بدأت في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم(الخميس23/2/2012 ) فعاليات حملة (بالعربي) التي أطلقتها مؤسسة الفكر العربي منذ عامين من أجل تشجيع القراءة لدى الطفل العربي وذلك برعاية مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركة أرامكو وحضور وزراء التربية والتعليم العالي في كل من لبنان وتونس ومصر ونخبة واسعة من المتخصصين في مجال تعليم الأطفال.ونقل الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي في لبنان الدكتور سليمان عبد المنعم في كلمته تحيات وتقديرالأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس مؤسسة الفكر العربي الذي أعلن من بيروت الدعوة إلى إنشاء مؤسسة عربية تُعلي قيم الهوية والإنتماء وتسعى لتحقيق التضامن الثقافي العربي. وقدم عبد المنعم إحصاءات أصدرتها مؤسسة الفكر العربي حول معدلات القراءة في العالم العربي وصنفها الى ثلاثة مستويات الأول هو المستوى المتقدم نسبيا مثل لبنان (10 في المئة) والأردن (5 ر 7 في المئة) والكويت (7 في المئة) ، والثاني هو المستوى المتوسط مثل المملكة ( 15 في المئة) وتونس (21 في المئة) ، أما الثالث فهو المستوى المتفاقم مثل المغرب (43 في المئة) ومصر (28 في المئة).وأكد عبد المنعم أهمية حملة (بالعربي) لدعم القراءة عند الطفل العربي باللغة العربية ، موضحا أن الحملة تستهدف كل القطاعات والأدوار الرسمية والخاصة والأهلية من أجل دعمها وتطويرها في هذا المجال.وقدم في ختام كلمته الشكر لمدينة الملك بن عبد العزيز للعلوم التقنية ومركز الملك عبدالله الثقافي العالمي لدعمهما الكريم لمشروعي (عربي 21) ومبادرة (بالعربي) وجميع الجهات المتعاونة في إطلاق هذا المشروع. وتطرق مدير البرامج التعليمية في شركة أرامكو السعودية الدكتور خالد اليحيا في كلمته للمبادرة التي أطلقها مركز الملك عبدالله الثقافي العالمي لدعم القراءة عند الطفل العربي باللغة العربية والتي تهدف إلى ترويج الصله بالكتاب سواء بصورته التقليدية او الرقمية مشيرا أن باكورتها كانت مبادرة(إثراء) الشباب التي سيعلن عنها قريبا جدا وذلك تجسيدا لرؤية المملكة العربية السعودية بأن الاستثمار الأغلى هو الإستثمار في الإنسان.وأوضح اليحيا أن مبادرة (إثراء) هي عبارة عن مكتبة إلكترونية مصممة بشكل عصري تضم ألفي برنامج في السنه تتيح من خلالها بناء تفاعل بين الكاتب والباحث فيتشاركان في صناعة المعلومة وبثها آليا بفضل التكنولوجيا المصممه خصيصا لها ، لافتا إلى أنها ستشكل زادا لطلاب المعرفة من مختلف الأعمار ومركزا للابتكار والفنون ومتحفا للطفل في العالم العربي ، متوقعا أن تستهدف هذه المبادرة نحو مليوني شاب وفتاة بحلول عام 2020م.وشدد مدير البرنامج الوطني للمحتوى الرقمي في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور منصور بن محمد الغامدي ، من جانبه ، على ضرورة الإهتمام باللغة العربية معتبرا أن حاجات العالم العربي تتركز في توفير محتوى عربي مفيد وتحفيز الرغبة في القراءة باللغة العربية اضافة الى تشجيع الكتابة والتأليف بالعربية.وعدد الغامدي الانجازات التي حققتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتحقيق هذه الغايات من اجل دعم اللغة العربية حيث تعاونت المدينة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا من أجل إطلاق المعجم العربي التفاعلي وهو متاح على الموقع الالكتروني كما لم تغفل المدينة ذوى القدرات الخاصة فتم تطوير (اللوح الناطق) في عام 1993م لمساعدة من لديهم صعوبة في القراءة والنطق على التخاطب مع الآخرين فضلا عن القيام بتطوير آلة تصوير لرموز (برايل) بالتعاون مع جامعة الملك سعود.وأضاف الغامدي: "كما قامت بتطوير محرك البحث العربي (نبع)وبتطوير المقوم الآلي لكتابة المقالة العربية (عبّر) وذلك لمساعدة الطلاب والملمين في تقويم المقالة العربية ومواضيع التعبير ، كما تم تطوير محلل صرفي بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وهو مفتوح المصدر ومتاح على (سورس فورج) إضافة إلى تطوير مصحح إملائي للكلمات العربية وجعله متاحا كنظام مفتوح المصدر اضافة الى اصدار مجلة فصلية تعنى باللغة العربية باسم مجلة العلوم والتقنية.وختم كلمته بالقول إن المدينة عملت وتعمل أيضا على عدد من الاصعدة وعبر عدد من القنوات للتحفيز على القراءة ودعم مشاريع كهذا المشروع /عربي 21/ الذي تنفذه مؤسسة الفكر العربي.وقدم خلال الحملة كل من وزراء التربية والتعليم العالي في لبنان وتونس ومصر تجارب وزاراتهم في مجال تطوير المنظومة التعليمية لحماية اللغة العربية لا سيما لدى الاطفال كونها المرحلة التي يتكون فيها شخصية الفرد وهي القاعدة الأساسية لتطور المجتمع وازدهاره لا سيما في ضوء الربيع العربي الذي أدخل المزيد من التحديات التي تواجهها الدول العربية.ودعوا إلى صياغة رؤية تواكب الحراك العربي لإعداد جيل مستنير قادر على مواجهة التحديات الملقاة على عاتق الدول العربية آملين أن تتحول النظرة إلى اللغة العربية من معاناة ومشقة إلى متعة وسعادة لتكون خير أمة أخرجت للناس.