أعادت الخلية الإرهابية التي يتزعمها "صالح العوفي" المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة في المملكة، مسألة الارتباط الخارجي للتنظيم الإرهابي، وذلك خلال مجريات محاكمة أفرادها في العاصمة الرياض، حيث كشفت المعلومات عن صلة أفراد الخلية بشخص يدعى "طالوت البريطاني" كان له دور في توفير جهاز اتصال لاسلكي أفقي من خارج المملكة وجهاز لاقط صوت (تنصت) وجواز سفر فرنسي باسم زعيم الخلية. 55 متهما وفتحت المحكمة الجزائية المتخصصة أمس وأول من أمس ملف خلية اتهمت بالإرهاب يتزعمها صالح العوفي تضم 55 متهما، منهم 54 سعوديا ومتهم يمني واحد، فيما وجه الادعاء العام إلى أفرادها الاتهام بالانضمام إلى خلية إرهابية داخل البلاد تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي بزعامة صالح العوفي، والتآمر بارتكاب كل منهم عددا من الأدوار الإجرامية لتنفيذ مخططات الخلية التي تضمنت الاعتداء الإرهابي على القنصلية الأميركية بمحافظة جدة واحتجاز رهائن فيها واستخدامهم دروعا بشرية، ومقاومة رجال الأمن بإطلاق النار وإلقاء القنابل عليهم، والشروع في تنفيذ عمليات إرهابية لاختطاف أو اغتيال مسؤولين ورجال أمن ومستأمنين واستهداف منشآت أمنية ونفطية واختطاف طائرات مدنية. وتضمنت التهم أيضاً التستر على مطلوبين أمنيا وإيواءهم ونقلهم، ودعم التنظيم الإرهابي بالعنصر البشري، وشراء وحيازة الأسلحة والتدرب والتدريب على استخدامها بقصد الإخلال بالأمن ودعم التنظيم الإرهابي بها والتستر على المتاجرين فيها، وتمويل الإرهاب والعمليات الإرهابية والسطو المسلح للاستيلاء على الأموال واستخدامها في دعم الإرهاب، ودعم التنظيم الإرهابي إعلاميا، والافتيات على ولي الأمر والخروج عن طاعته بالسفر أو الشروع بالسفر إلى مناطق تشهد اضطرابا للمشاركة في القتال فيها أو ترتيب وتنسيق سفر آخرين لذات القصد. لائحة الدعوى وبدأت المحكمة الجزائية في الاستماع إلى لائحة الدعوى العامة أول من أمس بحضور المدّعَى عليهم الأول والثاني والثالث والخامس وممثلي هيئة حقوق الإنسان، فيما عقدت الجلسة الثانية لنظر هذه القضية أمس بحضور المدّعى عليهم الرابع والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر إلى جانب ممثلي حقوق الإنسان، فيما تسلم المتهمون نسخة من لائحة الدعوى للرد عليها في موعد تحدده المحكمة بعد استكمال جلسات الاستماع لجميع المدّعى عليهم في القضية. وأوضحت المحكمة لكل متهم بأن له الحق في الاستعانة بمحامٍ للدفاع عنه وأنه في حال عجزه عن تحمل أتعاب المحامي تتولى وزارة العدل تعيين محامٍ له، فيما لم يسمح قاضي الجلسة بحضور مراسلي وسائل الإعلام بناءً على طلب المدعى عليهم. عناق وتهامس وحضر 6 متهمين أمس إلى قاعة المحكمة وأخذ كل منهم مكانه في قاعة المحاكمة بعد أن تعانقوا في سلام حار فيما بينهم ليبدأوا في التهامس حتى حضور القاضي إلا أن حماس أحدهم لم يقطع حديثه مع صاحبه الذي كان يتخذ مكانه في الأمام واقفا بالقرب منه مما أجبر القاضي على أمره بالجلوس والالتزام بالهدوء. وما أن بدأ المدعي العام تلاوة التهم حتى طلب أحد المتهمين من القاضي منع الصحفيين من الحضور مبررا طلبه بأن حضورهم سيكون له مردود سلبي عليهم الأمر الذي استجاب له القاضي. 30 تهمة ل"الثامن" ووجه المدعي العام خلال اليومين الماضيين 136 تهمة ل10 متهمين من أصل 55 متهما كان للمتهم الثامن النصيب الأكبر منها ب 30 تهمة، فيما كان المتهم الثالث أقل المتهمين من حيث التهم الموجهة إليه ب6 تهم. وأكد مراقبون خطورة تلك الخلية نظراً للتهم الموجهة إلى أفرادها وأخطرها الاشتراك في العملية الإرهابية التي استهدفت مبنى القنصلية الأميركية بجدة بعد استلام أحد المتهمين مخطط لمبنى القنصلية الأميركية وحرصهم على الخروج لمنطقة برية والتدرب على اللياقة البدنية وإطلاق النار، والسفر بطريقة غير مشروعة لخدمة التنظيم الإرهابي حيث سافر أحد المتهمين إلى الفلبين والالتقاء ببعض