دعا إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين إلى التمسك بالقيم الإسلامية، وقال: «في ثنايا حوادث العصر المتراكبة، وأعاصير فتنه المتعاقبة، ونجوم مستجداته المتواكبة، وما أسفرت عنه من تحريف لقيم منيعة سامية، وانجفال عن معانيها البديعة الهامية، لزم التوجيه والإيقاظ، وتحتم التذكير والاستنهاض، ومن تلكم القيم التي زاغت عن حقيقتها الأفهام، وغدا مدرارها كالجهام: قيمة العزة والكرامة، والإباء والشهامة، التي أضحت في كثير من الأقطار مصفدة أو مضامة، فالعزة روح الحياة الكريمة وقوامها، وبها هيبة النفس الإنسانية واحترامها، ومتى طمست في المجتمعات، فقد آذنت بفنائها واخترامها، تنزع العزة بالنفوس الهضيمة عن الذل والضراعة، والاستكانة والوضاعة، وتسمو بها إلى جوزاء الحق والتماعة، كيف وشفاء الخنوع في مصلها، وسؤدد الدنيا في نصلها، وجلال الأمم في وصلها». وأكد الشيخ السديس في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام، أن العزة الدينية، والنخوة الإسلامية من أعظم الخلال، وأزكى الخصال التي تولت غراسها وأرجت أنفاسها شريعة الديان سبحانه، وبين الدكتور السديس أن شريعة الإسلام تنزلت لإخراج العباد كل العباد، من حلك البطش والامتهان، إلى نور الاعتزاز بالواحد الديان، تنزلت والكرامة من جوهرها وفحواها، والاستعلاء بالحق والعدل جهرها ونجواها، وبين الشيخ السديس، أن هناك أقواما يتظاهرون بالغيرة على الإسلام ركبوا من ظاهر العزة متن عمياء، وخبط عشواء، يريدون دك عامرها، وتكدير رقراق غامرها، وذلك في حادث الخطف الصلف، للدبلوماسي السعودي الخالدي، على أرض الشقيقة اليمن، أرض الحكمة والإباء، والشهامة والوفاء، وذلك الفعل الإرهابي الجبان الذي قام على أنقاض الظلم والبهتان، والقرصنة والمساومة والابتزاز، محرم إجماعا في الشريعة الإسلامية، مجرم في القوانين الدولية، تستنكف منه الحمية الدينية، وتمجه النخوة العربية، والشيم الأصيلة الإنسانية، وإنه لبرهان قاطع فضح من تلك الفئة عوارها وإفلاسها وانباءها، وهتك زائف ادعائها، وكشف ظواهرها المموهة، وبواطنها المسمومة المشوهة، أما زعموا أنهم إلى الشريعة يحتكمون، وإلى العدل والحق يختصمون، وبالسنة الغراء يهتدون، أين حقيقة ذلك فيما أقدموا عليه من الترويع والتفزيع، والارتهان والامتهان، ألا فلتكفكفوا من أضاليلكم ولتقصروا عن أباطيلكم، ولتثوبوا إلى رشدكم وتتوبوا إلى ربكم، وتطلقوا فورا الخطيف البريء، هذا وإن العالم أجمع ليثمن للمملكة الشماء الموقف الأبي الصارم، في مجافاة هؤلاء النزقة، المارقين المرتزقة، مؤملة من الأشقاء والنصفة الشرفاء مزيد التحرك العاجل لحل هذه القضية الساخنة، والله وحده المعين والظهير، وللخاطفين الذين خطف الشيطان عقولهم سوء المنقلب والمصير. خطبة المدينة وفي المدينةالمنورة،دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين إلى تذكر نعم الله عليهم، قائلا: «نعم الله داعية لشكره وتوحيده وعبادته وهي من أسباب النجاح ، والله أمر رسله بتذكر نعمه عليهم، وأمر الرسل أقوامهم بتذكر أفضال الله عليهم»، وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي أمس «إن معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله توجب محبته ومن أسمائه الوهاب ومن صفاته الكرم فأسبغ عليهم ما لم يسألونه إياها «،وزاد» الطاعة تحفظ النعمة وتزيدها ومن أسباب دوامها دعاء الله أن يبقيها، وبقاء النعمة مشروط بالشكر». آراء حول الخطب وحول مضامين خطبة المسجد الحرام، أكد الشيخ عابد الحسني رئيس مركز حي المعابدة، أن ما تناوله أمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس حول ما تعرض له الدبلوماسي الخالدي من قرصنة وخطف فهو عمل جبان لايمت إلى أي ديانة بصلة، مشيرا إلى أن خطف المسلم الآمن من أكبر الكبائر، مطالبا في الوقت نفسه إلى تحرك الغيورين من الأشقاء في اليمن الشقيق لفك أسره وإعادته إلى أهله وذويه سالما معافى، وقال:«هناك ضوابط سنها الإسلام في السلم والحرب يتعامل بها المسلم مع غيره من المسلمين، تتمثل عدم التمثيل بهم والمحافظة على ممتلكاتهم، هذا إذا كانوا غير مسلمين فكيف إذا كانوا مسلمين». وحول مضامين خطبة المسجد النبوي، قال الدكتور علاء الغامدي المحاضر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة:» على الإنسان التأدب مع الله من خلال شكره على نعمه، والإدراك أن ما أصاب الإنسان قليل بجانب ما يعطيه الله من النعيم في الدنيا، فلذا على الإنسان أن يسأل الله السلامة والرضا والتوفيق وألا يعترض ولا يمتعض لكل ما يمر به في حياته من مرض أو سقم أو قلة مال، وأن بالشكر تدوم النعم». آراء المصلين ورصدت «عكاظ» أراء المصلين في المسجد النبوي، حيث قال عبدالسلام الناصر: «الإنسان بطبعه ينسى نعم الله عليه ويفكر في الجانب الضيق عند نزول المصائب، لذا فكلما كان الإنسان أكثر قربا من الله كلما صبر وهانت في عينه المصيبة، وأكثر الناس اليوم لا يفكر في نعم الله التي تحيط به»، أما سعيد سامي فقال: «الافتتان في المال أصبح شائعا لدى كثير من الناس فأصبحت العافية لديه من خلال توفر المادة، فكم من إنسان يملك الكثير من الأموال لكنه تعيس في حياته بسبب المرض أو الخوف وغير ذلك، وعلى الإنسان شكر الله على كل شيء».