علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن خلية إرهابية كان يتزعمها صالح العوفي أحد قيادات تنظيم «القاعدة» في السعودية قبل مقتله، خططت لاستهداف قصري خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده آنذاك الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وقامت – في سياق نية التنفيذ - بتصوير الموقعين. ووردت تلك المعلومات أثناء سماع لائحة الدعوى أمس خلال مثول 11 عنصراً ضمن 55 آخرين في الخلية أمام محكمة جزائية متخصصة في الرياض. وشارك أحد المتهمين في اقتحام القنصلية الأميركية في جدة العام 2004، فيما خطط آخرون لاستهداف مصفاة نفطية في رابغ، واختطاف طائرة أجنبية في مطار الملك خالد الدولي في الرياض. وأوضحت مصادر ل «الحياة» أن المتهم ال11 شرع في تصوير قصرين، أحدهما للملك عبدالله والآخر للأمير سلطان، ليكونا هدفاً للتنظيم. وذكر ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام في لائحة الدعوى أن المتهم نفسه شرع في تصوير مصفاة رابغ بهاتف محمول يملكه أحد أعضاء التنظيم، بقصد تفجيرها. وقال ممثل الادعاء العام إن المتهم ال11 يملك علاقة قوية بعدد من قيادات «القاعدة» في السعودية الذين قتلوا في مواجهات أمنية، وبينهم عبدالعزيز المقرن وصالح العوفي ووليد الردادي الذين كانوا مطلوبين على قوائم السلطات الأمنية. وأشار ممثل الادعاء العام إلى أن المتهم الخامس شارك في تكوين خلية إرهابية للقيام بأعمال إجرامية داخل البلاد، منها استهداف القنصلية الأميركية في جدة، اذ قام برصد مبناها بالصعود إلى الطبقة الثالثة في مبنى مستشفى قريب من المكان، لكشف نظام الحراسات، ونقل المعلومات التي جمعها إلى أحد المشاركين من منفذي الاعتداء. وأضاف: «انتقل المتهم السادس من المدينةالمنورة إلى جدة برفقة أعضاء الخلية متجاوزين نقاط التفتيش عبر طرق برية، ودخل إلى مقر القنصلية الأميركية مع عناصر الخلية عنوة قبل إغلاق البوابة أثناء دخول إحدى السيارات، والاشتراك في إطلاق النار على سيارات متجهة الى القنصلية الأميركية بجدة بقصد قتل من فيها». ولفت الادعاء العام إلى أن المتهم السادس خرج من السيارة بعد دخوله مبنى القنصلية الداخلي، وأطلق النار باتجاه البوابة بقصد اقتحام المبنى، وقام برفقة عناصر الخلية بالاتجاه إلى مكاتب الموظفين، بعدما تعذر عليه اقتحام المبنى من الداخل وإحضار الرهائن، واخذ «كمامات» من داخل المكاتب. وأضاف: «اشترك المتهم مع بعض أفراد الخلية في سلب جميع ما بحوزة الرهائن من أموال وهواتف محمولة، وقام بحراسة الرهائن بعد إحضارهم من مواقع عدة من داخل المبنى، واشترك في إشعال النار في المبنى الخلفي للقنصلية، واستخدام الرهائن درعاً بشرياً بعد دهم قوات الطوارئ للموقع، وأطلق النار على رجال الأمن وألقى القنابل عليهم لمقاومتهم، وعدم الاستسلام، ومحاولة الهرب من الموقع محتمياً بالرهائن». وذكر ممثل الادعاء العام أن هدف المتهم السادس من العملية هو حجز القنصل الأميركي، ومن ثم مساومة الدولة لإطلاق سجناء من أعضاء التنظيم الإرهابي. وخطط المتهم السادس، بحسب لائحة الدعوى، لعملية إرهابية تستهدف موقعاً في مدينة تبوك خاصاً بالرعايا الأجانب المستأمنين، بسفره إلى تبوك مرات عدة، لمراقبة الموقع تمهيداً