يرى محللون ان الاقلية العلوية ستقاتل حتى النهاية للاحتفاظ بالحكم في سوريا في مواجهة غالبية سنية تنظر اليها على انها كيان مغتصب للسلطة. الا انه في حال هزيمة نظام الرئيس السوري بشار الاسد المنتمي الى هذه الطائفة، فان العلويين قد يعمدون الى اقامة كيان مستقل في الجبل والساحل الشمالي الغربي، تجنبا لخياري النفي او الموت، وفقا للمحللين. ويقول مدير مجموعة البحوث حول البحر المتوسط والشرق الاوسط في مدينة ليون الفرنسية فابريس بلانش ان "العلويين يخشون من انتقام السنة". ويضيف ان مسار الاحداث بلغ "نقطة اللاعودة، حيث بات على النظام ان يسحق المعارضة، والا فانه هو الذي سيسقط". ويشير بلانش العالم الجغرافي، الى انه "بهدف حماية انفسها، فان وحدات النخبة في القوات العسكرية، التي يسيطر عليها العلويون او تتشكل منهم، ستقاتل حتى النهاية كونها تخشى ان يكون مصيرها كمصير الحركيين", في اشارة الى المقاتلين الجزائريين الذين جندوا في صفوف الجيش الفرنسي ابان الثورة الجزائرية، ثم قتلوا او اجبروا على الهروب الى فرنسا بعد الاستقلال. وبالنسبة الى المحاضر في جامعة ادنبره طوماس بييريه فان هناك "خشية من ابادة الطائفة العلوية في حال سقوط الاسد"، وذلك ردا على القسوة الكبيرة التي تعتمدها قوات النظام في مواجهتها لحركة التمرد. وكان المفكر والناقد الاسلامي السني احمد بن تيمية (1263-1328) يرى في العلويين "الد اعداء المسلمين"، ويعتبر ان "الجهاد ضدهم واجب ايماني عظيم". وحمل انقلابان عسكريان (1963 و1966) العلويين الى الحكم، فيما امتعض الكثير من البرجوازيين السنة من فكرة وصول "ابناء الخادمات" الى الحكم، وفقا لبلانش. وتحول بعدها الجبليون الذين لطالما احتقروا، الى مسؤولين عن البلاد، واستثمروا نفوذهم الجديد في المناطق الساحلية حيث يشكلون الغالبية، طرطوس واللاذقية وبانياس وجبلة. ويرى خبراء ان سقوط نظام الاسد قد يدفع نحو احتمال بروز "كيان علوي". ويقول برونو باولي، مدير الدراسات العربية في المعهد الفرنسي للشرق الادنى في بيروت انه "نظرا لهذا المأزق، فان النظام قد يجد نفسه مضطرا للانطواء على نفسه في المنطقة الساحلية بهدف خلق كيان مستقل". بدوره يرى بلانش انه "في حال زادت حدة الصراع، فان مصير سوريا قد يكون كمصير يوغوسلافيا، حيث انه قد تكون هناك دويلة علوية" عاصمتها اللاذقية.