أصدرت دار جداول للدكتور حمزة المزيني ترجمة كتاب "الهوية والعنف: وهم القدر" للدكتور أمارتيا سين، أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد، والحاصل على جائزة نوبل 98م. يتميز الكتاب بتناوله النقدي الجذري لمشكل "الهوية" التي تمثل مصدرا عميقا للصراعات العالمية في العقود الأخيرة خاصة. وربما كان هذا المشكل أوضح في العالمين العربي والإسلامي مما عداهما. ذلك أن الهوية الدينية / المذهبية صارت كأنها المعرّف الرئيس للإنسان فيهما. وأسباب استشراء هذا اللجوء إلى الهوية الدينية أو المذهبية تآكل الدولة الوطنية وتآكل إيديولوجيتها الموحّدة لمواطنيها لإبعادهم عن الانحصار ب"هوياتهم" الصغيرة التي نشؤوا عليها. وكما يبين المؤلف فإن حصر الإنسان نفسه في هوية واحدة إنما هو إفقار له وقطع له عن التواصل مع الآخرين. الفصل الأول تضمن عنفُ الوَهْم، الاعتراف بالانتماءات المتنافسة، قيود أم حريات، إقناع الآخرين، إنكار الاختيار والمسؤولية، التقوقع الحضاري، المسلمون والتنوع الفكري، لهيب الفوضى. ويتضمن الفصل الثاني تحت عنوان "تفهُّم الهوية، تجاهل الهوية"، الانتماءات التعددية والسياقات الاجتماعية، الهويات المتقابلة وغير المتقابلة. فيما تضمن الفصل الرابع "الانتماءات الدينية والتاريخ الإسلامي"، الهوية الدينية والتنوعات الثقافية، تسامح المسلمين وتنوُّعهم، الرياضيات والعلوم والتاريخ الفكري، الهويات التعددية والسياسات المعاصرة، محاربة الإرهاب وتفهُّم الهويات. ويتناول الفصل الخامس (الغرب ومناوئو الغرب) عبر موضوعات: جدليات العقلِ المستعمَر، القيم الآسيوية والقضايا الأصغر، الاستعمار وأفريقيا، الأصولية ومركزية الغرب. بينما يتحدث الفصل السادس (الثقافة والانغلاق) عن الحقائق المتخيَّلة والسياسات الفِعْلية. ويستعرض الفصل السابع (العولمة ونُقّادُها) الاحتجاج والحقيقة والتعليل العام، النقد والاحتجاج والتضامن العولمي، التضامن الفكري، المحلية مقابل العولمة، العولمة الاقتصادية وعدم المساواة. ويتطرق الفصل الثامن (التعدد الثقافي والحرية) لإنجازات بريطانيا، مشكلات الأحادية الثقافية المتعددة، حجج غاندي. وخصص الفصل التاسع (الحرية في أن تفكر) لتنمية العنف.