أكدت مصادر أميركية أن الرئيس اليمني المنتهية ولايته علي عبد الله صالح سيعود إلى البلاد عقب إجراء الانتخابات الرئاسية بعد غد، في حين وصل صباح أمس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر إلى صنعاء للإشراف على جهود تنفيذ المبادرة الخليجية وحضور الانتخابات وعملية تنصيب المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي رئيساً جديداً للبلاد. وكان قادة حزب المؤتمر الشعبي العام أكدوا أن صالح تعرض إلى ضغوط أميركية لإقناعه بعدم العودة قبل اكتمال الانتخابات حتى تسير الأمور كما خطَّط لها رعاة المبادرة الخليجية. من جانبه قال ابن عمر في تصريحات صحفية عقب وصوله إن الانتخابات الرئاسية "تمثِّل خطوة مهمة ومرحلة جديدة وحدثا تاريخيا بارزا في اليمن". مشيراً إلى أن لدى الأممالمتحدة خبراء وفريق عمل يعملون مع اللجنة العليا للانتخابات. وأوضح ابن عمر أن هناك أحداثاً مقبلة بعد الانتخابات كمؤتمر الحوار الوطني وإعادة صياغة الدستور وهي خطوات تأتي في إطار التسوية السياسية بين الأطراف السياسية. وجاء وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء في وقت تستعد فيه سائر القوى السياسية للانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة، خصوصاً في المحافظات الجنوبية التي شهدت انتشاراً كبيراً لقوات الجيش من أجل حفظ الأمن بعد دعوة الحراك الجنوبي لمقاطعة الانتخابات. كما بدأ توافد ممثلي الحكومات العربية والغربية إلى صنعاء لحضور الانتخابات والمشاركة في تنصيب هادي، حيث وصل عضو مجلس اللوردات البريطاني أيما نيكلسون؛ فيما أكدت دوائر سياسية وصول مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الإرهاب جون برينان، والذي كان المسؤول الأجنبي الوحيد الذي التقى صالح أثناء علاجه في السعودية بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في يونيو الماضي، إضافة إلى ممثلين عن الحكومات الفرنسية والألمانية والروسية. من جهة أخرى أكدت مصادر إعلامية أن الولاياتالمتحدة نصحت هادي بالبقاء في منزله وعدم الانتقال إلى دار الرئاسة لدواع أمنية، في ظل أنباء عن تعرضه لمحاولتي اغتيال خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن أطرافاً دولية زوَّدت هادي بسيارات مصفحة حديثة ونظام أمني لتعزيز إجراءات الحماية في مقر إقامته الموقت. من جانب آخر طالب وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد بإبعاد الجيش وعدم الزج به في "مماحكات سياسية"، وقال في رسالة مفتوحة " إلى قادة الأحزاب السياسية ألا يعزفوا على أوتار مهترئة لمسببات الأزمة الطاحنة التي مر بها اليمن، والكف عن إثارة الفتن في بعض الفعاليات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية لأن ذلك ينكأ الجراح ويوسع الشرخ ويزيد الفرقة والشقاق ولا يساعد على تعزيز روح الإخاء والتلاحم ووحدة الصف". ونفى الوزير ولاء القوات المسلحة لأي حزب أو فئة أو جماعة وأن ولاءها أولاً وأخيراً لله ثم الوطن والثورة والوحدة.