يودع أهالي العاصمة المقدسة خلال الأيام القليلة المقبلة أشهر مبنى في ميدان الخريق بحي "الغزة" في المنطقة المركزية المجاورة للحرم المكي الشريف، إذ نزعت ملكية هذا المبنى لصالح مشروع تطوير الساحات الشمالية. الذي اشتهر بمقر للمؤسسة العامة للبريد هناك، واعتاد الزائرين للحرم وسكان المنطقة على مشاهدته لمدة تتجاوز ربع قرن. هذا المبنى الذي ستتم إزالته، أنشأ في التسعينات الهجرية، وتحديدا قبل نحو 37 عاما، ويتكون من سبعة طوابق، وتكمن أهميته في كونه معلما عمرانيا بارزا في المنطقة المركزية للحرم الشريف، وأصبح منذ إنشائه يمثل علامة يستدل بها كل من قصد الحرم المنطقة المركزية، إذ كان موظفو البريد يتفاخرون بمبنى إداراتهم. معتبرين أنه الأفضل تصميما وتنظيما بين كافة الإدارات الحكومية بالعاصمة المقدسة آنذاك. وما زاده شهرة، كثرة تردد أهالي العاصمة المقدسة والمقيمين فيها والزوار والمعتمرين عليه، بغرض إرسائل الرسائل لذويهم داخل وخارج السعودية، ورفع البرقيات إلى المسؤولين في الوزارات والجهات الحكومية الأخرى، قبل أن تتسع دوائر التقنية وتصبح البرقيات والرسائل عن طريق الهواتف المحمولة والإنترنت. وفي هذا الشأن أوضح مدير عام البريد بمنطقة مكةالمكرمة المهندس سمير نحاس، أنه جار البحث عن مبنى بديل ليكون مقرا لإدارة بريد العاصمة المقدسة، وتم التركيز على البحث خارج المنطقة المركزية للحرم الشريف، لأن هذه المنطقة أصبحت تعج بالفنادق والوحدات السكنية المعدة لإسكان الحجاج والمعتمرين، وسيتم الاكتفاء بتوفير مكاتب بريدية لخدمة الزوار داخل المنطقة المركزية للحرم الشريف.