كانت ليلة الشباب أكثر من مثالية أمس، فقد توج بطلاً لدوري زين للمحترفين على حساب الأهلي بتعادلهما (1/1) في المباراة التي جمعتهما في استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة، كما تشارك مهاجمه ناصر الشمراني بصدارة هدافي المسابقة مع محترف الأهلي، البرازيلي فيكتور سيموز برصيد 21 هدفاً لكل منهما، وحطم حارسه وليد عبدالله الرقم القياسي للحارس الأكثر محافظة على نظافة شباكه بواقع 480 دقيقة، متجاوزاً بذلك حارس الاتفاق فايز السبيعي (452 دقيقة). وعبر الشباب المسابقة بسجل نظيف خال من الهزائم واصلاً إلى 64 نقطة، محققاً 19 انتصاراً مع 7 تعادلات. وافتتح الشباب التسجيل في الدقيقة 19 عن طريق مهاجمه ناصر الشمراني، فيما أدرك الأهلي التعادل في الدقيقة 75 من متابعة قائده تيسير الجاسم. وفقا لمعطيات ما قبل اللقاء، رسمت دقائق الانطلاقة تفاصيل "سيناريو" جاء متوقعا، تمثل في رغبة أهلاوية أكبر لبلوغ مرمى وليد عبدالله قابلها اتزان دفاعي - هجومي شبابي، وتضمنت قائمة الفريقين خيرة العناصر المتوفرة لدى مدربيهما التشيكي كارل ياروليم والبلجيكي ميشيل برودوم، حتى إن الأول استعان بخدمات الكولومبي خايير بالومينو الذي كانت مشاركته في اللقاء مهددة بداعي الإصابة، ورغم المحاولات الخضراء المبكرة التي تعامل الدفاع الشبابي معها بهدوء كان واضحا أن التمريرات الطويلة القادمة من ملعب الشباب باتجاه ويندل وناصر الشمراني ستثير متاعب الأهلاويين بسبب اندفاعهم غير المقنن. وجاء الإنذار الأول عبر ويندل الذي انطلق خلف تمريرة طويلة نحو منطقة جزاء المسيليم إلا أن تدخل كامل المر أنقذ الموقف، ولم يستفد الأهلاويون من هذه الرسالة لمعالجة الأوضاع حتى فاجأهم الشمراني بهدف صاعق مستفيدا من كرة كربونية بعيدة قادمة من المدافع تفاريس وجد نفسه معها وحيدا في مواجهة المسيليم ووضعها في شباكه (19) معقدا الحسابات الأهلاوية مبكرا. وتكرر مشهد التهديد عبر الشمراني نفسه بيد أنه لم يستفد من تمريرة عرضية رائعة من حسن معاذ أمام المسيليم لعبها رأسية برعونة خارج المرمى، حاول بعدها الأهلي العودة إلا أن التنظيم الدفاعي بجانب تعجل لاعبيه أفقد محاولاتهم الخطورة في لحظات سادها التوتر بين بعض لاعبي الفريقين تعامل معها جيداً الحكم الإيطالي ريكاردو دي فيوري الذي أظهر البطاقة الصفراء للشبابي مينيجازو قبلها (26) لاعاقته فيكتور سيموس ثم أظهر أخرى للأهلاوي ياسر الفهمي بداعي الاحتجاج على أحقيته بركلة جزاء عندما تعرض للإعاقة من الأسطا داخل المنطقة المحرمة (29). وحاول فيكتور المفتقد لشريكه الهجومي العماني عماد الحوسني، البحث عن أي ثغرة في دفاعات الشباب عبر المراوغة أحيانا والتسديد في أخرى إلا أن افتقاده المساندة وقف عائقا أمامه، وجاء التهديد الأهلاوي الحقيقي من قدم كماتشو الذي سدد كرة بعيدة تصدى لها وليد عبدالله بصعوبة (38) قبل أن يعود الأخير ليتدخل أمام فيكتور المنفرد تماما بمرماه، متصديا لكرته في وقت كان بإمكان الأخير وبشيء من الدقة والهدوء منح فريقه التعادل مع اللحظات الأخيرة من هذا الشوط. مع بداية الشوط الثاني زج ياروليم بالثنائي محسن العيسى وحسن الراهب كبديلين لبالومينو "المصاب" وياسر الفهمي، سعياً لمهمة البحث عن 3 نقاط جعلت منها محصلة الشوط الأول أكثر تعقيداً، فيما اعتمد برودوم على نفس قائمة البداية، ولم يتأخر الحضور الأخضر كثيراً عندما طار فيكتور لتمريرة المر وحولها برأسه ذهبت إلى المتمركز وليد عبدالله، وأبقى المسيليم على آمال فريقه بتصديه لتسديدة عطيف الزاحفة (52)، وحملت الدقائق التالية سيطرة أهلاوية تامة وسط تراجع شبابي منظم أغلق كل المنافذ المؤدية لمرماهم. وعاد وليد عبدالله ليؤكد حضوره اللافت بإبعاد كرة سددها العيسى (61) بيد أنه وقف متابعاً لكرة أخرى لعبها الراهب مرت أمام مرماه تأخر فيكتور في الوصول إليها (63)، وكان الشباب قبلها خسر ورقته الهجومية الأهم في اللقاء بخروج الشمراني مصاباً ودخول مختار فلاتة الذي حاول لعب دور زميله في كرة وصلته أمام مرمى المسيليم إلا أن الأخير تدخل وأبعدها بقدمه (70)، قرر بعدها ياروليم المجازفة بعبدالرحيم جيزاوي على حساب المدافع المر، وجاءت النتيجة سريعة عبر كرة لعبها جيزاوي نحو فيكتور لعبها برأسه نحو الراهب لحظة دخول وليد عبدالله لتذهب سهلة للجاسم الذي وضعها في المرمى (75) معادلاً الكفة ومشعلاً الدقائق المتبقية. وقتل الراهب فورة فريقه الهجومية بتصرف غير مبرر مع ويندل ليغادر الملعب ببطاقة حمراء (82) عززت من معنويات الشبابيين لإيقاف المد الهجومي لمنافسهم، بل إن فلاتة عبر كرة انفرادية كاد يغلق ملف اللقب عبر انفرادية أنهاها المسيليم، وبدا تأثير طرد الراهب واضحاً، حيث منح أفضلية شبابية عناصرية وفنية أسهمت في تمرير دقائق اللقاء المتبقية لمصلحتهم حتى أكدوها بمغادرة العيسى ببطاقة حمراء أخرى.