حذر الاستشاري ورئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض الدكتور سامي الحجار من ارتفاع معدلات انتشار الأمراض الناتجة عن بكتيريا المكورات الرئوية بين الأطفال المعروفة بالاسم العلمي «ستريبتوكوكوس نيومونيا»، والتي تستوطن الجهاز التنفسي العلوي وقد تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم. وأضاف في محاضرة طبية عقدت في الرياض أخيرا أن البكتيريا تتسبب في العديد من الأمراض المعدية الخطيرة بين الأطفال والبالغين على حد سواء مثل التهاب السحايا أو الحمى الشوكية، الالتهاب الرئوي، التهاب الأذن الوسطى، وتجرثم الدم. ولفت الدكتور سامي الحجار إلى أن استخدام اللقاح الواقي من سبع سلالات للمكورات الرئوية قد أظهر فعالية كبيرة وساهم في خفص معدلات الإصابة بمرض المكورات الرئوية الاجتياحي في الولاياتالمتحدةالأمريكية بنسبة 94 في المائة بين عامي 1998م و 2004م، وكذلك ساهم في تخفيض معدلات التنويم في المستشفيات نتيجة الالتهاب الرئوي بشكل عام بنسبة 39 في المائة، وحالات التنويم نتيجة الالتهاب الرئوي الناتج عن المكورات الرئوية الاجتياحية على وجه الخصوص بنسبة 65 في المائة. يشار إلى أن الدراسات البحثية التي أجريت في المملكة واستغرقت أربع سنوات بينت أن معدلات الإصابة بمرض المكورات الرئوية الاجتياحي بين الأطفال وحتى الخامسة من العمر في المملكة تصل إلى 17.4 حالة لكل 100 ألف سنويا، وهي معدلات مقاربة لنظيراتها في الدول الأوروبية وأمريكا. وشملت الدراسة 82 حالة من بين الأطفال وحتى سن الخامسة الذين تعرضوا لأمراض ناتجة عن بكتيريا المكورات الرئوية في كل من المنطقة الوسطى والمنطقة الغربية من المملكة، منها 19 حالة إصابة بالتهاب السحايا أو الحمى الشوكية (بنسبة 23.2 في المائة من إجمالي عدد الحالات)، و 63 حالة إصابة بتجرثم الدم (بنسبة 76.8 في المائة من إجمالي عدد الحالات)، حيث لم يلحظ فروق جوهرية في معدلات الإصابة بين الذكور والإناث، في حين ارتفعت حالات الإصابة بمقدار أربعة أضعاف خلال السنة الأولى من العمر مقارنة بالسنوات الأربع التالية.