عانت المعلمة أم عبد الرحمن من الصداع النصفي لفترة طويلة، وترددت على كثير من الأطباء، وبعد أن تعذر العلاج، خضعت للعلاج بالإبر الصينية، لكنها أيضا لم تحصل على نتيجة، وعلى العكس قالت الموظفة رحمة السفياني إنها شعرت بألم شديد في مفاصلها، وعندما خضعت لجلسات علاج بهذه الإبر بدأت تشعر بتحسن. تشاطرها الرأي ملاك الحارثي التي لجأت للإبر الصينية لتخفيف الوزن بعد أن جربت العديد من الوسائل، وتقول إنها بالرغم من خضوعها لخمس جلسات فقط، إلا أنها تشعر بفارق كبير. ولا يتوانى البعض عن دفع مبالغ مادية كبيرة مقابل العلاج بالإبر الصينية عند وجود أي شكوى أو أي أعراض مرضية، دون وعي بحقيقة وفاعلية هذا النوع من العلاج، والأمراض التي يعالجها، حيث يرون في ذلك بارقة أمل لتخفيف الآلام التي أضنتهم. وبين مدير عام مراكز العلاج بالإبر الصينية استشاري باطنية، وأخصائي العلاج بالإبر الصينية بالرياض الدكتور رياض محمد الهجن إن "العلاج بالإبر الصينية أحد الفروع الرئيسية في الطب البديل أو التكميلي، وهو طب شعبي صيني قديم يعتمد على وجود مواقع معينة في جسم الإنسان يتم تنشيطها بواسطة الوخز بالإبر، ويمكن تنشيط هذه المواقع بواسطة الضغط وهو ما يسمى Acupressure مقابل العلاج بالوخز والذي يسمى Acupuncture ". وأضاف أن "المختص بهذا العلاج يستطيع تحديد المواقع بخبرته، واختيار مجموعة لوخزها للحصول على الفائدة العلاجية، حيث إن هذه المواقع لها تأثيرات علاجية مختلفة باختلاف الموقع، ولها أرقام وأسماء ثابتة ومعروفة للأطباء الأخصائيين". وأوضح الدكتور الهجن أن "منظمة الصحة العالمية اعترفت بهذا العلاج، وأن فلسفته تعتمد على إعادة توازن الطاقة في الجسم، وأي خلل في هذا التوازن يؤدي إلى العديد من الأمراض، وتوجد عدة مسارات للطاقة معروفة تقع عليها مواقع الوخز بالإبر"، مشيرا إلى إن الهدف من ذلك إعادة التوازن الطبيعي الذي يؤدي إلى الشفاء. وأشار إلى أن العلاج بالإبر الصينية مجد في علاج الأمراض التي سببها خلل وظيفي، وتؤدي إلى الشفاء التام، في حين تخفف الأمراض التي سببها خلل عضوي، وأكد أن "هناك أمثلة على الأمراض التي يستخدم لعلاجها الوخز بالإبر " الشقيقة أو الصداع النصفي، والقولون العصبي، وآلام الرقبة والأكتاف وأسفل الظهر، والتهاب المفاصل والروماتيزم، والتوتر، والأرق، والإرهاق، وشلل العصب الوجهى السابع، والمساعدة في إعادة التأهيل لحالات الشلل النصفي، كما يساعد على تخفيف الوزن، والمساعدة على الإقلاع عن التدخين". وأكد الدكتور الهجن أن "علاج الوخز بالإبر الصينية ليس له أي سلبيات، أو مضاعفات، أو آثار جانبية إذا استخدم بالطريقة الصحيحة، ومن قبل أخصائي متمرس، وبعض الحالات المرضية قد تشفى في حين يعجز الطب الحديث عن ذلك، ومثال ذلك علاج مرض الشقيقة أو الصداع النصفي، وكان سابقا وقبل عشرات السنين يؤخذ على هذا العلاج بأن الإبر التي تستخدم في العلاج في ذلك الوقت يعاد استخدامها مرات ومرات على مختلف المرضى، أما الآن فإن الإبر تستخدم مرة واحدة، ويتم التخلص منها بعد الاستخدام مباشرة حيث تكون الإبر مغلفة ومعقمة من مصنعها، ويتم فتح كل إبرة على حدة". وينصح الدكتور الهجن المرضى عادة بعد إتمام العلاج بالوخز بشكل عام بتفادي المسببات التي تؤدي إلى الانتكاس، وعودة الأعراض كل بحسب الحالة المرضية، ومتابعة الجلسات العلاجية حسب خطة معينة، وذلك لتثبيت الفائدة العلاجية والوقاية من ظهور الأعراض ثانية". وبين أنه "بالرغم من حرص وزارة الصحة على متابعة الترخيص لممارسة العلاج إلا أننا نجد هنا أو هناك بعض الأشخاص أو المراكز غير المرخصة، وتسمح بممارسة العلاج من قبل أشخاص غير مرخصين، وهذا طبعا أمر خطير، حيث إن المريض لا يمكنه عادة التحقق من وجود التراخيص، ومن أهلية المعالجين"، محذرا من أن هؤلاء الناس يقومون بالادعاء والمبالغة في فائدة العلاج، وبأنها تعالج جميع الأمراض مثل السكري، والضغط، والضعف الجنسي، بدافع الكسب المادي لاستغلال المرضى"، ونصح باللجوء إلى المراكز المعروفة الواضحة في عملها عند طلب هذا العلاج واستشارة الأخصائيين المعروفين في ما يخص العلاج. من جانبه أكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية عبدالله سعيد الزهيان "يشترط التصنيف للعمل في مجال العلاج بالإبر الصينية الحصول على درجة طبيب نائب أول على الأقل، وعلى ما لا يقل عن 200 ساعة تدريب، أو ما يعادل شهرين بدوام كامل في مجال العلاج بالإبر الصينية كحد أدنى من مركز معترف به". وأضاف أن "خريجي المعاهد المتخصصة في العلاج بالإبر الصينية بعد الثانوية العامة، والحاصلين على تدريب مدته ثلاث سنوات يصنفون إلى "فني إبر صينية"، مشيرا إلى وجود مراكز متخصصة للعلاج بالطب البديل، والعلاج بالوخز بالإبر الصينية واحد منه. وذكر مدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف الدكتور عبد الرحمن كركمان أنه لا يوجد بالطائف عيادات متخصصة للإبر الصينية، إلا أن إحدى العيادات الخاصة تعمل، وبها طبيب يمارس العلاج بالإبر الصينية ولديه ترخيص من الهيئة السعودية"، مشددا على ضرورة وجود التراخيص اللازمة.