كشفت سيول أودية منطقة نجران عن سوء تنفيذ الطرق الرئيسة، التي تربط مدينة نجران بالمحافظات الشمالية، وتسبب ذلك الأمر في وقوع حوادث غرق وخسائر اقتصادية في الممتلكات العامة والخاصة وسط تذمر من الأهالي الذين وصفوا هذه المشكلة ب"قضية فساد" في تحديد المسارات المثالية للطرق العامة، وتجاهل المسؤولين إحداث كباري عبر الأودية. وفي المقابل، أكد مصدر مسؤول بإدارة الطرق في منطقة نجران- فضل عدم ذكر اسمه- وجود خلل في الدراسات والتصاميم السابقة لعدد من الطرق الرئيسة، مبينا أن لجنة مشكلة من وزارة النقل ستصل إلى منطقة نجران للوقوف على مواقع الضرر، وذلك لتقييم وضع الطرق بالمنطقة، وإيجاد الحلول المناسبة لإصلاح الخلل، وتلافي الأخطاء التي وقعت. وأوضح المواطن فهد آل سليم أن سيول أودية محافظات شمال نجران ومنها وادي حبونا تعد من أكبر مجاري السيول التي تنشأ من المرتفعات الغربية المحاذية لمنطقة عسير، ويعترض مساراتها عدد من الطرق الرئيسة التي تفتقد لكباري تستوعب ارتفاع منسوب مياه السيول الجارفة، ومنها طريق نجران - عرقان المؤدي إلى الضيقة والمنتشر وحبونا والسبت وكتنه، مشيرا إلى أن ذلك الأمر تسبب في إحداث انهيارات في الطرق، وفي احتجاز أهالي عديد من القرى. وأضاف المواطن صالح آل عامر أن المشكلة تكمن في سوء التخطيط المثالي من قبل المسؤولين في إدارة الطرق بمنطقة نجران، الذين تجاهلوا خطورة الأودية الكبيرة التي تتطلب كباري وليس إنشاء مزلقانات بدائية وعبارات ذات فتحات صغيرة لا تقاوم ارتفاع منسوب مياه السيول الجارفة. أما المواطن عايض آل صليع فأوضح أن إدارة الطرق لم تستفد من أخطائها التي كشفت عنها سيول الأودية خلال العامين الماضيين، حيث شهدت نفس مواقع الانهيار الحالية انكسارات وهبوطا أرضيا، وتمت عملية إعادة إصلاحها عدة مرات بنفس الأخطاء السابقة. إلى ذلك، ناشد الأهالي أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بتشكيل لجان ميدانية من إدارة خدمات المنطقة بالإمارة للوقوف على مكامن الخلل في تنفيذ الطرق، واتخاذ الإجراءات التنظيمية اللازمة التي تلبي احتياجات المحافظات الشمالية من الكباري للحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين من مخاطر السيول، وفك عزلة أهالي القرى والهجر عن المؤسسات الصحية والتعليمية والخدمية الضرورية.