لم تتوان فاطمة الحارثي (ربة منزل) عن إسداء نصيحة لصديقتها حينما أُصيبت عيناها بمرض الرمد الربيعي، مؤكدة أن وضع قطرات من الشاي المر في العين يساعد على الشفاء بصورة سريعة، ونفذت صديقتها الوصفة بحذافيرها، فتسببت لها فيما بعد في الإصابة بالتهاب بملتحمة العين. ولم تكن "فاطمة" الوحيدة التي تستخدم قطرات الشاي المر لعلاج العين من الرمد الربيعي الذي تكثر الإصابة به هذه الأيام، مع بداية فصل الصيف، وكثرة الأتربة، وحبوب اللقاح، والحشائش، فالكثير من السيدات تعارفن على هذا العلاج الذي يعتقدن أنه يشفي أكثر أجزاء الجسد حساسية وهي العين، فالمسنة أم سالم السفياني أكدت أنها لم تستخدم قطرات العين المعقمة في حياتها مطلقا، وكانت تعمل دائما بنصيحة الطبيبة الشعبية التي كانت تداويها من الرمد الذي يصيب العينين في بداية فصل الربيع، والوصفة المجربة كانت أيضا عبارة عن قطرات من الشاي المر، بحيث تضعها 3 مرات في اليوم في العين، مع عمل كمادات دافئة، مشيرة إلى أنها كانت تحصل على العلاج السريع والشفاء التام بهذا أمام الدواء الشعبي. وأكدت أن هناك أدوية شعبية أخرى تعالج العينين، وخاصة الأطفال والذين هم أكثر عرضة للرمد في هذا الوقت من العام. أما المعلمة هدى ماجد فذكرت أنها لم تذهب بأطفالها لأي طبيب عيون مطلقا، وأنها تستخدم في علاجهم دائما العسل، حيث تعقم العينين أولا بالماء والملح اللذين أثبتا فعالية جيدة في المحافظة على نظافتهما، ثم تضع قطرات من العسل في عيني الطفل حال إصابته بالرمد، فيتحقق له الشفاء. وقالت غزيل الشهري (موظفة) إن طفلها دفع ثمن وصفات زوجها الذي نصحها بأن تضع قطرات من الشاي المر لعيني طفلها الذي لم يتجاوز السادسة من عمره، وبناء على النصيحة عقمت عيني طفلها بالماء والملح المركز، فأصيب الطفل بالتهاب شديد في العين، سبب له تقرحات استلزم علاجا لدى طبيب العيون لأمد طويل، لدرجة أن الطبيب أمرها أن تحرص على أن يكون طفلها في مكان بعيد عن الضوء لمدة أسبوع كامل. أما أم فهد (ربة منزل) فتقول "أستخدم نبات "المر" منذ القدم في علاج عيون أبنائي، بحيث يتم نقعه في ماء لمدة نصف ساعة، ثم أصفيه، وأضعه في زجاجة، وأضع في العين المصابة بالرمد الربيعي قطرتين صباحا ومساء" ، مشيرة إلى أن هذه الطريقة الشعبية تؤتي ثمارها مع أبنائها، وتؤدي إلى صفاء العين في أيام معدودة. وبينت المعلمة وفاء الشهري أنها عادة ما تلجأ إلى أوراق الجوافة، حيث تغليها، وتضع قطرات منها على العين المصابة، إضافة إلى وضع كمادات لها من هذا المزيج. من جهته قال اختصاصي العيون بمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي ومركز الأورام بجدة الدكتور أشرف ناجي الجحدلي إن "العلاجات الشعبية المبنية على تجارب فردية ربما تفيد وربما تضر بشكل كبير، مشيرا إلى أنه لا يوجد في الطب ما يثبت أو ينفي الفائدة من استخدامها. وأضاف أن "الرمد الربيعي عبارة عن حساسية تصيب ملتحمة العين، وسمي بذلك لأن الإصابة غالبا تبدأ مع بداية فصل الربيع، حيث تنتشر حبوب اللقاح، والحشائش، والمعروف أن فصل الصيف وما يصاحبه من انتشار الغبار والأتربة بيئة مساعدة على الإصابة بحساسية العين". وأوضح الدكتور الجحدلي أن "الأطفال غالبا هم أكثر عرضة للعوامل الخارجية، ويكونون بذلك أكثر عرضة للأمراض، وتختلف شدة الإصابة من طفل لآخر بحسب شدة المناعة للطفل، فكلما قلت مناعته للعامل الخارجي المسبب للحساسية زادت شدة المرض، والعكس صحيح ". وعن الوقاية من المرض قال "الوقاية من الرمد ممكنة، حيث ينبغي غسل اليدين قبل لمس العين، وعدم فرك العين قدر الإمكان، والابتعاد عن مناطق الأتربة، والغبار، والمناطق الزراعية التي تكثر فيها حبوب اللقاح". وقال اختصاصي العيون إنه "في حالة الإصابة بالمرض ينصح باستخدام كمادات الماء البارد مع القطرات المضادة للهيستامين، وفي الحالات الشديدة تستخدم قطرات تحتوي على مادة الكورتيزون مع ضرورة استشارة الطبيب".