يتوارث الباعة في سوق الكمبيوتر القابع شمال مدينة الرياض، الذي يعرف في الأوساط الشعبية باسم "حراج الكمبيوتر"، مهمة بيع الأقراص المنسوخة والمقلدة لمرتادي السوق، وفي الوقت الذي تصادر فيه السلطات المحلية بشكل شبه دوري الآلاف من تلك الأقراص والبرامج المقلدة إلا أن "جماعات التوزيع" تصر على تحدي كل الجهود الرامية لضبط السوق. وفي الوقت الذي يتوجه فيه المواطن إلى سوق الكمبيوتر، يفاجأ بمنظر تجمهر العمالة الوافدة عليه لعرض الأقراص المنسوخة، ولا يزال هذا المنظر حبيس الصورة منذ أكثر من 13 عاماً، ورغم تحذيرات وزارة الإعلام والجهات الرقابية وفرض عقوبات وغرامات مالية إلا أن الباعة المتجولين لا يزالون يمارسون تلك الهواية. "الوطن" في جولتها التقت بأحد البائعين في المحلات التجارية، خالد عبدالمنعم أكد أن العمالة الوافدة ما زالت تمارس عملية بيع الأقراص المنسوخة منذ أكثر من عقد من الزمان، مشيراً إلى أن البلدية تأتي في زيارات بين فترات متفاوتة للوقوف على البيع العشوائي للعمالة الوافدة، ولفت إلى أن الجهات الرقابية تلقي القبض عليهم وتصادر ما بحوزتهم ،إلا أنهم يخرجون بكفالة بعد دفع مبلغ زهيد جداً ويعودون لممارسة العمل مرة أخرى، وأوضح عبدالمنعم أن هؤلاء العمالة لا يكتفون بعملية بيع الأقراص المنسوخة، بل يتجاوز ذلك إلى بيع العطور التقليدية وبعض المأكولات الشعبية. وخلال جولتها التقت "الوطن" أولئك الباعة على الرصيف المقابل للسوق التجاري، ويتحدث أنس، أحد البائعين للأقراص المنسوخة، أنه في وقت سابق كانوا يبيعون الأقراص المنسوخة من خلال عرض البضاعة في السيارة، إلا أن وزارة الثقافة والإعلام في إحدى جولاتها التفتيشية فرضت عليهم غرامات تجاوزت ال 20 ألف ريال وصادرت بعض السيارات التي كانت تستخدم كوسيلة في عملية البيع، ورغم المخالفات التي رصدت من قبل الوزارة والجهات المعنية، إلا أن أنس أكد عودتهم لممارسة عملية البيع علناً أمام المحلات التجارية، وعزا ذلك إلى أن الجهات الرقابية في أثناء حملتها وتفتيشها على المحلات والسوق، تقوم بالقبض على العمالة ومصادرة ما بحوزتهم من مخالفات ومن ثم يتم إخراجهم بكفالة وبمبلغ زهيد جداً، مقابل الأرباح العالية التي يجنونها من بيع الأقراص المنسوخة. إلى ذلك، لجأ بعض العمالة الآخرين لممارسة عملية البيع خفية من الجهات الرقابية، وأكدوا أنهم يمارسون العمل منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أنه يمارس عملية البيع بشكل يومي منذ الصباح الباكر حتى منتصف الليل، مؤكداً أن الدخل اليومي في وسط الأسبوع لا يتجاوز ال 300 ريال، وفي إجازة نهاية الأسبوع لا يتجاوز 600 ريال، وأكد أنه خلال الجولة التي تقوم بها الجهات الرقابية في تلك المنطقة، يكون الهروب لبضع ساعات هي الطريقة الآمنة ومن ثم العودة إلى المكان نفسه لممارسة عملية البيع بعد مغادرتهم، وعاد وأكد أن مصادر تلك الأقراص تكون من مواقع الإنترنت، وأسواق الجنوب "البطحاء"، حيث يقومون بشرائه بثمن بخس جداً ومن ثم بيعه على المستهلك بسعر آخر ومختلف ومرتفع جداً، يصل إلى 10 ريالات للقرص الواحد، أي بما يعادل 90% ربحا مؤكدا يحصل عليه البائع من المستهلك الواحد فقط.