ضمن فعاليات مهرجان الصحراء الدولي الخامس حول (الطب الصيني تطبيقات عملية بالوخز بالإبر) والتي ناقشت تأثيرات علاج الوخز بالإبر الصينية ، وطرق العلاج بها ومقدار الفائدة ، والأمراض التي تعالجها الإبر الصينية ، والأمراض التي لا تعالجها الإبر الصينية ، وذلك تحت رعاية معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم وبحضور سعادة وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور محمد بن عبدالعزيز النافع وعدد من عمداء الكليات وبعض ضيوف وزوار مهرجان الصحراء ، استهل الدكتور/ رياض محمد الهجن أخصائي علاج الإبر الصينية الحديث حول الإبر الصينية حيث أوضح أن الإبر تستخدم رفيعة ومعقمة لمرة واحدة فقط ومبدأ هذه الطريقة يعتمد على التأثير بمواقع معينة في الجسم سواء بواسطة وخز الإبر أو بطرق أخرى لعلاج الأمراض الناتجة عن الخلل الوظيفي وذلك بإعادة التوازن الطبيعي له دون استخدام أي مواد كيميائية وهذه المواقع لها أرقام وأسماء وأماكن محددة بل ولها تأثير ومفعول معين والعبرة في نجاح العلاج هي في اختيار مجموعة مناسبة من هذه المواقع بحيث تعطي أفضل نتيجة. وأبان د.الهجن أن تأثير الإبر الصينية على الجسم كاملاً لاسيما الأعصاب التي تمثل وسيلة للتحكم بمختلف وظائف الأعضاء لاتصالها بالجهاز العصبي المركزي عن طريق حث الجسم على إفراز مواد كيميائية تقوم بوظائف هامة وأساسية مثل الهرمونات ومواقع أخرى تلعب دوراً هاماً في عمل الأعصاب وفي القضاء على الالتهابات أو الآلام عن طريق التأثير على الأوعية الدموية وبالتالي التحكم بالدورة الدموية في أي مكان في الجسم وماينتج عن ذلك من إيجابيات كتوفير احتياجات الخلايا من الطاقة والعناصر الهامة الأخرى المقاومة للالتهابات والمقوية للمناعة وغيرها ، بواسطة التأثير المباشر على العضلات الإرادية منها وغير الإرادية وما لذلك من ردود فعل على مختلف الوظائف في الجسم. وبيّن أن طرق العلاج الصيني بالوخز بالإبر يتم عن طريق الأذن بالإضافة إلى مواقع مختلفة بالجسم ويستحسن الجمع بينهما لتوخي الاستفادة من ميزات الطريقتين معاً. وذكر د.الهجن طرق إضافية مساعدة مثل أشعة الليزر والتي تستخدم في تنشيط المواقع المعينة وخاصة عند الأطفال كبديل عن الإبر ذاتها التي يخافون منها وهي تؤدي نفس المفعول و مصممة خصيصاً لهذا الغرض ، كما يمكن استخدام أجهزة كهربائية إضافية توصل بواسطة أسلاك رفيعة بالإبر وهي في موقعها وذلك في بعض الحالات مثل الشلل ، والتأثير على مواقع العلاج عن طريق التدليك بطرق فنية ، منوهاً بان مقدار الفائدة يختلف باختلاف الأمراض حيث أن طبيعة المرض وأسبابه تلعب دوراً رئيسياً إلى جانب عوامل أخرى عديدة مثل عمر المريض ومدة المعاناة من المرض ووجود أمراض أخرى وهناك عامل مهم وهو استجابة جسم المريض للعلاج والذي يختلف من شخص إلى أخر ، موضحاً أن استكمال عدد الجلسات وانتظامها ضروري للوصول إلى أقصى فائدة ممكنة. وطرح د.الهجن تساؤلاً: هل صحيح أن فائدة علاج الإبر الصينية تعود للعامل النفسي فقط؟ ثم أجاب: لا شك أن أي علاج في الطب لابد أن يتأثر بالعامل النفسي بدرجة ما كما هو أيضاً الحال في علاج الإبر الصينية والتي أثبتت فعاليتها بالأبحاث العلمية خارج نطاق العامل النفسي ويكفي الرد على ذلك بأن الإبر قد استخدمت أيضاً بنجاح في علاج بعض الحيوانات ، وأضاف أن تأثير الإبر الصينية ودرجة نجاحها في العلاج تختلف من مرض إلى أخر فهناك أمراض يمكن التأثير عليها بدرجة كبيرة وأخرى بدرجة أقل وبذا فإن طبيعة المرض تحدد إمكانية العلاج أو التخفيف من الأعراض فقط إضافة إلى ذلك فإن درجة استجابة الجسم للعلاج - والتي تعتبر عامل مهم جداً - تختلف من شخص إلى أخر ولا يمكن التنبؤ بها مسبقاً. وتساعد الإبر الصينية على علاج الصداع ، والصداع النصفي ( الشقيقة ) ، وبعض أنواع الروماتيزم ،والقولون العصبي ، والربو ، وآلام الظهر والرقبة والأكتاف ، وعرق النسا ، وآلام الأطراف والمفاصل ، وتشنج العضلات ،و بعض أنواع الحساسية ، والقلق و الاكتئاب غير العضوي ، بالإضافة إلى الإرهاق و التوتر وإضطرابات الدورة الدموية لاسيما في الأطراف وعدم التوازن في الأعصاب اللاإرادية، والآلام العصبية، وبعض أنواع الشلل مثل شلل العصب الوجهي (العصب السابع) ، وزيادة مقاومة الجسم عموماً ، وعلاج طنين الإذن، وأمراض القصبة الهوائية التحسسية والتقلصية ، وعلاج قبل الولادة لتسهيل عملية الطلق، والمساعدة في علاج الإدمان، و الإقلاع عن التدخين وتخفيف الوزن . وأشار الهجن إلى الأمراض التي لا تعالجها الإبر الصينية مثل الأمراض النفسية المعروفة كانفصام الشخصية ، كذلك لايمكنها معالجة الروماتويد النشيط ، أمراض المناعة الذاتية ، الأمراض المعدية والطفيلية ، الأورام الخبيثة ، الصرع الحقيقي ، أمراض جلدية مثل الصدفية ، الأمراض الناتجة عن خلل في الغدد أو نقص في عناصر ضرورية في الجسم ، أمراض تليف الكبد أو الفشل الكلوي ، بالإضافة إلى أمراض تتطلب العلاج الجراحي . وأجاب الدكتور الهجن عن بعض التساؤلات المطروحة من الحضور كسؤال عن مضاعفات لعلاج بالإبر الصينية؟ حيث أجاب: أن استعمال الإبر الصينية حسب الأصول وبواسطة طبيب مختص فإنه ليس لها مضار أو أي آثار جانبية وهذا من أهم الاعتبارات التي يمتاز بها هذا العلاج ، وعن سؤال حول مدة العلاج أجاب د. الهجن بقوله: أن المتوسط يحتاج العلاج إلى عشرة جلسات ( حسب طبيعة المرض) وتكون 2-3 مرات في الأسبوع و أقلها جلسة واحدة في الأسبوع ، واختتمت الندوة بتطبيق الدكتور (ليو جي شنغ) العلاج بالإبر الصينية على ثلاثة من الحضور. هذا وقد اختتمت المحاضرة بتكريم المحاضرين لمشاركتهم المهمة في فعاليات البرنامج العلمي لجامعة حائل .