لاستهدافه. ووافق زعيم الخلية القتيل صالح العوفي على المخطط، وقام بتوزيع الأدوار والأسلحة التي ستستخدم على الأعضاء المشاركين في التنفيذ، فيما صور الموقع بكاميرا فيديو لمعرفة مستوى الحراسات الأمنية. وقال ممثل الادعاء العام إن المتهم الثامن شرع في خطف مسؤولين حكوميين للمساومة بهم، ولتحقيق أهداف التنظيم الإرهابي داخل البلاد، كما خطط مع زعيم الخلية العوفي لخطف طائرة أجنبية من مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وقام بتجنيد المتهمين ال17 وال27 لضمهما إلى تنفيذ العملية الإرهابية، أثناء استعداد الطائرة للإقلاع، وحجز ركابها والمساومة بهم لإطلاق المحتجزين من عناصر التنظيم في معتقل غوانتانامو الأميركي، ومن ثم قتل الرهائن، فيما تستر المتهم التاسع على العملية. وأضاف: «اشترك المتهم الثامن مع زعيم الخلية العوفي وأحد أفرادها في إطلاق النار على رجال الأمن ورميهم بقنابل يدوية ومقاومتهم، ما نتج عنه إصابته في أحد فخذيه بطلق ناري، فيما هرب زعيم الخلية وقبض على المتهم في منزل في حي الملك فهد (شمال الرياض). وذكر الادعاء العام أن المتهم العاشر عرض فكرة القيام بعملية انتحارية تستهدف سجن المباحث العامة في حي الرويس في جدة على أعضاء خلية إرهابية منفصلة، من الجنسية التشادية، تقدم الدعم لخلية العوفي، وذلك بقصد إطلاق أعضاء التنظيم الإرهابي الموقوفين هناك. وذكر أن المتهم العاشر أبدى رغبة جادة في القيام بتلك العملية الإرهابية ووصفها ب «الاستشهادية». وأضاف: «تستر المتهم على اغتيال أحد المستأمنين داخل البلاد من الجنسية الفرنسية، على رغم شكوكه أن من قام بذلك هو أحد الموقوفين، إذ كان الأخير يحدثه عن قيامه برصد ومتابعة أي مقيم أجنبي بقصد استهدافه، وعدم الإبلاغ عن هذه العمليات الإرهابية، ما يؤكد تأييده لها». وأشار ممثل الادعاء العام إلى أن المتهم الخامس اشترك في الإعداد لعملية تستهدف السطو المسلح على سيارة أمنية تابعة لشركة «المجال» الأمنية للاستيلاء على ما بها من مبالغ مالية، بسيارة والده، وكان معه المتهم ال23، وسافروا إلى محافظة خيبر لرصد السيارة المشار إليها. وأضاف: «استضاف المتهم التاسع أحد أعضاء التنظيم الإرهابي من خارج المملكة يدعى «طالوت البريطاني» وتم ترتيب وتنسيق لقاء بينه وبين زعيم الخلية في منزله، اذ سلم طالوت لزعيم الخلية جهاز اتصال لاسلكياً أفقياً وجهاز تنصت وجواز سفر فرنسياً باسم زعيم الخلية العوفي، وشرائح هواتف نقالة بريطانية، مرسلة من شخص في بريطانيا، على أن يسلمها إلى زعيم الخلية». ولفت الادعاء العام إلى أن المتهم الأول موّل الإرهاب من خلال تسلمه نحو 900 ألف ريال بقصد إرسالها إلى العراق، وقام بتسليم 550 ألف ريال إلى شخص في سورية لدعم المقاتلين في العراق، فيما لقن المتهم الثاني طفلتين من أقاربه أنشودة تؤيد ما قام به زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن، من تدمير لمبنى برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بعد دخوله احد المواقع المحظورة وتحميلها على حاسوبه الخاص. وادعى ممثل هيئة التحقيق على المتهم الثالث بالافتئات على ولي الأمر، والخروج عن طاعته، بالسفر إلى الفيليبين والتدرب على الأسلحة الخفيفة هناك بقصد الإعداد للقتال.