كثيرون لا يعرفون المشاكل التي يواجهها مستخدمو النظارات الشمسية المقلدة على المدى البعيد والتي لا يكاد الناس العاديون يفرقون بين النظارات المقلدة والأصلية منها، ويقعون في فخ قلة سعر المقلدة التي تتراوح بين 60 ريالا و250 ريالا، بينما الأصلية تتراوح أسعارها ما بين 600 و1800 ريال. وفي جولة ل«شمس» بعدد من محال بيع النظارات برفقة خبير في النظارات والعدسات من شركة نظارات معروفة تبين وجود عدد من النظارات الشمسية المقلدة والتي تصنع في إحدى الدول العربية المجاورة وتباع على أنها أصلية ومصنعة في إيطاليا وذلك لصعوبة التفريق وتطابق شكل الأصلي مع المقلد. وقد أوضح خبير النظارات أن هناك نوعا من النظارات المقلدة مطلي بطبقة «البلوراي» وهي طبقة مضادة للأشعة فوق البنفسجية ولكن هذه الطبقة من «البلوراي » لا تكاد تستمر أكثر من شهر وبعد ذلك تزول وتصبح النظارة خطرا على مستخدميها بسبب دخول الأشعة فوق البنفسجية بسهولة إلى العين، مؤكدا أن على المستهلك طلب بطاقة المنشأ ورقم النظارة وتدوينه في فاتورة الشراء حتى يتم الحد من الغش. وأكد عدد من أصحاب المحال أن أغلب الزبائن يطلبون النظارات المقلدة بالاسم، وأنها تلقى رواجا كبيرا بين فئة الشباب مما أدى إلى ارتفاع أسعارها رغم قيمتها التي لا تتجاوز 30 ريالا بالجملة عند جلبها من دولة مجاورة. يؤكد اختصاصي العيون الدكتور عبدالرحمن الغنيمي أن الآثار الجانبية للنظارات الشمسية المقلدة في هذه الأيام كثيرة فقد اكتفى الناس بحماية أعينهم من أشعة الشمس الضارة بأن تكون وسيلة الحماية هي البرد أو الظل فقط والمعني به أننا أصبحنا نستخدم العدسات الشمسية وخاصة الملونة منها كمظلة للعين فقط وانبهارا بالحديث منها في الأشكال والألوان كمظهر اجتماعي لا غير، وتغاضينا عن شرط السلامة وهو اختراق الأشعة الضارة للشمس وخاصة فوق البنفسجية منها والذي يعتبر الأصل والسبب الرئيسي في ارتداء النظارة الشمسية، وإلا كنا ظللنا على أعيننا بأي من الطرق ولو حتى بأيدينا فهو أفيد وأكثر سلامة من النظارة الشمسية المقلدة أو غير المحتوية على شرط السلامة. ويوضح الغنيمي أن الأضرار الناتجة عن المقلدة مختلفة فمنها ما هو قريب المدى مثل احمرار العين وضبابية الرؤية وصداع، ولكن هذا نادرا ما يتحسسه الشخص وذلك لشيوع هذه الأعراض وخاصة بالمناطق الحارة لازدياد نسبة الحساسية بها. ومنها ما هو بعيد المدى وهو الأكثر خطورة وضررا للعين ولا يستثني جزءا من العين عن غيره فهو قد يصيب أيا من مكونات العين بداية من الطبقة الخارجية للعين مرورا بعدسة العين الداخلية حتى الطبقة الخلفية للعين خاصة شبكية العين، فالشعاع المخترق لعدسة النظارة الشمسية قد يسبب ما يسمى بالظفرة. ويضيف «لا يقتصر الضرر على هذا، فالمعروف أن الله سبحانه وتعالى جعل للعين مدخلا للضوء ما يسمى بحدقة العين يتعامل بحكمة فإذا ما اشتد الضوء تقلصت عضلات هذا المدخل حتى يكون أقل ما يمكن لإدخال الضوء الكافي للرؤية وحجب الزائد المسبب لما يسمى ب glare أو ضبابية الرؤية أو الزغللة، والعكس إذا قل الضوء اتسع هذا المدخل لاستيعاب أكبر قدر من الضوء للرؤية، لذا فعند استخدامنا للعدسات الشمسية نكون قد ظللنا على العين فيقل الضوء وتتسع الحدقة فإذا ما كانت هذه النظارة الشمسية غير جيدة ولا تمنع الأشعة الضارة فبهذا نكون قد سهلنا مهمة دخول هذه الأشعة للعين عن طريق الحدقة المتسعة مما يسبب أولا ما يسمى بعتامة العدسة الداخلية أو المياه البيضاء مما يؤثر في النظر سلبا حتى عدم الرؤية الكامل مما يستدعي التدخل الجراحي لإزالة هذه العدسة وزراعة عدسة بديلة، وثانيا التأثير المباشر في شبكة العين وخاصة مركز الإبصار».