تعلن الفوضى والعشوائية عن نفسها بقوة في حراج ابن قاسم العريق في الرياض، فمن سيطرة العمالة الوافدة على مجريات البيع والشراء إلى الازدحام المروري في مداخل ومخارج السوق وفي مساراته المصابة بالترهل إلى بيع السلع المضروبة والمواد الإعلامية المنسوخة. «عكاظ» زارت السوق وكشفت الوجه الآخر لعمليات البيع والشراء، والتقت عددا من الباعة والمشترين والذين أجمعوا أن الفوضى هي العنوان الساطع لهذا السوق الذي يبلغ من العمر نحو ستة عقود. عندما تطأ أقدام الزائر للحراج فإنه يلاحظ منذ الوهلة الأولى العشوائية والفوضى التي يعيشها السوق ويعيش التخبط وعدم التنظيم، فموقعه على الدائري الجنوبي الذي يكتظ بالمارة سهل انتشار الازدحام والفوضى. يقول لؤي كريري إن السوق يعيش في فوضى عارمة والسلع مرمية على الأرض والازدحام يتصاعد بصورة قوية في عطلة نهاية الأسبوع، حيث تكتم الحركة المروية أنفاس السوق ويصبح مثل شيخ مريض مصاب بالربو وقائمة طويلة من الأمراض. وقال محمد الشهري، زائر للحراج، «مع مرور الأيام تزداد الحاجة لتدخل الجهات المعنية بالسوق لإيجاد تنظيم كبير للسوق الذي يعاني الإهمال وعدم التنظيم وتناثر المبيعات في الشوارع بشكل عشوائي». ومن جانبه، قال محمد الدوسري، إن الباعة الوافدين في الحراج يعرضون تشكيلات من السلع غير معروفة المنشأ، مثل الإطارات ولا نعلم مصدر هذه المعروضات ومن أين أتت؟، إذن فإن الضرورة تقتضي قيام لجان بالكشف عن كامل مشهد السوق ووضع حد للفوضى والعشوائية في مساراته. وفي نفس السياق، أكد عبدالله الشهراني أن الحراج بحاجة إلى سعودة المحال الموجودة في السوق وعدم ترك المجال للعمالة الوافدة للعبث به، فهم بالفعل يعبثون بالسوق من خلال الأسعار ومن خلال ما يقدم في بسطاتهم من المواد المستهلكة بمختلف أنواعها. من جهته، أكد عدد من الباعة المتواجدين في حراج ابن قاسم أن لديهم العديد من المطالب، ومن هؤلاء يقول أبو سامي إن أبرز مطالبهم هي إيجاد مظلات للباعة في الأماكن التي نبيع فيها تحت الشمس وتحت الظروف الجوية السيئة من غبار وأمطار. ومن جانبه، طالب وليد علي بتوفير حراسات أمنية مكثفة للحراج، فالحراج على حد قوله يعاني من قلة الحراسات الأمنية إضافة إلى هذا المطلب أتمنى ضرورة تواجد فرع للدفاع المدني، لأن السوق يحتوي على أخشاب وأثاث وأدوات كهربائية سريعة الاشتعال ودائما ما تحدث حرائق في قسم الأثاث والمستودعات الواقعة خلف الحراج. من جهته، طالب سعيد العمري من الجهات المعنية في السوق اعتماد آلية للتنظيم وأن يكون البيع وفق مواقع مخططة وأن لا يبيع من هب ودب، وآمل منع العمالة الوافدة من البيع. وقال المقيم هاني الصالح إن السوق زاخر بالسيديهات المنسوخة، وهي تتضمن مواد غنائية للكثير من الفنانين والبرامج وهي تباع بأسعار متهاودة جدا لذا يقبل عليها المشترون. من جهته، قال ل «عكاظ» المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن الهزاع إن الوزارة تنفذ حملات تفتيشية وإن هناك مفتشين مكلفين بتنفيذ حملات مفاجئة في عدد من الأماكن، من ضمنها الحراج لمصادرة كل ما هو مقلد، وسبق أن صادرنا عشرات الآلاف من المواد المقلدة، مشيدا بالتعاون الحاصل بين وزارته والجهات الأمنية والأمانة في ضبط المواد المقلدة، مؤكدا أن الموضوع مهم جدا ويحتاج إلى عمل كبير ولا يحتاج إلى تقاعس. من جهته، قال نائب رئيس المجلس البلدي في الرياض المهندس طارق بن عثمان القصبي، إن «المجلس لم يستقبل أية شكوى عن حراج ابن قاسم، وكما تعلم نحن مهمتنا في المجلس رقابية وليست تنفيذية».