عندما تناقلت المواقع الإلكترونية وبعض الصحف المحلية خبر تجمع بعض الطالبات بكلية الآداب والعلوم للبنات الواقعة على طريق الملك عبدالله الرابط بين مدينة أبها ومحافظة أحد رفيدة، ظننت أن الأمر لا يتعدى حماس الشباب، لكني ذهلت حقيقة عندما تبين لي أن مطالبات هؤلاء الطالبات تتلخص في ضرورة التخلص من النفايات المتراكمة لعدة أيام وإغلاق دورات المياه وعدم توفير المقاعد الدراسية للطالبات فضلاً عن سوء المعاملة التي تواجهها الطالبات من منسوبات الكلية. يبدو لي أن المطالبة منطقية ومعقولة بل إن ما أشير إليه إن صح وقوعه فعلاً يشكل جريمة تستحق العقاب. وإني لأستغرب جداً أن يصل الأمر في الكلية إلى هذه الدرجة من الإهمال وعدم الاهتمام بفلذات الأكباد، وهل أصبحت الجامعة عاجزة عن تأمين العدد الكافي من عمال النظافة وصيانة دورات المياه وتأمين مقاعد دراسية للطالبات مع أن ميزانيتها لهذا العام قد بلغت ثلاثة مليارات وثمانية وأربعين مليوناً وثلاثمئة وثمانية وسبعين ألف ريال. إن الدولة بعد تخصيص هذا الرقم الخيالي لم تقصر في حق الجامعة وطلابها بنين وبنات لكن يبدو لي أن التقصير والتراخي والإهمال يعود إلى الجهات التنفيذية بالجامعة. وقد أحسن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد صنعاً عندما أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في الموضوع ولكني أرجو أن تكون اللجنة على مستوى المسؤولية وأن تباشر مهمتها بأمانة وحيادية وموضوعية، وأن تكشف الحقائق للمجتمع عبر بيانات متتابعة حول سير التحقيق وتحديد المسؤولية وتقديم من يثبت التحقيق إدانته للمحاكمة. وإني أطلب من اللجنة الموقرة حال تشكيلها ومباشرتها لمهمتها أن تبدأ بمراجعة الوضع في صندوق الطالبات الذي يستقطع لصالحه شهرياً مبلغ 100 ريال شهرياً من مكافأة كل طالبة فإذا كانت الكلية المذكورة تضم سبعة آلاف طالبة فإن المستقطع لصالح الصندوق يصل على سبعمئة ألف ريال شهرياً يمكن من خلال هذا المبلغ إجراء بعض الإصلاحات العاجلة أو تأمين بعض الطلبات الضرورية حتى يتم صرف المبلغ من ميزانية الجامعة التي تجاوزت ثلاثة مليارات ريال. أرجو أن تراجع اللجنة لائحة الصندوق وتتأكد من تشكيل مجلس إدارته حسب اللائحة، وما إذا كان المجلس يضم في عضويته عدداً من الطالبات وسيدات المجتمع كما تنص على ذلك لائحته، وتتأكد من سلامة الصرف منه وما إذا كان يستغل في أغراض أخرى خارجة عن أهدافه، كما أرجو من اللجنة أن تبحث ضمن مهمتها ما هي المشروعات والإضافات والإصلاحات التي تمت على مبنى الكلية الذي أقيم من ميزانية الرئاسة العامة لتعليم البنات قبل إلغائها وقبل ضم الكلية إلى جامعة الملك خالد، وأن تخرج تقريرا متكاملا يرضي الله أولاً ثم ولاة الأمر ثانياً، ثم فلذات الأكباد اللاتي طفح بهن الكيل فلم يجدن فرصة سوى التجمعات في فناء الكلية تعبيراً عن عدم الرضا لما آل إليه الوضع في إحدى كليات جامعة الملك خالد.