بخبرة المتمرس الحاذق جاءت إجابات مدير الكرة الاتحادي السابق والمحلل الرياضي التلفزيوني حمد الصنيع صريحة وشفافة، بل عمد إلى تسمية الأسماء بمسمياتها الحقيقية دونما مواربة أو حذر.. حيث كشف مسببات السقوط الذي سجله الفريق الاتحادي في الموسم الحالي، كونه أحد أكثر من يعرف خفايا وأسرار الفريق الاتحادي، وأبان الكثير من المعضلات التي تسببت في أن يكون فريقا مهلهلا في الاستحقاقات الحالية قابعا في المركز السادس. الصنيع انتقد الإدارة التي يرأسها محمد بن داخل؛ وحدد شخوصا بالأسماء حولوا الاتحاد إلى ثكنة من الضعف، وامتدح المشرفين السابقين حمزة ادريس وحسن خليفة، ولم يبد أية ملاحظات حول الباز، أو الفرحان والفوال، واستغرب الطريقة التي شهدها انتهاء مشوار كل من صالح الصقري ومناف أبو شقير مع الفريق الاتحادي، ونفى أن يكون الفريق الاتحادي بمسمى اللاعب الواحد، كما عرج على كثير من الأمور التي تهم الشارع الاتحادي وخصوصا تعاقداته الأخيرة.. فماذا قال الصنيع: • كيف ترى عطاءات الفريق الكروي بنادي الاتحاد بعد المتغيرات الأخيرة؟ • ما نشاهده في الاتحاد لا نستطيع أن نقول عنه إنه طبيعي، لأن تراجع الأندية الكبيرة لا يكون بهذه الدرجة من السوء، وهناك أمور قد لا تكون ظاهرة على السطح أثرت في نتائج الفريق، ولكني أدرك أن الاتحاد قادر على العودة مجددا، وهو ما تحقق أمام باختاكور، لأنه يمتلك الأساس الجيد، وأعتقد أن المشكلة أن ثمة فجوة كبيرة بين الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين، ولو أن إدارة النادي أتقنت ربط الحلقات بشكل أفضل ستتحسن النتائج بشكل أفضل مما نشاهده الآن في الفترة الحالية، ومن حق الإدارة أن تأخذ الوقت الكافي من أجل تنفيذ مخططاتها واستراتيجياتها وتطبيق منهجها الإداري، كما يجب أن تستفيد من أخطائها. • ولكن.. لماذا هذا الهجوم على الإدارة؟ • الاتحاد من الأندية التي يصعب أن تلعب دون أن تحقق نتائج أو منجزات، لأنه لا يوجد صبر عند الاتحاديين، حتى لو لم تكن هناك بطولات أو نتائج؛ على أقل تقدير أن يقدم الفريق مستويات يقنع بها الجمهور؛ فالمستويات تساعدك على تحقيق ما تفكر فيه مع مرور الوقت، وهذا بالتأكيد ما نتمنى أن نشاهده في المرحلة المقبلة للاتحاد. مسار متعرج • ومن في رأيك المسؤول عن هذا الانحدار ؟ • الخلل حدث في البداية، وأعتقد بأن القناعات التي حضرت بها الإدارة بنيت تحديدا على معطيات خاطئة نتج عنها اتجاه معاكس لطريق النجاح، وبكل تأكيد عندما تكون بعيدا عن المعمعة اليومية تسمع أشياء وتبني عليها مواقفك، وبالتالي تأخذ الأمور مسارا مختلفا.. نعم هناك قرارات غير صحيحة، وبكل تأكيد كل خطوة غير مدروسة تخطوها تبعدك أكثر عن طريق النجاح، وأهم ما في الأمر أن تعرف موعد العلاج دون الإسهاب في الطريق الخاطئ، ودعنا نتحدث عن استقلالية جهاز كرة القدم بالاتحاد، إذ يبدو أنه أهم الأشياء التي يجب أن تطبق، ولا يمكن الاستغناء عن هذا الخيار، لأنه من الصعب أن يكون جهاز الكرة متداخلا مع الإدارة ومع أعضاء مجلس الإدارة.. وبات من الملاحظ أن هناك مسؤولا يتكلم عن الفريق، غير المشرف، وغير رئيس النادي، وتعدد الأدوار وتداخلها أمر غير جيد ويخلق الربكة والتشويش على الفريق بشكل عام، وعندما تنبهت الإدارة لهذا الأمر، راحت إلى تصحيح الكثير من قراراتها ما قادها إلى المسار الصحيح. فوضى عارمة • هل نستطيع القول بأن ذلك فوضى إدارية في الاتحاد؟ • ليس فوضى بقدر ما هو قرار خاطئ، ما نتج عنه تيه العملية الإدارية داخل النادي.. والجميع يعلم أن بعض أعضاء مجلس الإدارة يوزعون مكافآت على اللاعبين، ويعلنون عن تعاقدات محلية وأجنبية، بل نشاهدهم متواجدين في أرضية الملعب قبل المباريات، وهذا خطأ جسيم لم يحصل منذ عام 2003م إلا الآن، وخلال 6 أشهر اختلط الحابل بالنابل، ولكني أتلمس بعض العذر للإدارة، لحداثة تجربتها وقلة خبرتها، حتى من عملوا في السابق مع إدارات مضت تغيرت عليهم الأجواء بشكل كبير، لأن طريقة العمل اختلفت كثيرا عن السابق. دعم مشروط • هل ترى أن التداخلات الإدارية في الفريق فرضها الدعم المادي من الأعضاء في ظل ابتعاد الداعمين ؟ • حتما لا أستطيع الإجابة على هذا التساؤل، ومن الممكن أن توجهه إلى رئيس النادي، لكن ما أعرفه بأن ابن داخل شخصية اتحادية، وهناك محبون للنادي يدعمونه وهم كثر، دون الكشف عن أسمائهم، مثل الأمير طلال بن منصور، وعبد المحسن آل الشيخ، ولم يكن من شروط دعمهم التدخل، وإذا سارت الأمور بغير هذا الشكل بات الأمر بمثابة التجني على تاريخ الاتحاد؛ لأنه من الصعب أن ترزح خدمة نادي عريق كالاتحاد تحت سندان الاشتراط والمساومة. • إذا أنت ترمي إلى أن هناك من حضر من أجل الظهور الإعلامي؟ • قد يكون ذلك.. وهي مسؤولية رئيس النادي، لأنه من يحدد الأدوار، وطالما هناك مشرف لفريق الكرة يفترض أن يمنع اللاعبون من الاجتماع بأي شخص آخر.. لأن ذلك يخلق فراغات مزعجة، ومن الصعب أن تكون مشرفا على الفريق، واللاعبون يتصلون بعضو مجلس إدارة من أجل حل مشاكلهم، وبالتأكيد ستنشأ صدامات ويطفو على السطح إشكاليات كبيرة، ومن واقع خبرتي أرى أن كل هذه الأمور تسببت في تشتت تركيز الفريق. قرارات خاطئة • أيمكن حصر مسببات ظهور الفريق بشكل سيئ إلى هذه الأمور فقط؟ • لا بكل تأكيد، فللجانب الفني دوره الكبير والمهم، ولا تنسى أن الإعداد في بداية الموسم لم يكن بالشكل الجيد، إضافة إلى أن خيارات اللاعبين الأجانب لم تكن موفقة، ولم تكن مبنية على حاجة الفريق، وافتقدت للدقة، ولو لاحظنا أن اللاعبين الأربعة غير مفيدين للاتحاد على الإطلاق، حتى لوكان حسني عبد ربه اسما كبيرا، إلا أنه لم يكن خيارا جيدا، على اعتبار أن الاتحاد لديه كريري و أبو سبعان ومعن الخضري، كما أن انتقال البرازيلي ويندل كان بمثابة خسارة للاتحاد في وقت صعب، والمؤمل أن يستطيع المدرب (كانيدا) توظيف هؤلاء اللاعبين للخروج من نفق هذه الأزمة التي يمر بها الفريق. • طالما أنك تتهم الخيارات.. ما الذي كان يحتاجه الفريق من لاعبين أجانب؟ • الاختيارات في ظني لم تكن عبر المسار الفني قدر الاجتهاد، بدليل أن الاتحاد وهو الفريق المنافس دوما لا يوجد فيه بديل كفء لرأس الحربة يوازي ما يقدمه نايف هزازي، لأن المسابقات تشهد الإيقافات والإصابات ومشاركات المنتخب، وهبوط مستوى اللاعب، ولنا في أندية المقدمة ( الأهلي والشباب والهلال) حيث الجاهزية والبدائل ووفرة الحلول الهجومية، بمعنى أنه لا بد أن يتم اختيار اللاعب حسب حاجة الفريق وفق رؤية المدرب، وحين ذاك يأتي دور الإدارة أو أعضاء الشرف لتقديم مجموعة من اللاعبين الذين يستطيعون إحضارهم، على أن يختار المدرب أحدهم. صنع في الاتحاد • هل تتوقع عودة الاتحاد بشكل مميز في القريب العاجل؟ • الاتحاد من الممكن أن يعود للمنافسة على البطولات المتبقية، فكل الاحتمالات واردة، حال أن يعرف (كانيدا) الطريقة المثلى للاستفادة من قدرات اللاعبين الكبيرة وخبراتهم، ولا ضير في ذلك؛ فقد شهد التاريخ للاعبي الاتحاد صناعتهم للعديد من المدربين أمثال ديمتري وغيره، بمعنى أن الاتحاد ينقصه الاستقرار والتوظيف المثالي للاعبين، دون أن نبخل عليه بالوقت، لأن العبرة ليست المشاركة بأكبر عدد من الأسماء الجديدة، لأن الاستعجال ليس في مصلحة اللاعب الصغير سنا، ولا في مصلحة الفريق، وفي كثير من الأحيان تودي المشاركة غير المقننة إلى نتائج سلبية. • ولكن المشكلة الكبرى حاليا أن هناك انخفاضا واضحا في مستوى اللاعبين؟ • رغم انخفاض المستوى، لكن يظل للاعبي الاتحاد قدرات فنية كبيرة، مثل مبروك زايد، وحمد المنتشري، أسامة المولد، مشعل السعيد، سعود كريري، محمد نور، ونايف هزازي، وإن فقدت بعض هذه الأسماء شيئا من بريقها. • وفي محور الاستقطاب؛ ما هي أفضل صفقات الاتحاد في رأيك؟ • لن يختلف أحد أن مهاجم الفتح أحمد بوعبيد يعد مكسبا كبيرا للفريق، لا سيما أنه صغير في السن ويمتلك الموهبة. • وهل تظن أن إنهاء ارتباط النادي بصالح الصقري ومناف أبوشقير كان قرارا صائبا في هذا الوقت؟ • من أكبر مشاكل الاتحاد (الإحلال) ومنطق الاستغناء عن اللاعبين الكبار بهذا الشكل فيه ما فيه، ولنتخيل أن اللاعب الناشئ في النادي كان ينظر للصقري ومناف على أنهما نجمان كبيران ويطمح التقاط الصور معهما وفي النهاية يفاجأ أن يجدهما يخرجان من النادي بهذه الصورة، وللأسف أبو شقير يلعب (20) عاما يعطي ويضحي وكذلك الصقري وتنتهي علاقتهما بشكل تراجيدي محزن، وهنا أنا لست ضد إنهاء الارتباط مع أي لاعب، لكن الاستبعاد لم يكن بالطريقة الجيدة، والوقت لم يكن مناسبا على الإطلاق، والسؤال السهل الممتنع (لماذا لم ينتظروا إلى نهاية الموسم) والسؤال الأكثر غرابة أين بديل الصقري. السم في الدسم • كيف تقرأ هذه المتناقضات كما تراها ؟ • أقرأها بشفافية، وبرأيي خاطئة ولم يحسن توقيتها، بل أتمنى من الشخص الذي اتخذ قرار إبعاد صالح الصقري؛ وقرر إحضار الحريري كبديل له أن يظهر للملأ ويقول بكل شجاعة أنه اخطأ، إذا كان حضر فعلا لخدمة الاتحاد بكل إخلاص، وبالتأكيد القرار غير سليم من الناحيتين الإدارية والفنية. • هل توافق الرأي القائل إن استبعاد الصقري ومناف بسبب علاقتهما مع حمد الصنيع؟ • مثل هذا الرأي لا يدخل العقل، ولا أتوقع أن يكون مرده إلى ذلك، ولم ألمس من خلال حديثي مع رئيس النادي محمد بن داخل أية صلة لفك ارتباط النادي مع اللاعبين (الصقري ومناف) لأجل علاقتهما بحمد أو غيره، ولكني سأحذر التفوه بأي علاقة لي مع أي لاعب حتى لا يتم الاستغناء عنه. سبع صنايع • أسماء كثيرة مرت على الجهاز الإداري بالفريق عبد الله فوال جمال فرحان الدكتور محمد السليمان وأخيرا عيد الجهني.. ما تعليقك ؟ • جمال فرحان وعبد الله فوال من أبناء النادي، ولا يمكن التقليل من دوريهما أو المزايدة على حبهما للنادي، ولكني يقينا أعتقد أن ظروف النادي لم تساعدهما وضيق الوقت لم يخدمهما، وهما كفاءة إدارية لا غبار عليها، و السليمان شخصيا لا أعرفه، ولكني أسمع عنه، وفي ظني أن الشخص الذي يتواجد في كل مكان، يوم طبيب نفساني، وآخر مدير احتراف، وثالث مدير كرة، وأحيانا مترجما، من الصعب أن يعطي، أو يلم بكافة الأدوار، ومن الطبيعي أنه يحتاج إلى كسب الخبرة في أول سنة، ودعني أذكرك والقراء الأعزاء أن ما شاهدناه في مباراة الاتحاد والهلال الأخيرة تواجد أكثر من خمسة أشخاص على مقاعد الاحتياط، وهذا الأمر مخالف، بل لم يحدث منذ (10) سنوات، ويشتت تركيز المدرب واللاعبين، لذلك دوما تحتاج إلى الخبرة الإدارية. - لو أني انتظرت يوما الإنصاف، لتحدثت بكل ما عندي منذ زمن، لكن ما يهمني هو خدمة الاتحاد, ففي الوقت الذي لم استطع خدمة الاتحاد قدمت استقالتي بهدوء، وبدون بلبلة تزعزع النادي ويهمني في المقام الآخر أن يأخذ الاتحاد حقه من الناس الذين ظلموه وظللوا جماهيره بمعلومات خاطئة، وحاولوا تشويه صورته، بل أتمنى من الاتحاديين أن ينصفوا ناديهم.