الليلة الماضية، كنت جالساً في فناء الجامعة وكان بجانبي آخر من البرازيل وبجانبه ثالث من بنجلاديش وفي المقابل رابع من الصين وبجانبه خامس من اليابان وانضم إلينا شاب من أوغندا كنا نتحدث عن الدراسة وبعض الثقافات. و كانت تجمعنا لغة واحده هي الإنجليزية وفي أثناء حديثنا غمرتنا فترة صمت لبضع دقائق، وقتها جرفتني موجة قوية إلى عالم الخيال والتساؤلات. فكنت أسأل نفسي بعض الأسئلة المحيرة: هل أصبحت اللغة الإنجليزية لغة التواصل؟ هل في المستقبل القريب سوف تصبح لغة الشعوب؟ وقبل أن أتمكن من الإجابة. ارتفع لدي الحنين والاشتياق والذكريات ثم ابتلت عيناي بماء ورد حملني على أطراف جناحيه إلى 700 سنة للوراء وبالتحديد في مدينة قرطبة بين أسوار جامعة قرطبة التي كانت أعظم جامعة علمية عالمية وكنت أرى أناسا كثيرين من جميع أنحاء العالم مجتمعين في فنائها. لفت انتباهي شاب كان جالسا تحت ظل شجرة يرتدي قبعة بنية اللون كان أبيض البشرة واضعا رأسه بين يديه. وبجانبه كتاب "كيف تتعلم العربية في أسبوع"، اجتاحني فضول معرفة من هو؟ تقدمت إليه وسألته: هل أستطيع التحدث معك؟ نظر إلي وهو يبتسم فرد قائلاً آسف لم أفهم ما قلت، هل يمكن إعادة سؤالك ببطء؟ إنني طالب أتعلم اللغة العربية. ابتسمت وقلت أرغب بعمل محادثه معك، لدي بعض الأسئلة وأود معرفة إجابتها. قال نعم يمكنك ذلك تفضل وهو مبتسم. فقلت: من أين أنت؟ رد وقال: من إنجلترا من مدينة ليستر. فقلت: ما الذي أتى بك إلى هنا. قال: أبي ملك إنجلترا ونرغب بالتعلم على يدي علمائكم إننا ما زلنا نجهل كثيرا. إننا في عصور الظلام ولست وحدي هنا إخوتي يرافقونني لكسب بعض العلوم التي تساعدنا على النهوض بأمتنا. فجأة أتت غيمة سوداء أغرقتنا بالماء وقطعت حديثنا وكان هناك صوت ينادي فهد في ماذا تفكر هيا بسرعة إنها تمطر التفت فإذا هو كارلوس الشاب البرازيلي الذي كان بجانبي. كارلوس من الذي أتى بك إلى هنا ضحك وقال وقت المحاضرة بدأ هيا بنا ونظرت حولي فإذا الشباب يقهقهون ضحكا.