يرى عضو هيئة التدريس في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود والأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله العثيمين أن مصطلح الوهابية كان يستخدم بشكل طبيعي إلى أن حدثت ثورة الخميني في إيران، التي وظفت المصطلح سياسيا ضدنا لتهاجمنا به محاولة تكريسه، بغض النظر عن دقته ودلالته، مما أدى إلى تلاشي تداوله في بلادنا. جاء ذلك في محاضرته أمس بخميسية حمد الجاسر في الرياض تحت عنوان "ابن عبدالوهاب من وجهة نظر التنويريين والمستشرقين". وأضاف العثيمين: "أنا لست مؤهلا من الناحية الشرعية للحديث عن الدعوة الوهابية لكنني أستعرض آراء المستشرقين والتنويريين وأولهم نيبور المستشرق الدنماركي الذي زار المنطقة مبكرا والذي كان ينظر إلى الشيخ ودعوته على أنه يستمد التشريع من القرآن والسنة بوصفهما مصدرين أساسيين مشتملين على كل الأحكام، وأن آراء المفسرين الأجلاء للقرآن محترمة بالرغم من أنها ليست متبعة على إطلاقها، وأن الخلاف بينهم وبين خصومهم من المسلمين هو أنهم يتبعون بدقة الأحكام نفسها التي أهملها الآخرون". واستعاد العثيمين مشاهدات المستشرق نيبور الذي رأى أيضاً أنّ الشيخ محمد بن عبدالوهاب بدعوته ينهج نحو إسلامية تطهيرية يحتل فيها توحيد الله المبدأ الأساسي، الناس متساوون أمام الله لذلك فيحرم التوسل بالأولياء الأموات أو تقديس رفاتهم، كما أن جهود الشيخ محمد بن عبدالوهاب كانت موجهة ضد الفساد، هادفة إلى إعادة عقيدة المسلمين إلى طهارتها الأولى. كما تناول العثيمين نظرة التنويريين العرب كما وصفهم، ومنهم أحمد أمين الذي كان يرى أن دعوة الشيخ كانت "حرباً على كل ما ابتدع بعد الإسلام من عادات وتقاليد، فلا اجتماع لقراءة مولد، ولا احتفاء بزيارة قبور، ولا خروج للنساء وراء الجنازة، ولا إقامة أذكار يُغنَّى فيها ويُرقَص". وتابع العثيمين: إن كل هذا مخالف للإسلام الصحيح ويجب أن يزال، ويجب العودة إلى الإسلام في بساطته الأولى، وطهارته ونقائه، ووحدانيته واتصال العبد بربه من غير واسطة ولا شريك. وتطرق العثيمين إلى نظرة طه حسين الذي يعدّ –بحسب وصفه- من طليعة التنويريين العرب ممن تحدثوا عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته وأشادوا به، وقال: "جاء في وصف طه حسين للشيخ محمد بن عبدالوهاب أنه عاد بعد رحلاته العلمية إلى موطنه نجد، فأقام مع أبيه حيناً يناظر ويدعو إلى آرائه حتى ظهر أمره وانتشر مذهبه".