا؟ لَشَدَّمَا يُطوِّح بك مَرِير الجوَاب، والاسترجاع والاستعتاب: إنَّهَا التّبعِيّة الجوفَاء، والانهِزامِيّة النّكراء التي غَزَت كثيرًا من المسلمين عَيَانًا بَيَانَا، وأذاقتهم من الهُونِ أصْنَافًا وألْوَانا، والله المُسْتَعان.
وأوضح فضيلته ان ثمة مَلْحَظ مهم لِيَكن بِحُسْبَان، كوْن فئامٍ من الناس يُعَانُون ثَقَافَة الخَلْط بين الاعتزاز والابْتزاز، وبَيْن الحَقِّ اللاّزب، والمؤكّدِ مِن الوَاجِب، وبين العَدْل بالعَدْل، والعَدْل عن العَدْل، دون الاحتراس من الاندفاع في لُجّة الغرور والبأو، واتقاد جمرة الخيلاء والزهو، وذلك بتَبْديدِ المُمْتلكاتِ والمكتسبات، والتَّعَدِّي على المُقدَّرات والحُرُمات بإثَارَة الفوضَى والشَّغَب على الأمْن والنِّظام، والطُّمَأنينة والانْسِجام، بدعوى الكرَامة، والمطالبة بالحُقوق، قد أسلموا قيادهم لدعاة التحريض والغوغاء، الذين يبثون الفتنة بين الشعوب الأوداء لخدمة أجندة الأعداء الألداء، وتلك وايم الحَقِّ المَفاهيم المُختلة، ودَلالات العِزّة المُعتَلّة، التي تُصَادِم نُصوص المِلَّة، وإنْ هو إلاَّ الصَّلَف النّزق، والهَوَج الأرعن الذي أَلْصَق بِالعِزَّةِ الإهَانة، وتَعَطَّلَ عَن الوعْي والزَّكانة، وتجرّد من المَسْؤولِيّة والأمَانة، وإن في طيِّه إلاّ الشرور والبلاء، والخُسْرُ والعِدَاء. ذلكم وإنَّ أمْنِيَة مَنْ يُحِسُّ مَرَارَة الوَاقع بِلَوْعَةِ جَنَانِه، وحَرَارَةِ إِيمَانه، أنْ تُحَطّم الأُمَّة عُقْدَة الدُّون والانهِزَام، وتُرَشّد في المُجْتمعَات مَفاهِيم العِزّة والاحْترَام، التي تَنْبُذ الفوضى والاحْتدَام، وتَتَأبَّى عَن الهَمَجيّة والانتقام، وتمضي في مُطارَحَة الفِكر، والتِمَاس الحقوق بَمَدارج العقل والرَّوِيَّة، والحصافة السّنية، سَاعَتها سَيَنْهَمِرُ غَيْثُ الأمْجَادِ والعَلاءَ، على آكام العِزّةِ الحَقَّة ومَضَارِب الإباء، التي تُجْمِل الحَياة وتُغْلِيها، وتُبَارِكها وتحييها، على نَحْوِ دِيَار الحرمَين الشريفين التي بَلَغَتْ بحمد الله مِن ألَق الإبَاء والكرامَة الذُّرَا النَّضير الذي عَزَّ عَنِ النَّظير، والله الولي والنّصِير، ?ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ?، ?وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ.
