دهشة غفيرة تحتشد على رأس كل من يقف على احترافية وجدية وإصرار رجال مشاة البحرية (المارينز)، مقاتلون من الطراز الأول لا يعرفون المستحيل على الأرض، يتقدمون بخبراتهم ومهارتهم في أية بيئة وتحت أي ظرف. دقة، نظام، صلابة، حرص، وسلاسة في الحركة، وحوش يجتاحون كل من يقف في وجه الوطن، يبهرون من يراقب حركتهم، مدربون على كل طرق القتال يؤدون المهمات بصدق القصد والنية وعزم الرجال الأشاوس. يستريحون برفقة القرآن والذكر، ويعملون بلغات من الشرق والغرب ليس بداية بالإنجليزية ولا حتى مرورا بالفرنسية وإلى درجة الصينية وأخرى لم تقف أمام براعة الجندي السعودي المحترف. حصد رجال مشاة البحرية خبرات نهلوها في الوطن، وبالاحتكاك في ميادين خارج البلاد، ضاربين أروع الأمثلة بجدية الإنسان السعودي مقاتلا لا تثنيه سخونة المعارك ولهيب النار. يخرج رجال المارينز السعوديون من مواقع لا يمكن أن يتخيلها من لا يعرفهم، فإن كانوا في البحر قاتلوا وغاصوا إلى الأعماق، ولو وجدوا أنفسهم في قلب الصحراء تقدموا وحققوا النصر مهما كلفهم، وحتى إن سقطوا على سفح جبل فككوا تضاريسه وأنهوا من يتسلل إليها مخربا. من يقترب من جبال الحدود ينظر فلا يجد نهاية لأعدادهم يزحفون بالآلاف بصوت واحد «لعيونها، الله أكبر»، ويقصدون بهتافهم بأنه لعيون وطنهم أرض الحرمين الشريفين مملكة الإنسانية يبذلون الغالي والنفيس، متسلحين بإيمانهم بالله مكبرين ومهللين، وبقوة العقول والقلوب والسواعد والذكاء في التحرك والمباغتة.