على الرغم من خروج وزير التربية الأسبق الدكتور محمد الرشيد من دائرة التعليم منذ سنوات، إلا أنه يستغل كل مناسبة لتوجيه أقسى الانتقادات وأكثرها حدة لواقع التعليم في المملكة. وهذه المرة كان للتعليم العالي نصيب من انتقاداته إذ وصف أداء بعض الجامعات بأنه "هرطقة إعلامية"، فيما انتقد بشدة تبعيتها لوزارة التعليم العالي، مطالباً باستقلاليتها. الرشيد الذي كان ضيفاً في خميسية الجاسر الصباحية أمس، طالب في تصريحات ل"الوطن" بأن يكون لكل جامعة في المملكة مجلس أمناء يتولى إدارتها ويحدد أوجه الصرف فيها، مشددا على أهمية أن يكون الاعتماد المالي للجامعة في موازنة الدولة السنوية ك"مبلغ مقطوع"، فيما أعرب عن استيائه من وصاية كل من وزارتي المالية والخدمة المدنية على الجامعات. وقال "إنهما ليستا أدرى بمصالح الجامعات ممن اؤتمنوا عليها". ورأى الرشيد أن عدداً من الجامعات السعودية فقدت وقارها وانخرط كثير منها في الهرطقة الدعائية الزائفة، مؤكداً أن التعليم بشكل عام يحتاج إلى إصلاح جاد بعيداً عن المجاملات. ------------------------------------------------------------------------ انتقد وزير التربية والتعليم السابق الدكتور محمد أحمد الرشيد بشدة تبعية الجامعات لوزارة التعليم العالي، متهماً بعضها ب"الهرطقة"، وقال إن هذا خطأ، وينبغي أن يكون لكل جامعة مجلس أمناء، هو الذي يديرها، وهو الذي يختار رئيس الجامعة وتحديد مدة عمله، مطالبا بأن يكون الاعتماد المالي للجامعة في ميزانية الدولة السنوية مبلغا مقطوعا يحدد أوجه الصرف فيه مجلس الأمناء. وبين الرشيد في حديث خاص ل "الوطن" أن وزارتي المالية والخدمة المدنية ليستا أدرى بمصالح الجامعات ممن اؤتمنوا عليها. وجاءت هذه المواقف من الوزير السابق في أعقاب محاضرة ألقاها في خميسية حمد الجاسر أمس عن التحديات المعاصرة والمستقبلية في التعليم الجامعي في المملكة. وطالب الرشيد بضرورة إطلاق عقال الجامعات وضرورة تحريرها من القيود التي تكبل انطلاق العقول العلمية فيها.ورأى الرشيد أن تكون معاملة أعضاء هيئة التدريس مختلفة فيما بينهم، مستندين في المعاملة على القدرات العلمية والإنتاج والابتكار الشخصي والقدرة على تحقيق العملية التعليمية والبحثية كما يجب، واصفا واقع المناهج العلمية في الجامعات بالمحزن ومطالبا بضرورة تطوير البرامج الدراسية، مشيرا إلى أن عددا من الجامعات السعودية فقدت وقارها وانخرط كثير منها في الهرطقة الدعائية الزائفة بقصد البهرجة والظهور، ضاربا مثالا على ذلك بكثرة إقامة الموتمرات للجامعة الواحدة دون فائدة، وقال: لا ينبغي أن تكون جامعاتنا طبق الأصل من الجامعات الأخرى في برامجها وتخصصاتها وطريقة إدارتها وهيكلتها التنظيمية، متمنيا قصر قبول الطلاب في الجامعات على أعداد في كل تخصص طبقا لحاجة خطط التنمية المستقبلية، على أن يحدد ذلك هيئة تسمى هيئة التعليم العالي مهمتها التنسيق بين موسسات التعليم العالي. مشيرا إلى أن وضع المناهج لو كان بيد التربويين لكانت مناهجنا بشكل أفضل.