أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أنه منذ مايقارب الخمسين عاماً نشأت الجمعيات الخيرية العاملة في خدمة القرآن الكريم المنتشرة في مدن المملكة، مبيناً أن هذه الجمعيات أثمرت ثماراً يانعة وأنتجت خيرا كثيرا وتربى فيها مجموعة من شباب الأمة الذين حفظوا القرآن وأمّوا به المساجد وعلموا وعملوا به. جاء ذلك في كلمته بحفل افتتاح الملتقى التنسيقي الأول للمؤسسات العاملة في خدمة القرآن الكريم في المملكة، الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بهدف تنسيق الجهود المبذولة في خدمة القرآن الكريم، بمشاركة أكثر من150 مؤسسة قرآنية. وبيّن أن انتشار الجمعيات في سائر مساجد بلادنا نعمة عظيمة، مؤكداً أنه يجب أن يكون لها - نظراً لانتشارها وتنوعها - هيئة تنسيقية عليا تعتني بهذه الحلق والجمعيات وتبحث تأخرها وتقدمها ونتائج أعمالها وغيرها من أوجه التنسيق والتكامل، تنسيقاً مؤسسياً. وكان الحفل قد بدىء بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه الدكتور محمد بن سريع السريع كلمةً أوضح فيها أن مجموع من ينتسبون إلى الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة يزيد على 800 ألف طالب وطالبة، مفاخراً بما تحظى به المملكة من أقسام علمية ومؤسسات ومراكز متخصصة في القرآن الكريم وبمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والعديد من القنوات الفضائية والإذاعات المتخصصة. وألقى الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الدكتور محمد بن سالم العوفي كلمة الجهات المشاركة، أشاد فيها بعناية المملكة بالقرآن الكريم، فيما ألقى إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس كلمة أعضاء الشرف، عدّ خلالها الملتقى فتحاً قرآنياً جديداً وعملاً إسلامياً فريداً ونقلةً نوعية في مجال خدمة القرآن الكريم وعلومه. وحث مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا لخيل في كلمته، أهل القرآن الكريم وحفظته على أن يسهموا في تفعيل ما يدعمه ولاة الأمر خدمةً لكتاب الله وسنة نبيه بحكمة وبصيرة وروية يحتاجها الناس اليوم أشد الحاجة لتثبيتهم وبيان الحق لهم ودرء الشرور والفتن والمفاسد عنهم. بعد ذلك، وقّع رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للقرآن الكريم وعلومه الدكتور محمد بن سريع السريع اتفاقيات بين الجمعية والجمعيات والجهات المشاركة العاملة في خدمة القرآن الكريم، كما تم تكريم الجهات المشاركة في الملتقى، حيث قدّمت الجمعية درعا تكريميا لمدير الجامعة. كما افتتح الدكتور سليمان أبالخيل المعرض المصاحب الذي يعرض بدوره جهود المؤسسات والجهات العاملة في خدمة القرآن الكريم في المملكة، فيما بدأت ورشة العمل التدريبية المصاحبة للملتقى.