أكد خبراء اقتصاديون وعقاريون أن سوق الأسهم السعودية بدأ يدق المسمار الأخير في نعش السوق العقارية، موضحين أن العقاريين يخطئون عندما يرددون مقولتهم الشهيرة بأن "العقار الولد البار"، وقالوا "العقار الولد البار صحيح ولكن عندما تكون هنالك عوائد سنوية من مبان عقارية مستثمرة، إلا أن الأرض الفضاء تعتبر ولدا ضالا لأنها في نهاية المطاف تضر بمصالح الجميع". وأكد خبير عقاري تحدث إلى "الوطن" أمس أن السوق العقارية عرض وطلب، مبينا أن العقارات معرضة للمضاربات كغيرها من السلع، فيما أكد اقتصاديون أن ارتفاع سيولة سوق الأسهم خلال الأسابيع القليلة الماضية هو نتيجة لخروج جزء من سيولة المضاربين في الأراضي الواقعة خارج نطاق الخدمات واتجاهها إلى الأسهم. وفي جولة ل"الوطن" على عدد من مخططات الأراضي الواقعة على أطراف الرياض أمس الأول، اشتكى أصحاب مكاتب عقارية من تراجع حجم الصفقات المنفذة، مؤكدين بأن هنالك من بدأ يعرض أراضيه التي يمتلكها بأقل من سعر السوق بنسبة تصل إلى 30% بهدف بيعها وتوفير السيولة. وأرجع نائب رئيس اللجنة الوطنية العقارية المهندس محمد الخليل في حديث إلى "الوطن" أمس ما يحدث من تراجع في أسعار أراضي المنح إلى أن السوق عرض وطلب، مضيفا "كما أن جزءا من هذه الأراضي تفتقد للخدمات، لذلك أسعارها خاضعة للمضاربات التي قد تحدث فيها، والمضاربة موجودة في معظم السلع وليست في الأراضي فقط". من جهة أخرى، قال الخبير الاقتصادي فضل البوعينين في حديث إلى "الوطن" أمس: "إن جزءا من سيولة سوق الأسهم المرتفعة في الأسابيع القليلة الماضية كانت قادمة من عدد من مضاربي سوق العقارات بعد أن وجدوا أن الاستثمار في سوق الأسهم يحقق لهم أرباحا أكبر من أرباحهم في السوق العقارية". وأشار البوعينين أن هناك 3 أسباب رئيسية دفعت العقاريين للاستثمار بالأسهم، موضحا أن هذه الأسباب على التوالي هي تحقيقهم مكاسب ضخمة من سوق العقارات، ووصول أسعار العقارات للقمة خلال الأشهر القليلة الماضية، بالإضافة إلى بداية تحقيق سوق الأسهم أرباحا كبيرة تعتبر أداة جذب لسيولة العقاريين. وتابع حديثه قائلا: "يجب أن نؤمن بأن هناك دورات اقتصادية في جميع القطاعات، واعتقد أننا اليوم في نهاية الدورة الاقتصادية الصاعدة لسوق العقار وبداية الدورة الجديدة لسوق الأسهم"، مضيفا "فيما يردده العقاريون بأن العقار الولد البار، فإن ذلك صحيح، لكن بشرط أن يكون هذا العقار مستثمرا بأرباح سنوية كالعقارات المبنية. أما بالنسبة للأرض الفضاء فإنني اعتقد أنه ابن ضال، وليس بارا، لأنه يضر بالاقتصاد والمجتمع ويضر بصاحب الأرض دون أن يشعر". وقال البوعينين: "حتى اليوم عندما نقارن الفرص البديلة نجد أن عائد العقار المستثمر مازال جيدا ويقع عند 9 أو 10% من قيمة التكلفة كعائد استثماري، ومن الخطأ أن نتحدث عن التحول الكلي لسوق الأسهم، ولكنه بطبيعة الحال تحول جزئي سيجعل السوق العقارية تمر بمرحلة ركود وتصحيح سعري خلال الفترة المقبلة". وأكد على أن هنالك علاقة عكسية بين سوق العقارات وسوق الأسهم، مضيفا "سوق الأسهم يدق المسمار الأخير في نعش السوق العقارية". من جهة أخرى، أكد الخبير الاقتصادي فهد المشاري أن استمرار العطاء الجيد لسوق الأسهم سيعزز من فرصة جذب سيولة العقاريين بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، وقال "الدورات الاقتصادية يجب أن تحدث، ولكن ما زال هنالك مستثمرين يدرسون استثماراتهم بشكل أعمق، حتى يتمكنوا من الوصول إلى القرار الصحيح".