سهام الليل، لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد انقضاء، تواجه الإنسان في هذه الحياة تحديات عدة، قد تكون صحية أو عائلية أو شخصية أو مشكلة أو صعوبة، وبحسب تعامله معها وإدراكه لها ستصل به إلى ظروف معينة وليس المهم إلى أين ستقوده، ولكن المهم إلى أين ستوجهه وكيف سيتعامل معها؟ لبستُ ثوب الرجاء والناس قد رقدوا وقمت أشكو إلى مولاي ما أجد وقلت يا أملي في كل نائبة ومن عليه لكشف الضر اعتمد أشكو إليك أموراً أنت تعلمها ما لي على حملها صبر ولا جلد وقد مددت يدي بالذل مبتهلاً إليك يا خير من مدت إليه يد فلا تردنها يارب خائبة ونهر جودك يروي كل من يرد في الحديث: «لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة». ذكر أحد المشايخ أن رجلاً تنكدت عليه وظيفته وبقي في حزن لا يعلمه إلا الله تعالى، فشاء الله أن يلتقي به وقد بلغ الرجل من الهم والغم ما بلغ، وكان يبحث عن رجل يؤثر على صاحب الصلاحية في التوظيف، فقال له هل رأيت فلاناً؟ فأجابه بأنه لم يره، ثم سألته هل انقضت حاجتك؟ قال لم تنقضِ حتى الآن، إني أبحث عن الرجل الذي له تأثير، قلت له هناك من يحل موضوعك ويكفيك همك، قال الرجل وهل يؤثر على صاحب صلاحية العمل؟ قلت نعم يؤثر عليه كثيراً، قال الرجل وهل تعرفه؟ قلت نعم، فقال الرجل هل تستطيع أن تكلمه؟ فقلت نعم وأنت تستطيع أن تكلمه أيضاً، فقال الرجل بل كلمه أنت جزاك الله خيراً، فسألني الرجل من هو؟ قلت له إنه الله، قال الرجل: ها متردداً، فقلت يا أخي اتق الله لو قلت لك فلاناً من البشر لقلت هيا بنا إليه ولما قلت لك الله ترددت! نعم ما عرفت الله حق المعرفة فهّلا جربت دعوة الأسحار؟ وشاء الله أن أتقابل بالرجل بعد أسبوع، فإذا بالوجه قد تغير، يقول الرجل من العجيب أني قمت من مجلسك، وإني محتاج لهذا الكلام، ومن توفيق الله أني استيقظت وقت الأسحار وكأن شخصاً يوقظني، فشاء الله أني صليت ودعوت الله، ولُذت بالله كأني أراه، فعندما أصبح الصبح فأردت أن أذهب إلى مكان الوظيفة، ثم شاء الله أن أغير الطريق فمررت بمصلحة من المصالح ونزلت وسألت مدير المصلحة فرحب بي فأخبرته بموضوعي، فقال المدير أين أنت؟ نبحث عن أمثالك فخيرني بين وظيفتين وقد كنت أتمنى أقل منهما والحمد لله. المؤمن إذا ابتلي والتجأ بقلبه إلى الله، فإن الله تعالى يصبره على ما يجد من آلام وأوجاع وهموم وأحزان، يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم «إن الله تعالى ينزل المعونة على قدر المئونة، وينزل الصبر على قدر البلاء»، فالألم ليس مذموماً دائماً ولا مكروهاً أبداً، فقد يكون خيراً للعبد أن يتألم، إن الدعاء الحار يأتي مع الألم، فلا تجزع من الألم ولا تخف من المُعاناة فربما كانت قوة لك ومتاعاً إلى حين، في الحديث: «لن يهلك مع الدعاء أحد»، كيف تهلك والدعاء معك؟! كيف تحزن والدعاء معك؟! كيف تجوع والدعاء معك؟! كيف تخزى في الدنيا والدعاء معك؟! كيف تضعف وسهام الليل معك؟! إنه أعظم وقت للدعاء يكون في الأسحار. في الحديث: «ينزل ربنا سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من داعٍ فأجيبه»، «إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يُحب»، الحديث. شريفة عبدالله السويد - الرياض [email protected]