يرى محللون أن الأقلية العلوية ستقاتل حتى النهاية للاحتفاظ بالحكم في سورية لمواجهة غالبية سنية تنظر إليها على أنها كيان مغتصب للسلطة. إلا أنه في حال هزيمة نظام الرئيس بشار الأسد المنتمي لهذه الطائفة، فإن العلويين قد يعمدون لإقامة كيان مستقل في الجبل والساحل الشمالي الغربي، تجنبا لخياري النفي أو الموت، وفقا للمحللين. ويقول مدير مجموعة البحوث حول البحر المتوسط والشرق الأوسط بمدينة ليون الفرنسية فابريس بلانش إن "العلويين يخشون من انتقام السنة. لذا فإن مسار الأحداث بلغ نقطة اللاعودة، حيث بات على النظام أن يسحق المعارضة، وإلا فإنه هو الذي سيسقط". ويشير بلانش، إلى أنه "بهدف حماية أنفسها، فإن وحدات النخبة في القوات العسكرية، التي يسيطر عليها العلويون أو تتشكل منهم، ستقاتل حتى النهاية خشية أن يكون مصيرها كمصير الحركيين"، في إشارة للجزائريين الذين جندوا في صفوف الجيش الفرنسي إبان الثورة الجزائرية، ثم قتلوا أو أجبروا على الهروب إلى فرنسا بعد الاستقلال. وبالنسبة للمحاضر بجامعة أدنبره طوماس بييريه فإن هناك "خشية من إبادة الطائفة العلوية في حال سقوط الأسد"، وذلك ردا على القسوة الكبيرة التي تعتمدها قوات النظام في مواجهتها لحركة التمرد. ويرى خبراء أن سقوط نظام الأسد قد يدفع نحو احتمال بروز "كيان علوي" في المناطق الساحلية حيث يشكلون الغالبية في طرطوس واللاذقية وبانياس وجبلة. ووفقا لمدير الدراسات العربية في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ببيروت برونو باولي، فإنه "نظرا لهذا المأزق، فإن النظام قد يجد نفسه مضطرا للانطواء على نفسه في المنطقة الساحلية بهدف خلق كيان مستقل". وبدوره يرى بلانش أنه "في حال زادت حدة الصراع، فإن مصير سورية قد يكون كمصير يوغوسلافيا، حيث إنه قد تكون هناك دويلة علوية" عاصمتها اللاذقية.