ليس هناك معيار أمام الجامعية أشواق الحارثي عند شراء نظارتها الشمسية سوى أنها من أحدث الموديلات الفخمة والأنيقة، وتتفق مع الموضة، ولم تفكر في استشارة طبيب عيون، أو حتى الاختصاصي الذي يشرف على بيع النظارات، لاعتقادها أنه لا ضرر من ارتداء النظارات الشمسية مهما كانت. قالت الطفلة جود عبد الرحمن (طالبة بالمرحلة الابتدائية) إنها اشترت نظارة شمسية خاصة بالأطفال من محل لبيع الخردوات ب 20 ريالا، لتقلد شقيقتها الكبرى، وحرصت على ارتدائها عند الخروج، ولكنها شعرت بعد استعمالها أن عينيها تدمعان كثيرا. وتؤكد شقيقتها سلطانة (طالبة بالمرحلة الثانوية) أنهن لا يستشرن طبيبا عند اختيار النظارات الشمسية، لأن الأمر في اعتقادها لا يستدعي مشورة طبية. أما خالد الشهري (طالب بالصف الخامس الابتدائي) فيحرص على شراء أي نظارة شمسية بغض النظر عن مناسبتها لوجهه أو لعينيه، ولكن شقيقه الأكبر لا يشتري كما يقول إلا النظارات الأصلية. وتشير آلاء الحارثي (طالبة بالصف السادس الابتدائي) إلى أن شقيقاتها يحرصن على اقتناء نظارات مشهورة من دور الأزياء العالمية، مشيرة إلى أنها تفضل النظارات الشمسية التي تكون عدستها ملونة باللون الأزرق، أو الوردي، لأنها تعطي جمالا أخاذا على وجه الفتاة بصورة عامة. وقال حسن المصري (بائع بأحد المحلات الخاصة بالنظارات) إنه ينصح زبونات المحل بنوع العدسة، واللون المناسب والشكل اللائق، مشيرا إلى أن الفتيات والسيدات لا يبحثن عن الماركة بقدر ما يبحثن عن أحدث الصيحات والموضات الجديدة. في حين أكد استشاري طب جراحة العيون بالليزك وطب عيون الأطفال الدكتور طلال عبد الرحمن الثمالي على أهمية أخذ الرأى الطبي وخاصة عند شراء نظارات شمسية للأطفال، مشيرا إلى أن الأطفال عادة لايحتاجون نظارة شمسية، ولايتم صرفها لهم إلا في حالات معينة، كالتحسس المفرط من الضوء، أو في حالة قلة الصبغات في القزحية، أو حالات عدم تخلق القزحية. وأضاف أنه لا توجد مخاطر على الأطفال من لبس النظارة الشمسية إذا كانت ذات نوعية جيدة، وليس فيها عيوب تصنيعية كالانحراف. من جهته يرى اختصاصي العيون بمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي ومركز الأورام بجدة الدكتور أشرف ناجي الجحدلي أن هناك اشتراطات يجب اتباعها عند اختيار النظارة الشمسية، منها النظارة للموضة، ولشكل الوجه والعين، ووجود طبقة حماية من الأشعة فوق البنفسجية في العدسات المختارة. وأضاف أنه "يفضل استخدام النظارات التي تحتوي على عدسات البولارويد لمرتادي الشواطئ، أو السفر في الخطوط الطويلة، لأنها تمنع دخول الأشعة المنعكسة من الأسطح كسطح الماء، ولا مانع من استشارة الطبيب، ولكن ليس بالضرورة، فرأي فني النظارات غالبا يكفي". وبين الدكتور الجحدلي أن الفتيات عادة ما يفضلن آخر صيحات الموضة عند اختيار النظارات، أما السيدات فيفضلن الأنواع الكلاسيكية" مشيرا إلى أن النظارات الشمسية ذات الألوان المتعددة إذا ما احتوت على الطبقة العازلة للأشعة الضارة لا تؤثر على النظر. وأكد على خطورة استخدام النظارات الرديئة التي تباع في بعض المحلات الشعبية والتي غالباً ما تكون رخيصة ومقلدة، وذلك لعدم احتوائها على الطبقة العازلة للأشعة الضارة، ولخطورتها البالغة على القرنية، وعدسة العين، والشبكية.