قادة الجماعات المسلحة وبعض قادة التنظيم الإرهابي خالد الحاج. وسافر أحدهم إلى باكستان والتدرب على عدة أسلحة بأحد المعسكرات التابعة لتنظيم "لشكر طيبة" بقصد القتال، وآخر إلى السودان للقاء أحد الأشخاص في سورية يدعى "أبو جبل" وتقديم 32 ألف دولار دعما للمقاتلين في العراق، فيما اتهم أحدهم بالسفر إلى السودان وحصوله على جواز سفر سوداني مزوَّر من أجل الخروج به إلى العراق. وكان الدعم حاضرا من بين تلك التهم الموجهة لأعضاء خلية "العوفي" حيث اتهم بعض المتهمين بدعم التنظيم الإرهابي من ناحية وسائل الاتصال وذلك من خلال استقباله شرائح هواتف جوال بريطانية مرسلة من أحد الأشخاص من بريطانيا بقصد إيصالها لزعيم الخلية وقيامه بتسليم الأغراض لمندوب زعيم الخلية بعد التنسيق معه في ذلك. وحرص المتهمون بالانضمام للخلية الإرهابية على السرية التامة حيث شملت التهم تستر بعضهم على عملية إرهابية يعتزم التنظيم الإرهابي القيام بها تتمثل في الهجوم مباشرة على طائرة أجنبية في مطار الملك خالد الدولي بالرياض أثناء استعدادها للإقلاع وحجز ركابها والمساومة بهم لإطلاق سراح المحتجزين في غوانتنامو ومن ثم قتل الرهائن وعدم الإبلاغ عن ذلك، بعدما أخبره زعيم الخلية عنها وتستر أحدهم على عملية اغتيال أحد المستأمنين داخل البلاد من الجنسية الفرنسية. أفكار إرهابية ولم تتوقف التهم الموجهة لأعضاء الخلية بالإضرار بالأغراب بل امتدت إلى اتهام أحدهم بتهديد والده بالقيام بعملية انتحارية داخل البلاد إن لم يسلمه جواز سفره للخروج للعراق والقتال هناك، فيما اتهم أحدهم بعرض فكرة القيام بعملية انتحارية تستهدف سجن المباحث العامة بالرويس بجدة على أعضاء الخلية الإرهابية من الأشخاص التشاديين بقصد إطلاق سراح أعضاء التنظيم الإرهابي الموقوفين هناك ورغبته الجادة في القيام بتلك العملية الإرهابية ووصفها "بالاستشهادية". وكان المتهمون وفقاً للتهم الموجهة إليهم على علاقة بأشخاص في الخارج حيث اتهم أحدهم باستضافته أحد أعضاء التنظيم الإرهابي من خارج المملكة يدعى "طالوت البريطاني" بترتيب وتنسيق لقاء بينه وبين زعيم الخلية في منزله حيث سلم طالوت لزعيم الخلية جهاز اتصال لاسلكي أفقي وجهاز لاقط صوت "تنصت" وجواز سفر فرنسي باسم زعيم الخلية، فيما اتهم آخر بارتباطه بخلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي مكونة من مجموعة أشخاص تشاديي الجنسية بزعامة أحد الموقوفين من الجنسية التشادية قامت بعمليات السطو المسلح على عدد من المواقع في محافظة جدة وتقديم الدعم لهذه الخلية وسعيه لمشاركتها في عملياتها الإرهابية. وأعادت التهم الموجهة من قبل المدعي العام لعناصر الخلية الإرهابيه الذاكرة إلى حادثة الهجوم على القنصلية الأميركية بجدة قبل أعوام والتي كان الهدف منها اختطاف القنصل الأميركي والمساومة عليه بإطلاق سراح بعض المطلوبين ووجه المدعي العام تهما إلى بعضهم بخروج أحدهم من السيارة بعد الدخول إلى مبنى القنصلية الداخلية وإطلاق النار باتجاه البوابة بقصد اقتحام المبنى، والاتجاه إلى مكاتب الموظفين بعد تعذر اقتحام المبنى من الداخل وإحضار الرهائن وأخذ كمامات من داخل المكاتب، والاشتراك مع بعض أفراد الخلية في سلب جميع مابحوزة الرهائن من أموال وهواتف نقالة، وحراسة أحد المتهمين الرهائن بعد إحضارهم من عدة مواقع من المبنى، وكذلك الاشتراك في إشعال النار في المبنى الخلفي لمبنى القنصلية، واستخدام الرهائن درعا بشريا بعد مداهمة قوات الطواريء للموقع، وإطلاق النار على رجال الأمن وإلقاء القنابل عليهم وتعبئة مخازن الأسلحة التي بحوزة بقية أعضاء الخلية بالذخيرة أثناء مقاومة رجال الأمن. وكان من بين تلك التهم الموجهة للمتهمين بالانضمام لخلية "العوفي" الخروج على ولي الأمر وتأييد تنظيم القاعدة ورموزة والتستر والتجنيد وتسهيل سفر الشباب إلى الأماكن المضطربة إضافة إلى حيازة كثير من الأسلحة وأجهزة الحاسوب التي تحوي مواد مؤيدة للأعمال الإرهابية.