ولفت امام وخطيب المسجد الحرام فضيله الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الإنتباه إلى ان هناك أقوامًا يتظاهرون بالغيرة على الإسلام رَكِبوا من ظاهر العِزَّةِ مَتْن عَمْيَاء، وخَبْط عَشْوَاء، يُرِيدون دَكَّ عَامِرَها، وتَكْدير رَقرَاق غَامِرِها، وذلك في حَادِثِ الخَطْفِ الصَّلِف، للدِّبلومَاسِي السعودي الخالِدِي، على أرض الشقيقة اليَمن، أرْض الحِكمَة والإباء، والشهامة والوفاء، وذلك الفعل الإرهابي الجبان الذي قام على أنْقاض الظُّلم والبُهتان، والقرصَنة والمساومة والابتزاز، مُحرَّمٌ إجمَاعًا في الشريعة الإسلاميّة، مُجرَّم في القوانين الدّولِيّة، تسْتنكِف مِنه الحَمِيّة الدِّينيّة، وتَمُجُّه النَّخوة العربية، والشِّيم الأصيلة الإنسانية، وإنَّه لَبُرْهَان قاطع فضح من تلك الفئة عَوَارَها وإفلاسها وانْبَاءها، وهَتْك زَائِف ادِّعَاءها، وكشف ظواهِرَها المُمَوَّهَة، وبواطِنَهَا المَسْمُومَة المشوَّهة، وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ، أَمَا زَعَمُوا أنَّهم إلى الشّرِيعة يَحْتَكِمون، وإلى العَدْل والحَق يَختصِمون، وبالسُّنّة الغرَّاء يَهْتَدُون، أين حقيقة ذلك فيما أقدَموا عليه من التّرويع والتّفزيع، والارتهان والامتِهان، ألا فلتُكَفكِفوا من أضالِيلكم ولتقصروا عن أبَاطيلكم، ولتَثُوبوا إلى رُشدِكم وتتوبوا إلى ربِّكم، وتُطْلِقُوا فورًا الخطيف البَرِيء، هذا وإن العالم أجْمَع لِيُثَمِّن للمملكة الشَّمّاء الموقفِ الأبي الصَّارِم، في مُجافاة هؤلاء النَّزَقَة، المَارِقِين المُرْتَزِقة، مؤمِّلَة مِن الأشِقاء والنصفة الشرفاء مزيد التحرك العاجل لحَلَّ هذِه القضِيَّة الساخنة، والله وحده المعين والظهير، وللخاطفين الذين خطف الشيطان عقولهم سوء المنقلب والمصير.
وفي المدينة المنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين بتقوى الله عز وجل حق التقوى.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي “معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله توجب محبته وتعظيمه وإفراده,ومن أسمائه الوهاب ومن صفاته الكرم ومن كرمه ما امتن على عباده من النعم فاسبغ عليهم منها مالم يسألوه إياها ومنح منها ما سألوه واتاهم من كل ما سألتوه وفتح عليهم نعما من السماء والأرض, قال تعالى (وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها ), وتذكر نعم الله داعية لشكره وتوحيده وكثرة عبادته وهي من أسباب الفلاح, وأمر الرسل أقوامهم بتذكر أفضال الله عليهم. وأوضح فضيلته أن الله نوٌع النعم لعباده منها ماهو نازل من السماء ومنا ماهو خارج من الأرض ومنها ماهو بجوفها والبحار مسخره للإنسان ,وكل مافي السماوات والأرض وما بينهما هي هبه للإنسان يستعين بها على طاعته ,قال سبحانه (وسخر لكم مافي السماوات ومافي الأرض جميعا منه ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون),مشيرا إلى انه لاتتم على العبدالنعم إلا بالدين, قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينا),ومن المنة على هذه الأمه ان بعث فيها أفضل رسله. وبين فضيلته أن من أعظم النعم الدنيوية العافية قال عليه الصلاة والسلام(سلوا الله العافية), والفراغ والصحة في قدر النعمة قال عليه الصلاة والسلام(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) , ومن شكر النعم حمد الله عليها , والتحدث بها من شكرها , وتذكر المحرومين من النعم يزيد من قدرها ,والنظر الى من هو دونه في الدنيا يفتح باب القناعة ,والطاعة تحفظ النعمة وتزيدها , ومن أسباب دوامها دعاء الله ان يبقيها , وبقاؤها مشروط بالشكر وان لم تشكر زالت.
وختم فضيلة خطيب وإمام المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم خطبته بالتحذير من النعم إذا حلت بالمسلم وان قلت فقد تكون سبب هلاك المسلم ان لم تشكر قال ,صلى الله عليه وسلم لما نزلت قطرات من السماء قال الله تعالى( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر),وكل نعمة وان كانت يسيره سيسأل عنها العبد إن شكرها او جحدها ,قال عليه الصلاة والسلام( إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له :الم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد ).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.