لم يكن معرض الفنان العالمي آرام مفاجأة للوسط التشكيلي لا بمحتوياته ولا بتوقيته، حيث سبق أن شاهد المهتمون بالفنون التشكيلية بعض أعماله في بيت التشكيليين السعوديين حين استضافه في ندوة خاصة قبل عدة شهور، لكن آرام لم يفوت فرصة اهتمام الكثيرين بأعماله وانتظارهم افتتاح معرضه الشخصي، قبل أيام في أتيليه جدة للفنون الجميلة، حيث قدم أعمالا جديدة لم يسبق أن عرضها. يعتبر الفنان السوري الأصل خالد الرز "آرام" واحدا من الفنانين التشكيليين العرب الذين نظموا العديد من المعارض في معظم المدن الأوروبية واقتنت أعماله العديد من الصالات المشهورة، فهو عضو الاتحاد الدولي للفنون الجميلة في برلين / ألمانيا وعضو منظمة اليونيسكو/ إياب / للفنون التشكيلية وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين الألمان وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين الفرنسيين ومدير أكاديمية الفنون الجميلة الحرة ومدرس مادة الرسم فيها في مدينة غوتينغن / ألمانيا، وأعماله مقتناة في 27 دولة وعدد كبير من المدن، ولا يكاد يخلو متحف عالمي منها، فيما أنتج سينمائيون فيلمين عنه، الأول فيلم قصير بعنوان "إلي أين" والثاني بعنوان "الخيام". يصف الفنان ربيع الأخرس في حديث ل "الوطن" أعمال آرام بأنها تلقائية واضحة في ألوانها وموضوعاتها، وهو يستخدمها بتلقائية تعكس اللحظة التي يعيشها، مستندا على خبرة طويلة وتقنية عالية، وفي تعامله مع الحرف العربي يبتعد عن قواعد هذا الحرف ويتركه حرا في حالة طفولية، وفي أعماله التي شاهدناها استطاع أن يضعنا في الحالة التي أرادها وهي حالة فرح طفولية. وقال الفنان بكر شيخون: كنت أعتقد بما أنه فنان قادم من الغرب أنني سأشاهد أعمالا ذات طابع تجريدي غربي، لكنني ما إن شاهدت أعماله حتى شعرت بالراحة، ففي اعتقادي أنه يمتلك تقنية عالية نجح في توظيفها بتلقائية طفولية منحتنا الإحساس ببهجة الألوان التي يستشعرها الأطفال، كما أن موضوعات أعماله عكست حسه الفطري الطفولي. فيما يرى الفنان مشعل العمري أن آرام رغم إقامته الطويلة في الغرب لا يزال متعلقا بشرقيته، فقد توقعت أن يقدم لنا جديدا غير ما هو لدينا، لكني رأيت أن أعماله لا تخرج عن سياق التجربة العربية وانتمائها الشرقي، هذا من دون أن نتنكر لخصوصيته والتي هي أيضا خصوصية في إطار سياق التجربة العربية. يضيف العمري "أعتقد بأن هناك تأثيرا للموسيقى في أعمال آرام، فهو أيضا يعمل على الموسيقى والتصوير، وفي ظني أن شغفه بالموسيقى هو الذي يطبع أعماله بهذه العفوية". ويقول الناقد والفنان الجزائري محمد أبو كرش: أعمال الفنان آرام، ألوانه وخربشاته تؤرجحني ذهابا وإيابا وكأني ذاك الطفل الذي ما زال ينعم بين ذراعي أم تجتهد لتغذيته حليب الصواب، حليب اليقظة والصحوة. آرام ، بالخربشات واللون، حكيم في شعره التخطيطي البنيوي، ولا تضاهي أعماله إلا بعض العراقيات والقليل القليل من هنا وهناك بعالمنا العربي والغربي. ويختم الناقد كلمته بالقول: مقفرة هي المتاحف والقصور التي لن تتسع لأمثال أعمال الفنان الجميل آرام خالد الرز.