أعلن المتمردون الطوارق أمس "استقلال أزواد" في شمال مالي، في خطوة تم رفضها في الخارج وعززت الالتباس في منطقة تهيمن عليها مجموعات إسلامية مسلحة، وهي على شفير "كارثة إنسانية". وقالت الحركة الوطنية لتحرير أزواد إنها قررت "باسم الشعب الأزوادي الحر"، "بشكل لا رجعة فيه إعلان استقلال دولة أزواد"، داعية المجتمع الدولي إلى "الاعتراف بأزواد دولة مستقلة بدون تأخير". ومنطقة أزواد الشاسعة تمتد على مساحة تعادل مساحتي فرنسا وبلجيكا مجتمعتين، وتعد مهد الطوارق. وهي تقع شمال نهر النيجر وتشمل ثلاث مناطق إدارية هي كيدال وتمبكتو وجاو. ورفض الاتحادان الأوروبي والأفريقي وفرنسا، القوة المستعمرة السابقة، الإعلان معتبرين أنه "باطل ولاغ" و"لا قيمة له" على حد قول رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج. وأكد بينغ مجددا على "مبدأ عدم المساس بالحدود التي ورثتها الدول الأفريقية عند حصولها على الاستقلال"، كما شدد على "حرص الاتحاد الأفريقي الشديد على الوحدة الوطنية ووحدة وسلامة أراضي مالي". وبدورها أكدت الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، أن الاتحاد يرفض أي مساس بوحدة وسلامة أراضي مالي. وقالت مايا كوسيانسيتش إن "الاتحاد الأوروبي أكد بوضوح منذ بداية الأزمة تأييده لوحدة وسلامة أراضي مالي". وانضمت فرنسا لقائمة الرافضين، وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية بيرنارد فاليرو "نعتبر إعلان استقلال أزواد من جانب واحد باطلا ولاغيا"، مؤكدا أن فرنسا "تدافع عن وحدة وسلامة أراضي مالي". أما بريطانيا فاكتفت بإغلاق سفارتها في مالي مؤقتا وسحب موظفيها الدبلوماسيين. واختلف موقف الجزائر المجاورة، وكانت أشد حزما، حيث أكد رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى أن بلاده "لن تقبل أبدا بالمساس بوحدة وسلامة أراضي مالي". وقال إن مجموعة الساحل التي تضم الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا "ما زالت ناشطة وستجتمع في الأيام المقبلة في نواكشوط". يذكر أنه بعد أسبوع من الانقلاب العسكري الذي أطاح في 22 مارس الماضي في باماكو بالرئيس أمادو توماني توري، سقطت مناطق كيدال وتمبكتو وجاو بأيدي الحركة الوطنية لتحرير أزواد وحركة أنصار الدين الإسلامية، واللتين يعتقد أنهما تتلقيان مساندة من عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومجموعات أخرى، مما أثار مخاوف من ظهور دولة مارقة جديدة. من جهة أخرى، حذرت منظمة العفو الدولية من أن المنطقة على "شفير كارثة إنسانية كبرى" مشيرة خصوصا إلى خطف فتيات فيها. كما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى استئناف المساعدة الإنسانية في الشمال بسرعة خصوصا لعشرات الآلاف من النازحين بسبب المعارك منذ منتصف يناير الماضي. أما منظمتا أوكسفام وورلد فيجن فعبرتا عن قلقهما من انعكاسات الحظر الكامل الذي فرضته غرب أفريقيا بعد الانقلاب والذي يهدد الأمن الغذائي لملايين الأشخاص. ودعت الجبهة المعادية للانقلابيين في مالي التي تضم أحزابا سياسية ومنظمات، الأممالمتحدة إلى تدخل عاجل "لتجنب كارثة إنسانية في جاو".